أخبار وتقارير

تعز .. تحت رحمة العصابات والمليشيات المسلحة

يمنات – الوسط – رشيد الحداد

كل يوم ترسم التقليدية صورة قاتمة في شوارع الحالمة فتصادر أحلام صباحاتها وأمال أطفالها وشبابها وتمنيات شيوخها بيوم خال من الرصاص وقطع شوارع المدينة التي توحي إحداث نهارها التي تنتهي بقتيل أو جريح سقط في هذا الشارع او ذلك الحي الذي يستبيحه مسلحون أو تلك الحارة التي احتار أهلها في امرهم، في وسط المدينة أو ضواحيها أو مديرياتها التي اتسع نطاق العنف الممنهج إليها، الا إن تعز لاتزال تعيش زمن الأزمة ولايزال أبنائها يدفعون كل يوم ثمن التغيير الذين نشدوه بطريقة حضاريهةمطلع العام 2011م.

 

لاحدود للعنف المباغت الممنهج كما يبدو في تعز ولا مكان له قد يفاجئك في الهريش أو في عصيفرة أو في الحوبان أو في مفرق شرعب أو في مفرق ماوية قد تجده فجأة في حوض الأشراف وقد يتسلق العقبة ويتسع نطاقه إلى مديريات التعزية وجبل حبشي والمعافر وشرعب.

فتعز بحضرها وريفها باتت ساحة صراع بين التقليدية والمدنية فتظاهرات واحتجاجات سلمية تفقد طابعها السلمي بدون مقدمات، وأصحاب حقوق يتخلون عن حمل مظالمهم إلي الجهات المختصة ويحملون البنادق لقطع الطرقات في مداخل المدينة أو يقطعون الطريق العام ليصادرون حقوق الآلاف، وآخرون يسعون لتحقيق العدل خارج نطاق المألوف فيصفون حسابات شخصية على حساب امن واستقرار وسكينة الآخرين.

أكثر من سؤال يكرر نفسه يوميا عقب سقوط كل قتيل وجريح في تعز، أو ارتفاع نداءات واستغاثات العالقين على الطرقات العامة جراء منعهم من المرور من قبل قطاع قبلي في ضواحي المدينة الحاضنة للحياة المدنية منذ عدد من العقود الزمنية، ومن أهم تلك الأسئلة التي لاتزال دون إجابة مالذي يجري في الحالمة وما أسباب وإسرار تصاعد مظاهر الانفلات الأمني في محافظة تعز ..الى التفاصيل:

 

انهارت كل الخطط الأمنية التي أعلنتها السلطات المحلية في محافظة تعز منذ تولى المحافظ الجديد شوقي هائل مسئولية المحافظة حيث فشلت خطتان أمنيتان أعلنتها السلطة المحلية لاستعادة الأمن والاستقرار في المدينة، بالإضافة الى تدابير وحملات أمنية اتخذتها الأجهزة الأمنية على مدى الأشهر الماضية.

 

انهيار الخطط والمواثيق

مظاهر الانفلات ألامني حافظت على حضورها المريب بصورة لم يسبق لمحافظة تعز بريفها وحضرها ان شهدتها من قبل، وهو ما لفت أنظار معظم أبناء الحالمة الذين بحث الكثير منهم إلى حل للغز الأمني المنهار في المحافظة في ظل وجود قيادة مشهود لها بالكفاءة، الا ان المحافظ الجديد الذي تعرض منزله قبل تسلمه مسئولية المحافظة بيومين فقط لهجوم بقنبلة يبدو إنها كانت رسالة استباقية من قبل قوى تريد ان تفرض أجندتها الخاصة في تعز، بذل جهداً كبيرا للحد من مظاهر الانفلات الأمني، ومن الوسائل تغيير مدير امن تعز السابق بعد ان تصاعدت المطالب الشعبية بإقالته، والتوصل مع المجلس الأهلي في المدينة وكافة مكونات وشرائح المحافظة الى ميثاق شرف من أجل بناء محافظة تنموية مدنية مستقرة، حيث نص مـيـثــــاق الشـــرف" المعلن خلال شهر رمضان الماضي الذي وضع الجميع إطار شراكة لمواجهة تلك المخاطر سلامة للمحافظة واستقرارها وأمنها ودماء أبنائها وسكانها وتنميتها وانطلق الميثاق من خمسة مبادئ اهمها إن تعز وأمنها واستقرارها مسئولية مجتمعية ، يستدعي تحققها تكامل الجهود الرسمية والشعبية ، مع التأكيد على أهمية إِنْفَاذ القانون وتطبيقه على الجميع ورفض كل المشاهد والمواقف المُخِلَّة بالأمن والاستقرار ، ودعم التوجه الهادف الى إزالتها وتخليص تعز منها .

كما اعتبر الميثاق أي اعتداء أو عنف او سلوك من شأنه إقلاق الأمن والسكينة أو التَّسبب في سفك الدماء يعتبر عملا من اعمال الإفساد في الأرض، وأن من يقوم بمثل هذه الأعمال يعتبر خصما لكل أبناء تعز ويُجَرَّم كل من يدعم أو يحرض أو يأوي أو يحمي أو يخفي أو يتستر على أولئك الذين يقومون بمثل هذه الأعمال، ويعتبر عدواً لمسيرتها التنموية، ومُعَوِّقاً لجهود التحول النوعي في بيئة السلطة المحلية واتجاهات التغيير الذي قدم لأجلها أبناء تعز قوافل من الشهداء والجرحى.

كما تم الاتفاق على ضرورة التَّوَحد والالتحام بصف واحد لإشاعة السلام الاجتماعي والسكينة المجتمعية ومنع أي محاولة لتعكيره وتحويل المحافظة الى ساحة مضطربة وقلقة اجتماعياً ومنفلتة أمنياً ، تحت أي ذريعة أو مبرر ، وعلى الجميع مواجهته وردعه بالصيغ التي تعيد من قام به الى جادة الحق وطريق الصواب ، وإخلاء المدينة من السلاح ، وعدم التجول به في الأسواق والأمكنة العامة ، من جانب المواطنين..

 

تعز الاكثر عنفاً

لم تعد تحتل محافظة تعز المرتبة الأولى في الحفاظ على الامن والاستقرار كما كنت او تحتل المرتبة الاخيرة من بين المحافظات الأقل حوادث بل حافظت على تقدمها منذ ما يزيد عن عام حسب إحصائيات وزارة الداخلية التي تصدرها شهرياً

ويقدر متوسط الحوادث التي تشهدها المحافظة من 3 إلى 4 حوادث يوميا ويصل متوسط ضحايا الانفلات الأمني المعلن عنها شهريا 20 قتيلا و50 جريحاً ، ولم يعلن عن حوادث النهب والسلب وحرق المحلات التجارية وخطف السيارات بصورة دقيقة.

الأحد الماضي هاجمت عصابة مسلحة الدكتور بكيل المشرقي الطبيب في المستشفى الجمهوري بطلقة نارية في يده فيما أصيب شقيقه الدكتور أحمد بجروح ناجمة عن آل حادة.

وقالت المصادر بأن عصابة مسلحة بقيادة ( ج . ج ) أقدمت بالاعتداء على الطبيبين إلى منزلهما وذلك بعد مشادة كلامية حدثت بين الطرفين قبل أن يلجا الطرف الآخر إلى السلاح بصحبة 15 مسلحا.

ويقع منزل الدكتور المشرقي في منطقة الحرير بمديرية صالة وهي ذات المنطقة التي تشهد إطلاق نار مستمر ويعاني سكانها من الانفلات الأمني وانتشار المسلحين.

وفي ذات اليوم أقدم مجهولون صباح اليوم على إحراق سيارة نوع هيلوكس تعود لأحد التجار في منطقة جولة الأخوة وسط مدينة تعز.

كما شكي مواطنون من قيام عصابة مسلحة بإطلاق النار في منطقة وادي صالة في نفس اليوم بصورة عشوائية.

وسقط قتليين اثنين وأصيب 5 آخرين بجروح متفاوتة إثر اشتباكات مسلحة ووقعت مساء السبت في قرية شرار في عزلة بني يوسف بمديرية المواسط محافظة تعز.

وأرجعت مصادر محلية أسباب الاشتباكات إلى خلافات شخصية أعقبها خلافات تجارية أعقبها حرق سيارة وبقالة في المنطقة من قبل الأطراف المتخاصمة قبل أن يركن الجميع إلى السلاح والاقتتال فيما بينهم، كما نقل الجرحى إلى مستشفى الثورة العام بالمحافظة وسط حراسة أمنية.

كما سجل في نفس اليوم تعرض محل تجاري تابع للمواطن رزاز عبده فرحان المخلافي في مفرق شرعب إلى الاحتراق بالكامل جراء اختراق طلقات نارية بسبب اشتباكات مسلحة بين أسرة الصوفى وقرية الكربة القريبة من مفرق شرعب, وقد خلف الحريق خسائر تقدر بعشر مليون ريال بحسب أقارب التاجر المخلافي.

يذكر أن الاشتباكات المسلحة بين طرفي الصراع في مفرق شرعب في المدخل الغربي لمدينة تعز قد دخلت تقريبا عامها الثاني مخلفة العديد من القتلى وعشرات الجرحى فيما لا تزال الأجهزة الأمنية عاجزة عن بسط نفوذها في الجزء الغربي من المدينة حيث ينتشر المسلحون وتغيب فيه الدولة وتشهد المنطقة اشتباكات شبه يومية أقلقت المواطنين وأجبرت العديد من الأسر على الرحيل ومغادرة المنطقة.

 

موجة عنف عيدية

وكانت امواج العنف التي تشهدها المحافظة قد أودت بحياة 5 مواطنين بينهم شيخ قبلي وضابط امن واخرون الاسبوع الماضي في حوادث أمنية متفرقة..

وفي ذات السياق قالت مصادر محلية بمفرق ماوية بمنطقة الجند بمديرية التعزية بأن مسلحين حاصروا قسم شرطة الجند، وطردوا مدير القسم احتجاجا على مقتل مواطن منتصف الاسبوع الماضي برصاص أحد أفراد الأمن، على خلفية اتهامه بعدة قضايا أمنية.

وأقدم المئات من المواطنين من أبناء مفرق ماوية على قطع طريق تعز صنعاء بالقرب من مطار تعز الدولي للمطالبة بتسليم القتلة وإقالة مدير قسم الجند والذي يتهمه الأهالي بتأجيج الفتن والصرعات والتسبب بأعمال القتل التي تحصل بالمنطقة، وقالت مصادر محلية بأن مئات السيارات القادمة من صنعاء وإب وذمار ظلت عالقة حتى كتابة الخبر.

كما أقدم مسلحون على مهاجمة اللجنة الأمنية بالمحافظة، ما أدى إلى مقتل المواطن حامد محمد علي سنان، الذي ظل جثمانه في الشارع حتى حاول الشيخ نشوان عبد الله سعيد التدخل لدى المسلحين واللجنة الأمنية لتهدئة الوضع وسحب الجثة من الشارع، غير أنه عندما حاول سحب الجثة أطلق أحد المسلحين الرصاص عليه، وردت اللجنة الأمنية عليه بإطلاق النار ما أسفر عن مقتل الشيخ نشوان، وإصابة شقيقة بجروح بليغة.

أمنيا أيضا أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال ضابط في إدارة أمن تعز، يدعى سليمان فازع المحويتي ضابط أمن مديرية صبر قبل انتقاله إلى إدارة أمن المحافظة.

وقالت مصادر محلية بأن الجناة الذين كانوا يستقلون حافلة ركاب قاموا بمصادرة الجنبية والمسدس الخاص بالمجني عليه الذي قتل على يد مجموعة مسلحة في شارع كمب الروس بمنطقة كلابة قبل أن يلوذوا بالفرار..

من جانبه اتهم مصدر أمني بمحافظة تعز مطلع الاسبوع الماضي مجاميع مسلحة خارجة عن النظام والقانون أقدمت على قطع الطريق العام ومهاجمة المنطقة الأمنية والمدينة السكنية بمنطقة الجند.

وأشار المصدر إلى أن تلك المجاميع المسلحة قامت بإطلاق النار على المواطنين والحملة الأمنية المكلفة بفتح الطريق العام بصورة عشوائية ما أدى إلى تبادل إطلاق النار ونتج عن ذلك مقتل أحد قادة المجاميع المسلحة وشخص آخر بالإضافة لإصابة 2 من رجال الأمن وأحد المواطنين.

وأوضح المصدر بأن الأجهزة الأمنية تباشر إجراءاتها في التحقيق بالقضية ولن تتهاون في ملاحقة وتعقب كل العناصر المطلوبة أمنيا والخارجة عن النظام والقانون والتي تسعى إلى إقلاق الأمن والسكينة العامة مهما كانت.

 

الذيفاني: هناك أكثر من طرف يقف وراء الانفلات

الدكتور عبد الله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي في تعز اعتبر ما يحدث في تعز نتاج للانفلات الأمني بكل معنى الكلمة، والمسئول عنه أطراف وشخصيات وقوى لا تريد للمحافظة أن تستقر، او تدخل مرحلة جديدة من التغيير.

وأشار في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط مطلع الأسبوع الجاري إن هناك أكثر من طرف يقف وراء مظاهر الانفلات الأمني في تعز، مشيرا بان هناك قضايا وجهات لها غطاء سياسي، وهناك قضايا اجتماعية تتم تغذيتها مع الانفلات الأمني، ومع الأسف الشديد انتشار السلاح بأيدي الناس جعلهم يصفون حساباتهم عن طريق السلاح وليس عن طريق العقل والقانون والشرع، والمشهود لتعز أن الناس بها يتجهون إلى المحاكم للتخاصم والآن بدأوا يتجهون إلى القنابل والبنادق لتصفية حساباتهم.

وأوضح الذيفاني بان من يعبثون بالأمن والاستقرار في تعز أسمائهم معروفة، ومواقعهم الاجتماعية معروفة، و مواقعهم الإدارية معروفة، والمطلوب هو اتخاذ قرار جريء من أجل إنهاء هذه المهزلة التي تحدث في تعز، والتي تحولت إلى عصابات هنا وهناك يروعون الناس ويفقدونهم السكينة والاستقرار داخل هذه المدينة، وأخشى أن تمتد هذه الأحداث إلى خارج المدينة، وهو ما بدأ يحدث الآن، حيث امتدت إلى مديرية التعزية وماوية، وربما تمتد إلى مناطق أخرى بينما يتفرج الناس (السلطة)، وكنا نعتقد أن توقيع الجميع والسلطة معهم على ميثاق شرف في رمضان الماضي سيضع حدا لهذه الأعمال الطائشة التي بعضها ممولة من الداخل وبعضها ممولة من الخارج وتقف وراءها أجندات وطموحات أن تكون تعز من المحافظات التي ينبغي أن تسلخ لتصبح ضمن تصور جديد.

والمطلوب موقف حازم من السلطة تجاه الشخصيات التي تغذي الخلافات الاجتماعية، وعلى القوى السياسية أن تضع نصب عينها مثل هذه القضايا قبل أن تدخل في أي حوار سياسي (مؤتمر الحوار الوطني الشامل) وأن يعرف الجميع أن الأمن والاستقرار خط أحمر، ونحن حريصون، حاليا على ألا نقول أسماء أشخاص، وإنما نحرص على معالجة الأمور، لكن إذا تطلب الأمر سنضطر إلى إعلان ذلك بشكل صريح وواضح.

 

الصلوي: ما يحدث عملاً غير برئ

الأستاذ نبيل الصلوي رئيس مركز تعز للدارسات والبحوث يرى إن تصاعد الانفلات الأمني في محافظة تعز عملاً غير برئ معتبراً تصاعد الانفلات يتعارض مع مبادئ أبناء المحافظة الذين ينبذون العنف بكافة اشكاله كمجتمع مدني خرج في مطلع العام 2011م ينشد الحرية والمواطنة والاستقرار .

وأضاف الصلوي: أن بروز العصابات والمليشيات المسلحة في شوارع تعز ومداخل المدينة ليست سوى محاولات يائسة من قبل بعض القوى التقليدية التي لايروق لها أن ترى تعز السلام والثقافة والمدنية بأمان، مشيرا إلى إن تعز دفعت ولاتزال تدفع ثمن التغيير الذي كان لأبنائها الدور البارز في قيادته.

ولم يستبعد رئيس مركز تعز للدراسات والبحوث إن يكون تصاعد ظاهرة الانفلات الأمني في تعز انعكاس لحالة التوتر الذي يعيشه فرقاء الوفاق الوطني على كافة المستويات.

ولفت الصلوى إلى إن هناك حالة اقتران بين محاولات احتواء الانفلات الأمني وبين تصاعده في المدينة أو في بعض المديريات وهو ما يرجح وجود قوي تقف وراء ما يحدث.

وأكد الصلوى أن تلك الإساءات التي يمارسها التقليديون الجدد الذين ينفذون منذ ما يزيد عن عام نموذج للفوضى الخلاقة في تعز التي لن تزيد أبنائها إلا تمسكاً بمدنيتهم، وفي ختام تصريحه عبر عن آسفة إزاء سقوط قتلى وجرحى في الحالمة تعز معتبراً ما يحدث من قبل المليشيات المسلحة سابقة خطيرة تسجل الى جرائم حقوق الإنسان التي ارتكبت بحق المئات من أبناء تعز خلال العام 2012م وعبر عن استيائه من ان تتحول بعض شوارعها الى مأوى للمليشيات المسلحة.

ودعا الصلوى أبناء محافظة تعز إلى التكاتف مع السلطات المحلية والأمنية للحد من مظاهر الانفلات ألامني واستعادة امن المدينة واستقرارها وسكينتها العامة.

 

الفائشي: تعز تغرق في بحار الخوف والضياع

اشرف الفائشي قال من على شباك الواقع اطل علي مدينة جريحة مزقتها عاديات الزمن وتنفذ المشايخ وانتشار العصابات المسلحة تبحث عن الأمان مستبشرة بمحافظ من بين أهلها ووزير داخلية من على ترابها لترخي رموشها علي سرابات وخيبات امل..

كان لشوقي دور في ذلك حين اهتم بالمحاصصة علي حساب الكفاءة وللإصلاح والحوثية دور اخر من خلال محاولتهم استعراض العضلات فيها وانتشار أفرادهم في شوارعها في ضل غياب دور النظام والقانون وغفلة وزير الداخلية عما يدور فيها..

اقول لشوقي ووزير الداخلية ما نحتاجه منكم هو قليل من الحزم والنظر الي الامور بمنظور جدي فتعز تغرق في بحار الخوف والضياع.

واختتم الفائشي اشرف تصريحه بالتأكيد على أن تعز بالفعل تحولت من ساحة نزال المدنية الي ساحة نزال للتقلدية والمذهبية وهذا ما يبرر المجاميع المتمترسة والتي أمست فيها علي أهبة الاستعداد الى مواجهات مرتقبة.

 

العميري: معركة فرض الوصاية على شوقي

الناشط المستقل في الثورة الشبابية بتعز فهد العميري اشار الى ان تعز تعاني من انفلات أمني كبير تظهر ملامحه من خلال انتشار المسلحين في مختلف شوارع المدينة وأعمال التقطع والنهب لبعض ممتلكات المواطنين وسياراتهم وهذا يعود بدرجة أساسية إلى غياب التواجد الأمني وتحول مدير الأمن العام إلى مجرد دمية عاجز عن فرض هيبة الدولة وإجبار المسلحين بمختلف مقاصدهم على احترام القانون بل تحولت بعض الأجهزة الأمنية " أحيانا " إلى أدوات مساعدة للمسلحين تقدم لهم المعلومات التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم في السلب والنهب والتقطع بيسر وسهولة وتجنبهم الوقوع في يد العدالة في حالة ما كان هناك قرار سياسي صارم يقضي بالقبض عليهم خاصة وهناك العديد من الأجهزة المتعددة وغير المتناغمة التي تتبع القوات المسلحة والأمن كالأمن العام والأمن المركزي والحرس الجمهوري واللواء 33 مدرع، إضافة الى ذلك تمارس الميلشيات المسلحة التي تتبع صادق علي سرحان وحمود سعيد المخلافي "تجمع الإصلاح" ودرهم بن يحيي دور كبيرا في الانفلات الأمني من خلال انتشارها في العديد من الشوارع وقطعها ونهب السيارات العامة وسيارات المواطنين واحتلال المرافق العامة وذلك بهدف الابتزاز السياسي وفرض أجندتها على المحافظ الذي أصبح بفعل عدم امتلاكه اذرع أمنية مجرد قارئ للأحداث ومتفرج عليها.

اعتقد ان قرار اقالة خبير التعذيب علي السعيدي مدير امن تعز السابق جعل الإصلاحيين بما فيهم وزير الداخلية و كذا ميلشياتهم ينتقمون من تعز من خلال تعيين شخص غير كفؤ لتسنم هذا المنصب وتقويض الأمن من خلال ميلشياتهم كما ان النظام بشقيه المنظم للثورة والرافض لها يقومون بنفس الدور الانتقامي من تعز الثورة واشغال الناس بأمنهم عن مطالب التغيير وتحقيق أهداف الثورة

وحول الحل قال العميري برأيي يكمن في تعيين مدير أمن قوي منسجم مع السلطة المحلية وغير متصادم معها إضافة الى إقالة ضبعان والبخيتي الذين سفكوا دماء أبناء المحافظة وتعيين أناس أكفاء لهم تاريخ نظيف وغير منغمسين في سفك الدماء ونهب الأراضي, وجعل الأجهزة الأمنية والعسكرية بمختلف توجهات تابعة للسلطة المحلية والمحافظ تحديدا فيما يتعلق بشان تعز إضافة الى توفير الخدمات الأساسية وذلك لن يتأتى الا من خلال إقالة المدراء السابقين الذين عفى عليهم الزمن ولم يعد لديهم ما يقدمونه لتعز وأبنائها والذين أنهكوا تعز بفسادهم وحولوها إلى جحيم..

 

القباطي: محاولات لفرض السيطرة

من جانبه أشار أنس القباطي إلى إن الانفلات الأمني في مدينة تعز مرتبط بأجندات قوى ترغب في السيطرة على محافظة تعز بشكل عام، وإسكات الصوت الذي يطالب بالدولة المدنية الحديثة، التي يمثله أبناء تعز.

انتشار المليشيات المسلحة في شوارع وأحياء وضواحي المدينة، هدفه في الأساس الضغط على المحافظ شوقي هائل ليتراجع عن قانون التدوير الوظيفي، وإخضاع المكاتب التنفيذية للمحصاصصة بين طرفي التسوية، حتى يتسنى للقوى التقليدية وبالذات في تجمع الإصلاح السيطرة على المكاتب والإدارات الحساسة في المحافظة، ومن ثم تسييس الوظيفة العامة، واستخدامها لقمع الأصوات المنادية باستمرار الثورة والمطالبة بالدولة المدنية.

بإمكان الأجهزة الأمنية ملاحقة المظاهر المسلحة، لكن تلك الأجهزة صارت مخترقة، بعد حملة التغيير والتبديل التي قام بها مدير الأمن السابق علي السعيدي حيث عمد إلى تغيير حوالي نصف مدراء أمن المديريات وعدد من مدراء الإدارات الأمنية في المحافظة، وبعض مدراء أقسام شرطة..

كثير من هؤلاء صاروا يحثون أصحاب القضايا بالاحتكام لمشايخ الإصلاح الذين يلمعونهم في تعز، بدلا من تحويل ملفاتهم إلى النيابة العامة..

وعوضا على ذلك تريد المليشيات المسلحة الدخول في مواجهات مسلحة مع الأجهزة الأمنية، هدفها فرض أمر واقع، يساعدها على إقالة المحافظ الذي يخلقوا كل يوم مبررات واهية لتأليب الشارع عليه..

وربما ترغب المليشيات المسلحة في مواجهة الأجهزة الأمنية، التي صاروا يخترقون بعضها، وبالتالي السيطرة على بعض المرافق الحكومية، ومن ثم التفاوض على الانسحاب منها مقابل حصولهم على مكاسب بينها الحصول على عدد من المناصب التنفيذية في المحافظة.

في تعز وكلاء لبعض القوى النافذة في صنعاء، ويرغبون بواسطتهم السيطرة على المحافظة التي تمثل اليوم روح الثورة، وأمام عجز الوكلاء على السيطرة على المحافظة، كان تأجيج الانفلات الأمني هو وسيلتهم للسيطرة على المحافظة..

وترى هذه القوى أن السيطرة على تعز سيسهل عليهم التفرغ لمنازلة الحراك في الجنوب وجماعة الحوثي في شمال الشمال..

 

صراع خفي

محمد حمود علي لم يستبعد وجود صراع خفي بين شوقي هائل وبين قوى المشترك، وقال ان شوقي هائل له اعوان يريد ان يدير المحافظة كشركة ولا يريد ان يشرك قوى المشترك لذلك هناك تعطيل وعدم تعاون من المشترك في التغير في المحافظ حتى يظهر بهذا الوضع المزري.

 

وثيقة محسن. يصرف 40 إلف لكل شيخ شهرياً

بعد مرور قرابة العام من دخول اليمن المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني لم تستعيد تعز أمنها واستقراره وهو ما أثار تساؤلات أبناء الحالمة حول من يقف وراء أمواج العنف التي تشهده المدينة ومن المستفيد من تلك الفوضى. وفي ضل عدم إجابة شافيه عن ذلك، انقسم ابناء الحالمة الى فريقين فريق يتهم أنصار الرئيس السابق في التسبب في إقلاق الأمن والاستقرار كونهم المستفيدون من الفوضى، وفريق أخر ومنهم الكثير شباب الثورة المستقل يشيرون إلى أن أنصار اللواء محسن هم من يعاقبون تعز خصوصا بعد فشل طموحاتهم في المحافظة ويرون ان هناك علاقة اقتران بين تسلم المحافظ شوقي هائل زمام الأمور بالمحافظة والعنف ويتهمون أنصار اللواء محسن بفرض وصاية على المحافظ، وفي سياق متصل حصلت الوسط على وثيقة يعود تاريخها إلى ابريل الماضي موجهه إلى اللواء على محسن الأحمر باسم المجلس الثوري في محافظة تعز ومذيلة بتوقيع عقيدين اثنين من الفرقة تطالب بصرف مرتبات لعشرة مشائخ على رأسهم حمزة حمود سعيد المخلافي قالت الوثيقة إنهم من المخلصين وكان لهم الدور الفعال في إنجاح الثورة ، وبناء على ما جاء في الوثيقة التي المنشورة وجه اللواء محسن بصرف 40 ألف ريال لكل شيخ شهرياً.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى