أخبار وتقارير

تعز تحيي الذكرى الـ”36″ لرحيل رائد التنوير والحركة الوطنية عبد الله باذيب

يمنات – تعز – حمدي ردمان

أحيا منتدى تعز الثقافي وبالتعاون مع منتدى حوار الفكر والثقافة يوم أمس الخميس الذكرى الـ36 لرحيل رائد التنوير والحركة الوطنية الفقيد والمناضل الكبير عبد الله عبد الرزاق باذيب، صاحب شعار "يمن حر ديمقراطي موحد".

وفي الفعالية التي أقيمت في قاعة الزبيري بكلية الطب بجامعة تعز تم استعراض أفكار الفقيد والقيم الثورية التي آمن بها وناضل من أجلها.

وحضر الفعالية التي تأتي ضمن فعاليات "تعز عاصمة الثقافة" نجل الفقيد وزير النقل الدكتور واعد باذيب، الأستاذ شوقي أحمد هائل محافظ المحافظة وعدد كبير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية و عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى بالمحافظة وأعضاء وكوادر الحزب الاشتراكي اليمني.

وتخلل الفعالية فقرات غنائية ثورية و عدد من الكلمات بينها كلمة منظمة الحزب الاشتراكي اليمني.

 

وفي الفعالية ألقى الدكتور واعد عبدالله باذيب وزير النقل قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الاستاذ علي محمد الصراري مستشار دولة رئيس الوزراء

الاخ المحافظ شوقي احمد هائل محافظ الحالمة تعز

الإخوة اعضاء البرلمان والشورى

الإخوة قيادات المكتب التنفيذي والمجلس المحلي

الإخوة منتدى تعز الثقافي

الإخوة قادة الاحزاب السياسية في محافظة تعز

الحاضرون والحاضرات الكرام من كل المحافظات وقيادات العمل الثوري الشبابي والجماهيري والمدني

 

تحية كلها مني وكل من يقف خلفي حكومة ودولة و اسرة وحزبا وقيادة لمشروع انتصار وطن يكافح..  انقلها لكم معطره بفل وياسمين وباقات حب وانتماء من عدن وصنعاء وحضرموت والحديدة لكل الوطن ومن كل ساحاته.

كنا قد كتبنا في ديسمبر من العام الماضي مقال ونحن في ساحات النضال قبيل ايام من تشكيل الحكومة وتشريفنا عضويتها مقال بعنوان (فلنتسابق لنصرة تعز) ونشرته صحيفة تعزية يمنية كانت حينها تعز تحت النار والبطش يوم اغتيلت حرائرها وسقط شوامخها الشباب في ساحات الحرية والنضال في تعز.. وبعدها استهلينا الشرف بالنزول الى تعز لمحاولة الانتصار لها ولتضحياتها المجيدة بجل ما نستطيع لان ظلامها كان نورا لوطن وعطشها كان نهرا ارتوت به كل الارض لان ظلمها كان بوابة انتصار ورافد حقيقي برجالها ونسائها لكل مشاريع البناء والانتصار جنوبا وشمالا منذ القدم في كل قطاعات النهوض الاقتصادي والبناء المجتمعي والسياسي, تعز غزلت كل مكونات المجتمع بخيرة ابنائها ولكل الوطن من الشهداء منهم والإحياء القادة السياسيين والرأسماليين الوطنيين الفن والكفاح المسلح للعلم والأدب والشعر والصحافة لكل السبل والطرق كانت تعز محطة خصبة ولادة.

وقالها باذيب في مقال مشهور له عندما اراد البعض حرمان من ينتموا للشمال واغلبهم من تعز واب من حق التصويت بانتخابات المجلس التشريعي (إلا اليمني) عندما كان يطلق عليهم ذلك وكتب ما معناه بأنهم يد البناء والحب اعمدة الوطن ومن ضحوا بعرقهم وأرواحهم لنعيش ونسكن وعشناهم وعاشوا فينا.

 

الإخوة الحاضرون والحاضرات الاعزاء:

ولأجل هذه الاحتفائية كتبنا ايضا مقال بعنوان تجليات زمن ومكان وإنسان وقلنا هي لحظات نادرة التي يتردد فيه قلمي عن بوح مكنون ما نعيشه ونريده, ولعل السبب هي تجليات الزمان المكان الانسان الذي نحتفي به وله في هذه اللحظات الفارقة من التاريخ السياسي اليمني, بين المجد الذي نقتفيه والمناص الذي ننشد, بين الانكسار والانتصار, الانعتاق والانهزام, بين المعاول والمناجل والحناجر التي ما زلت تصدح وتغني وتزرع وتبني وبين الدم والبارود ومشاريع الموت ودنس المال الحرام.

 

هل أكتب لباذيب أبي معلمي دستوري سفري السياسي والوطني أو أكتب لليوم ولتعز الذي أختارها الله أن تتوسط ببسالة هذا التراب العزيز لتكن الخاصرة الوطنية والجغرافية لمستودع النضال والتضحيات والتاريخ الذي عاشها الراحل والدي عبدالله عبدالرزاق باذيب في 1959م وكتب ونشر وأصدر وفرح وقارع بها وفيها من خلال الطليعة الصحيفة كل الدخلاء على أنشودة النضال الوطني الشعبي لكل الوطن وللإمامة غرباً وشمالاً والاستعمار شرقاً وجنوباً هو وكل رفاقه وزملاء كفاحه المجيد صناع أكتوبر – سبتمبر – نوفمبر – مايو ولن نكون مبالغين إن قلنا فبراير 2011م والذي نستطيع أن نقول أنها كانت وستظل كبيره لأنها عرفت ترانيم فجر أكتوبر وقدمه قبلها مواكب الشباب جنوباً في الحراك السلمي وقدمت أرواحها رخيصة في ساحات الحرية والمجد من عدن لردفان للضالع لحضرموت ولكل الجنوب لصمود صعدة وتضحياتها لتشكل إلى جانب الهدير القومي العربي الربيعي المتجدد المقومات الموضوعية والذاتية اللازمة لثورة الشباب والتغيير ثورة التقدم والولوج ثورة العمل والفلاحين والفقراء ثورة المستقبل الذي رسمت بالروح والعرق والدم خارطة اليمن الديمقراطي الموحد الذي صدح به باذيب قبل أكثر من ستون عاماً وروت الأرض خلال كل هذه السنوات من دماء مناضليها وأحرارنا وشبابنا على كل هذه الخارطة من تخوم الشمال إلى وديان الوسط وسواحل الغرب وسفوح الجنوب.

وكلل ذلك تلعثم الحبر الذي نسكبه بهذه المناسبة بأحرف الوفاء للإنسان والرفاق والمكان للحاضر الكبير دوماً عطاءاً وتضحيات للولادة بالرجال الميامين والصامدات نسائها الحرائر لشبابها الذي صمد وانتصر لتعز الوسط الذي يتكأ عليه الجنوب والشمال للاستقرار والتطور الذي سننشده ولتعز فيه العنوان الكبير.

فإلى كل حائط أتكأ عليه باذيب في خمسينيات القرن الماضي لكل ذرة تراب سار عليها والدي ولكل نسمة تنفس بها بسهولها ووديانها وجبالها لكل من أحبوه وعاشوا معه تلك اللحظات ولكل قطرة عرق امتزجت في طباعه الطليعة الصحيفة والموقف من جبين أبنائها وأنامل والدي كل الحب.. كل الوفاء.. كل الانتماء مني واخواني ورفاقي وحزبي الاشتراكي وقائدة "الحكيم" د. ياسين سعيد نعمان وفائنا نحن هي خطوات على الأرض وصولات انتصار واستحقاق لهذا الشعب تنطلق اليوم بتوطين باذيب ورفاقه وتاريخه في كل شبر من هذه الأرض زرعوا لنا فيها معنى أن نكون شرفاء أحرار للجنوب والشمال للأمل والنهج الذي لن نبارحه.

 

أشكر صناع فكرة الإحتفائية الفارقة اليوم في ذكرى الرحيل أشكر كل من نظم.. أشكر أهلي ورفاقي، نتمنى لكم لكل حبة عرق لكل مسيرة خرجت لكل آلم جريح وحزن يتيم وعوز فقير ولكل قطرة دم سكبت لنحتفي اليوم.

ومليون قبلة وتحية لكل من جمع بين دفتي هذا العمل من مختارات ومن محراب والدي الفكري السياسي الصحفي.

شكراً لتعز ولقيادتها الشابة الذي سنضع أيادينا معها لنبني كل ما تهدم لنمو تعز لتطويرها وتقديمها ولإنسانها الصابر المناضل.

 

وقد ألقى محافظ تعز الأستاذ شوقي أحمد هائل كلمة في الاحتفائية قال فيها:

الأخ العزيز الدكتور واعد باذيب وزير النقل

الأخ العزيز الدكتور  عبد الله أحمد نعمان رئيس منتدى تعز الثقافي

الإخوة الحاضرون جميعاً

يسعدني أن أكون معكم اليوم وأن أتحدث إليكم في هذه الفعالية الاستثنائية التي ينظمها " منتدى تعز الثقافي – ومنتدى حوار الثقافة والفكر" وفاءً وعرفان للرجل الإنسان والصحفي الكبير وسفير النضال والوحدة اليمنية المرحوم الأستاذ عبد الله عبد الرزاق باذيب في ذكرى رحيله السادسة والثلاثون والتي تتزامن مع الذكرى الرابعة والخمسون للاستقلال ورحيل المستعمر البريطاني عن جنوب الوطن وهي مبادرة نوعية ولفتة كريمة من الأخوة القائمين على إحياء هذه الذكرى في مدينة تعز التي احتضنت هذا الرجل الوطني الرائد وترك فيها بصمة خالدة في ذكراة أبنائها وأدبائها ومثقفيها وهويتها الوحدوية.

 

الإخوة والأخوات ..

إن سعادتي بإحياء ذكرى المرحوم عبد الله باذيب في مدينة تعز أمر له دلالاته ومنطلقاته التي تستمد روحها من بعدين رئيسيين يتصل البعد الأول منها بطبيعة ومسار العلاقة التي نشئت بين فقيدنا الغالي وتعز الحاضنة وما تضمنته من تجربة متفردة تضم بين جنباتها الكثير من الدروس الوطنية الأصيلة والدلالات الوحدوية العميقة والتي نحن اليوم بأمس الحاجة لاستدعائها واستلهامها فقد كان المرحوم الأستاذ عبدالله باذيب واحد من المناضلين الأحرار اللذين حملوا على عاتقهم مسؤولية تحرير الوطن من الاستعمار الذي واجه بحماسة وبسالة وإيمانه بقضيته كل صنوف القمع والتنكيل الذي واجها به المستعمر قلمُ وفكرُ ولسانُ باذيب وهو الامر الذي أضطره إلى أن ينتقل إلى تعز وينشئ فيها مكتباً لتحرير الجنوب في دلاله مهمة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن تعز كانت ولا تزال هي الشريان الثوري النابض للوطن اليمني الكبير والأرضية الوحدوية المتينة التي تلاشت في حياضها كافة الهموم النضالية وتلاقت في ربوعها خيوط شمس اليمن الجديد شمالاً وجنوباً وغزل على أعوادها المجتمع اليمني الواحد نسيجه المتماسك والقوي.

 

أما البعد الأخر: في هذه الفعالية ودلالاتها يتصل بشخصية الفقيد رحمة الله ومسيرته الوطنية التنويرية على مستوى اليمن ككل وعلى مستوى تعز بصفة خاصة التي ما أن استقر به المقام فيها حتى بداء يفيض عطاءاً متجدداً كرائد تنويري ومدرسةِ صحفيةٍ وفكريةٍ وأدبية.

تتلمذ على يديه الكثير من الرواد في مدينة العلم والثقافة والجمال والإبداع تعز التي شهدت على يد الأستاذ باذيب نشأة وصدور صحيفة الطليعة كأول صحيفة فيها.

ولهذا فإن الاحتفاء به وبعطائه التنويري في تعز بعد مضى كل هذه السنوات أمر يؤكد مدى تقدير وارتباط تعز بالفكر والثقافة والعلم والأدب وتقديرها المستمر لهؤلاء الرواد الأوائل الذي مثلوا مشاعل تنوير وحملة رسالة وفرسان للحرف الوضاء والكلمة اللذين كان لهم بصمتهم في حاضر اليمن وصناعة تحولاته المستمرة عموماً وفي وعي وثقافة مدينة تعز وهويتها الحضارية.

 

ختاماً..

لا يسعنى إلا أن أترحم على فقيدنا الغالي سائلاً الله تعالى أن ينزله الفردوس الأعلى من الجنة وأن أدعوا الأجيال إلى استلهام تجارب هؤلاء الرواد.

كما أجدها مناسبة سانحة لأدعوكم يا أبناء تعز أن تحافظوا على هويتكم المدنية والثقافية الحضارية وأن تعضوا بالنواجذ على ما تحمله هذه المدينة الرائعة في حناياها من نبض ثوري متجدد وما تفيض به سهولها وجبالها وعائلاتها من عطاء وحدوي يجري معينةُ الوطني في جنبات الأرض اليمنية الواسعة ويتغلغل في كل شرايين المجتمع وشرائحه المختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى