إجتماعية

جنون الحب يقود صادق إلى تجارة المخدرات

المستقلة خاص ليمنات

 بين خالد ورشا قصة حب نمت وترعرعت منذ أن كانا طالبين في المرحلة الثانوية واستمرت تحفر واحاتها الجميلة   في أعماق قلبيهما على مدى سبع سنوات حتى أكملا دراستهما الجامعية.

لقد كانت رشا من أسرة غنية لديها الامكانيات المادية، فيما خالد من أسرة فقيرة بل تكاد معدمة وكان يعلم أن المشوار أمامه طويل لكي يكون نفسه وعليه أن يبذل جهوداً كبيرة حتى يكون مؤهلاً للتقدم لرشا ونيل موافقة أسرتها.

حينها التحق خالد في وظيفة حكومية بعد أن أكمل دراسته الجامعية وعمل جاهداً على توفير ما يقدر عليه من المال ليتسنى له تجهيز منزل يليق- ولو بشكل يسير- بحبيبته التي بادلته الوفاء وقاومت ضغوطات عائلتها التي كانت تريد منها الزواج من أحد الشباب الذين تقدموا لطلب يدها.

وفي ذات يوم اتصلت رشا  بشكل مفاجئ بخالد وطلبت منه سرعة التقدم لخطبتها فهناك عريسٌ يعتزم التقدم لها وجميع أقاربها موافقون عليه، وفي نيتهم ارغامها على القبول به، فخفق قلب خالد بقوة وارتجف جسده ودخل في حالة من التوجس والخوف وقرر مواجهة الموقف بسرعة.

وتوجه إلى منزلها لمقابلة والدها فقابله بفتور وقبل مبدئياً بخالد ليكون زوجاً لابنته بعد أن علم ميول رشا نحو خالد ولكنه وضع له شروطاً تعجيزية فقد طلب مهراً كبيراً ليس بمقدور خالد توفيره ولو عمل سنوات ولكن خالد قبل بتلك الشروط التعجيزية.. وخرج من منزل رشا وهو حائر لا يدري كيف يتصرف لجمع ذلك المبلغ الكبير وعاد إلى المنزل وهو منكس الرأس في حيرة من أمره باحثاً عن السبل والكيفية التي يمكن من خلالها تلبية تلك الشروط والطلبات الكبيرة التي وضعها أمامه والد رشا فهو مستعد على عمل أي شيء مقابل ألاّ يخسر حبيبته التي كانت بالنسبة له نبض قلبه وشريان دمائه ومن دونها لا يستطيع الحياة.

وفي مساء ذلك اليوم العصيب من حياة خالد التقى بأحد زملائه القدامى وتفاجأ بما رأى عليه من علامات الثراء رغم أنه كان يعرف أن أوضاعه أشد بؤساً من وضعه فسأله عن أسباب هذا التغير المفاجئ الذي طرأ عليه، فرد عليه بالقول:  كل شيء قابل للتغيير فلا يوجد شيء ثابت وما علينا إلا التحرك واستغلال الفرص طال الحديث بين خالد وصديقه ووجد خالد نفسه يقص لصديقه وضعه وشروط والد رشا التعجيزية فرد عليه صديقه من الواضح أن والد رشا لم يقتنع بزواج ابنته منك فطرح عليك تلك الشروط ولكن لا تخف ما عليك إلا أن تشد همتك معي وسوف تفي بما طلبه منك وفوقها أضعاف مضاعفة.

أستبشر خالد بكلام صديقه خيراً وسأله كيف يمكنني توفير ذلك وأنا معتمد على مرتبي الشهري الذي لا يفي بمصاريفي الشخصية فرد عليه لا عليك ستعمل معي وسوف نلتقي مساء غدً وأهم ما في عملنا أن يكون قلبك قوياً.

مرت الساعات وخالد يترقب موعد اللقاء مع صديقه الذي اعتبره رسولاً هبط من السماء ليخرجه من الوضع الذي هو فيه.. توجه خالد مساء اليوم الثاني للقاء صديقه في الموعد المحدد وذهبا سوياً إلى المنزل وهناك شرح له صديقه طبيعة العمل والمتمثلة بتجارة المخدرات رفض خالد العرض في البداية  لكنه وافق في نهاية الأمر بعد أن رأى أن كل الطرق مسدودة أمامه في الحصول على المبالغ الكافية لتلبية طلبات والد رشا.

بدأ خالد يعمل في ترويج المخدرات مع صديقه وأخذ يحقق مكاسب مالية لا بأس بها خلال الشهر الأول.

تفاجأ خالد باتصال من رشا تقول له إن والدها يعتزم تزويجها لشخص آخر وعليه سرعة معالجة الموقف فاتصل خالد بوالد رشا وطلب أن يمهله أسبوعين على الأقل لتوفير كافة طلباته رد عليه والد رشا بفتور ولم يعطه اجابة محددة.. طلب خالد من صديقه تقديمه مبلغاً مالياً لكي يتمكن من مواجهة الموقف الطارئ لكن صديقه اعتذر متعللاً بأنه لا يملك المبلغ في الوقت الحالي فذهب خالد يسابق الريح والزمن ويبذل كل مافي وسعه في هذا العمل حتى يستطيع جمع المال المطلوب وفي ذات مساء حاول خالد الاتصال برشا لمعرفة مستجدات الموقف لكن تلفون رشا كان مغلقاً لم يدر خالد كيف يواجه الموقف وفي تلك الأثناء وهو يقلب كفيه بين أسئلة وإجابة، رن هاتفه الجوال ليسمع صوت رشا وهي تجهش بالبكاء لتعلمه بأن موعد عرسها اليوم الثاني فقد أجبرها والدها بالقوة على الزواج.. وقد تم عقد زواجها في ذلك اليوم فجن خالد جنونه ولم يعد بمقدوره إيجاد إجابة لتسارع الأحداث لم يستطع أن يستوعب وقوع مثل هذا الأمر متسائلاً كيف يمكن أن يضيع كل ما خططتُ له في لحظة  استذكر كل مراحل علاقته مع رشا فالتهبت أحشاؤه وأجهش بالبكاء أطلق صرخات وتنهدات لكن كل ذلك لم يعد له معنى ولا يمكنه أن يعيد رشا إليه.

انطلق خالد مسرعاً صوب منزل والد رشا طرق الباب بقوة فأجابه والد رشا، وطلب منه الانصراف قائلاً له لم يعد لطرحك معنى، تحسس خالد مسدسه ووجهه نحو والد رشا وأطلق عليه أربع رصاصات نقل إثرها إلى المستشفى ولكنه قدر له أن يعيش فيما ألقي القبض على خالد ليحال إلى المحاكمة.

زر الذهاب إلى الأعلى