إجتماعية

أحمد هرب بزوجته من جحيم الحرب في سوريا فاختفت في تعز

المستقلة خاص ليمنات

أحمد علي مصطفى -27 عاماً- سوري الجنسية.. ولد في منطقة (الغوطة) بريف دمشق وفيها ترعرع ونشأ ودرس، وعندما شب تزوج بابنة عمه ختام مصطفى مصطفى، ونتج عن ذلك الزواج السعيد (غزل) الطفلة الأولى والوحيدة في الأسرة.. عاش أحمد وزوجته ختام أجمل الأيام ولكونه غير موظف فتح له مطعماً صغيراً- لبيع الحُمُّص- ليعتمد على نفسه في إعالة أسرته الصغيرة..

> كتب/ أمين  القباطي

استمرت الأمور على ذلك الحال ولكن وبعد فترة قصيرة من ذلك الزواج شاءت الأقدار أن تصاب زوجة أحمد في حادث مروري.. الحادث كان عنيفاً مما أدخل ختام في حالة  نفسية بسبب صدمة قوية في الرأس.

لقد أصبحت (ختام) – بعد الحادث- عصبية.. تزعل.. تنفعل بقوة ولأتفه الأسباب عندما تستحضر الحادثة في ذاكرتها الباطنية الأمر الذي اقلق أحمد فبذل كل ما في وسعه لمعالجتها، ولكن وبعد قيام الثورة السورية بدأت الأمور تتعقد أمام أحمد بسبب تدهور الأوضاع خاصة في منطقة- الغوطة- كونها من أوائل المناطق الثائرة في ريف دمشق فكان دفع الثمن غالياً.

تعقدت الأمور أمام أحمد كثيراً خاصة بعد أن غادر اخوانه المنزل الذي لم يبق فيه سوى أب مسن وأم مريضة ومقعدة فقرر مغادرة بلده سوريا والتوجه إلى اليمن لمعالجة زوجته فحط به الترحال في مدينة تعز.

يقول أحمد: “قبل أيام كنت في البيت.. حدث شجار بسيط وعصبت عليهم ثم خرجت لأحضر الغداء.. بعد أن عدت إلى المنزل اخبرتنا (ختام) أنها ستذهب عند جارتها (امرأة سورية) وبالفعل خرجت ختام ولم تعد تلك الظهيرة إلى اليوم.

يزفر أحمد نهدة من أعماق صدره ويواصل قصته والحزن يعصر قلبه “لقد بحثت عنها عند الجيران.. في الشوارع.. في الفرزات والأسواق والمشافي وكل المساجد حتى الهلال الأحمر ومنظمة حقوق المرأة لطلب مساعدتهم فلم أجدها.. اتجهت إلى البحث الجنائي والفنادق وعُمِّمَت صورها على النقاط فلم أجدها.. سافرت أبحث عنها في كل المدن صنعاء وعدن والدمنة والراهدة وإب ولم أجدها أيضاً وأنزلت إعلان مع الصورة بالثورة والجمهورية ولكن دون جدوى”

هرباً من الموت- خرج أحمد بزوجته من سوريا ففقدها في اليمن الأمر الذي حير أحمد وكاد أن يجن بسبب التفكير.. أحياناً.. يخيل إليه أنها ميته- ولكن أين الجثة- وأحياناً يخيل إليه أن هناك من استغلوا ضعفها واختطفوها وتارة أخرى يخيل له أن امرأة أخذتها ونومتها وحبستها في مكان ما.

لقد أنفق أحمد كل المصاريف التي أحضرها لعلاج زوجته بحثاً عنها هنا وهناك، وفي علاج ابنته- (غزل البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف)- بعد أن صدمها سائق دراجة نارية وتركها مرمية على الأرض وهرب.

خسر أحمد أكثر من خمسين ألف ريال في علاج ابنته رغم ذلك لم تشف تماماً بعد.. طلب أحمد المساعدة من أقربائه ولكن سرعان ما جفت الينابيع فكانت النهاية أن لجأ أحمد وطفلته إلى الشارع ليكون مأوى ومقاماً لهما بعد أن نفدت منه كل المصاريف، لكنه لم يحتمل ذلك فاضطر إلى استئجار غرفة صغيرة في شارع التحرير مقابل دفع (500 ريال) يومياً لتؤويه وابنته بعد أن فقد زوجته.

يقول أحمد: “اليمنيون مشهورون بالأخلاق والطيبة، هذا ما لمسته ولكن الشيء المحزن أن هناك أشخاصاً يتصلون ببلاغات كاذبة أن زوجتي عندهم فأخسر الكثير من الاتصالات والتواصل معهم وفي الأخير اكتشف أنهم يسخرون مني هذا ما لم أكن اتصوره لأننا بلد واحد الكل عرب وعرضنا واحد وقد يحدث معهم ما حدث لي..

هذه قصة أحمد الذي قابلته صدفة في إحدى المدارس مع طفلته الصغيرة (غزل) وهو يبحث عن زوجته فرثيت لحاله..

لقد لمست فيه الصدق والطيبة والخجل.. فكلما مَدَّ يده لأخذ مساعدة ما، اقرأ في عينه الحزن والخجل والشعور بالذل، احسست أنه يتمنى في اليوم مليون مرة أن تنشق الأرض وتبلعه ولا سيما وهو في موقف كهذا الذي هو فيه، رغم ذلك يتجرع مرارة السؤال والحاجة إلى الناس ويتحمل غصصاً على أمل أن يجد زوجته بعد أن فقد وطنه ومنزله وعمله وإخوانه وأقاربه وكل شيء جميل في حياته.. كما ناشد عبر المستقلة  كل يمني ويمنية غيورين وحرين وكل أهل المروءة ممن رأى أو سمع بزوجته (ختام) أن يتصل به على رقمه/ 733293375 أو 7111835471 وله جزيل الشكر وحسن الثناء..

زر الذهاب إلى الأعلى