أخبار وتقارير

المقري: يهود اليمن همشوا على مر التاريخ والثورة اليمنية خلقت فضاءً جديداً للصراع

يمنات – الأولى

قال الباحث والروائي اليمني علي المقرمي إن اليهود في اليمن وفي العالم العربي يمثلون محنة إنسانية يمكن أن تنعكس على المستوى الوجودي بشكل عام, ذلك أن التصادم بينهم وبين الطوائف الدينية الأخرى كانت كبيراً وعلى الاخص بالنسبة ليهود اليمن, الذين قال إنهم "همشوا على مر التاريخ".

وتحدث المقري في برنامج اضاءات مع تركي الدخيل على قناة العربية, الذي بث أمس الجمعة ويعاد الأحد في الثانية فجراً.

وأضاف المقري إن الديانة اليهودية كانت هي السائدة قبل الإسلام في اليمن, وأن اليهود كانوا ملوك اليمن آنذاك, معتبراً أنهم "في العصر الإسلامي تم تهمشيهم ودحضهم, حتى أن الذين رفضوا التبعية الاقتصادية للدولة الإسلامية المركزية تمت محاربتهم في تاريخ مضى".

وقال إن هذا ما أراد أن يقوله في روايته "اليهودي الحالي", "التي حاولت رصد الاختبار الإنساني للعلاقة بين اليهود والمسلمين, وذلك أن اليهود لشدة التضييق عليهم لا يعشون بانهم من المواطنين أو بأنهم يعيشون في أرضهم و وطنهم".

وعن روايته "حرمة" قال المقري:" أنا لا أؤمن بوجود خطوط حمراء, وحين أكتب بحرية", كاشفاً عن مشكلات يواجهها في النشر من جهة, والغضب الاجتماعي من جهات أخرى, وأعتبر المسائل الجنسية التي يتناولها في روايته وأشعاره سبق الأدباء في التاريخ العربي التطرق إليها بجرأة أكبر, ولم يشعروا بأن هذه التعابير مما يخدش الحاء أو يحالف العقيدة, وحذر من تحول التعاليم الدينية إلى أحكام مطلقة من قبل رجال الدين الذين يضيقون على حريات التعبير باسم الدين أو باسم حماية الفضيلة أو حراسة المجتمع, مطالباً رجال الدين بالكف عن التدخل في كل شئ نمارسه في حياتنا.

وعن كتابه "الخمر والنبيذ في الإسلام" قال المقري إنه أراد من الكتاب فك الانتقائية الدينية التي تمارس في المجتمعات الإسلامية, وخلص في كتابه وبحثه هذا إلى جواز النبيذ والخمر باتفاق العلماء المسلمين, معتبراً القول بتحريم الخمر أو النبيذ بأنه:"إساءة للثقافة العربية والإسلامية", وقال إن النبيذ تحديداً لم يكن فيه خلاف ذا بال لدى الفقهاء على اعتبار جوازه أصلاً. واعتبر التحريم للخمر لا يخدم الثقافة العربية الإسلامية بل ويسئ إليها فعلياً. وعن الدافع للبحث عن هذا المجال, قال إنه رأي الصوت العالي لتحريم الخمر والنبيذ وأراد أن بيدي الصوت الحر الأخر الذي كان أصلياً في الثقافة العربية الإسلامية وفي الفقه الإسلامي قبل ذلك.

وطالب المقري المثقفين والأدباء والشعراء بخيانة الرقيب وخيانة ثقافة الرقيب حتى لا تمنع الأعمال أو تنحى المجموعات الشعرية أو تقصى.

وكشف عن امتلاكه لتسجيلات الشاعر اليمني الراحل عبد الله البردوني وتتضمن بعض الأمور الخاصة والحكايات التي تنتمي للسيرة الذاتية الجريئة وبعد التردد في إمكانية نشره لها قرر ان يضعها في المتحف الخاص بالبردوني, وذلك لحساسية هذه السيرة الذاتية السجلة.

وعن الثورة اليمنية قال المقري عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح لم يرحل حتى الآن عملياً, ورأى أن الثورات التونسية والمصرية والليبية كانت راديكالية أكثر من اللازم على عكس الثورة اليمنية التي خلقت فضاءات جديدة للصراع من دون الالتفات للقضايا الرئيسية للمجتمع اليمني والإنساني اليمني. واصفاً الثورة اليمنية بأنها عاشت "أحلاماً كبيرة" وعلى رأس الأحلام إنهاء احتكار السلطة والمال العام والرأي, معتبراً فك هذه الاحتكارات الثلاث من الصعوبة بمكان, قائلاً: "الثورة اليمنية لم تعد ثورة شبابية".

زر الذهاب إلى الأعلى