العرض في الرئيسةفضاء حر

ماذا عن انقلاب السودان؟

يمنات

عبد الباري طاهر

تناقلت وكالات الانباء ونشر التلفزيون السوداني نبأ فشل انقلاب عسكري في السودان يوم الثلاثاء الماضي ٢١ سبتمبر.

ألانقلابات داء السودان الوبيل فمنذ ١٩٥٦ عام الاستقلال السلمي شهدت السودان مايقارب من عشرة انقلابات اغربها انقلاب البشير والترابي” الجبهة القومية الاسلاميه” عام ١٩٨٩ وانقلاب ضباط لم يعلن عن قيادتهم ولا عن اسمائهم حتى اليوم.

انقلاب عمر البشير قادة حسن الترابي زعيم الجبهة القومية وذهب بنفسه للاعتقال في انتظار النتائج. اوهم الترابي المعتقلين والرأي العام العربي والدولي وبالاخص مصر ان الانقلاب لضباط مستقلين وليسوا تابعين للجبهة القومية الإسلامية واهم دليل على استقلال الانقلاب اعتقال الترابي. في حين كان الترابي يقود الانقلاب من المعتقل.

الانقلاب جرى بتحرك ثلاثة عشر دبابة بدون ذخيرة وكان التمويل ثلاثمائة الف دولار من اليمن او بالأحرى عبر اليمن حملها شيخ يمني ينتمي للتجمع اليمني للإصلاح. اما انقلاب الثلاثاء الماضي فقد تم بتحرك ٢٢ ضابطا يقودهم لواء يدعى عبد الباقي بكراوي. وينسب هولاء الضباط لفلول النظام القديم.

معروف ان عبد الفتاح البرهان قائد من اهم ضباط البشير وكان قائدا للقوات البرية والمفتش العام للقوات المسلحة اما حميدتي” محمد حمدان دقلو” فهو قائد قوات الانتشار السريع ” الجنجويد” وهي القوات الموازية للجيش والذراع اليمنى للبشير. يهدد بها الجيش وحركات المقاومة في عموم السودان وبالأخص في مناطق التمرد ودار فوز تحديدا. وينسب اليها جرائم الاغتصاب وجرائم حرب وضد الإنسانية وتضم اعدادا من المرتزقة وهم ميليشيات بالأساس. يقاتلون في ليبيا واليمن. واعداد منهم في جنوب السعودية.

كان البرهان وحميدتي الضابطان الأقرب للبشير، ذهبا اليه بعد اشتداد الإحتجاجات وتزايد القتل في صفوف المدنيين خصوصاً بعد مذبحة ساحة القيادة العامة للجيش وقتل فيها العشرات. قال لهم ان مذهبنا المالكي يبيح قتل ثلث السكان في حال “التمترس”، فخرجا من عنده مدركين استحالة قتل ثلث الشعب السوداني فانقلبا عليه وحلا محله حفاظا على نظامة. الانقلاب الاخير لايختلف كثيرا عن انقلاب الجبهة القومية او انقلاب البشير على استاذه الترابي او انقلاب البرهان وحميدتي على البشير ، يدور الصراع الان في السودان حول الفترة الانتقالية وتسليم الحكم للمدنيين حتى لحلفائهم.

كعب اخيل في تجربة السودان الديمقراطية. انتهازية بعض الاتجاهات المدنية وتحديدا الاحزاب الطائفية المهدية والميرغنية. فرغم تحقيقها الاستقلال الا ان صراعاتها الطائفية تدفعها للتحالف مع العسكر او على الاقل ممالأة الانقلاب
الانقلاب وهو ما يتكرر منذ انقلاب عبود ١٩٥٨ وحتى اليوم بعد ان حل الإسلام السياسي محل الطائفتين الميرغنية والمهدية.

انقسام القوى المدنية “التجمع المهني السوداني” وقوى الحرية والتغيير وإنضمام الحرية والتغيير للعسكر هي مصدر الخلل في الثورة السودانية. والعسكر الان هدفهم اقصاء المدنيين والتفرد بالحكم. متقوين بالانقسامات السياسية وبالتعاون مع إسرائيل واصدقائهم العرب. وانقلاب الضباط الأخير يعزز قوة العسكر لتقديم انفسهم كحماة الفترة الانتقالية.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى