إجتماعية

زواج الضحية من الجاني.. عقاب أم حل!؟

المستقلة خاص ليمنات

إلهي.. أيُّ عالمٍ مرعبٍ هذا الذي يضج بأشباح الخوف والقسوة والجنون، وتستبيحه ذئاب متوحشة شرسة تعيث فيه ظلماً وغدرا، وتملأه إجراماً وظلام.. حين يفقد شخصاً في قلبه مرض طبيعته البشرية الإنسانية في لحظة عدوانية غادرة، فيتحول إلى ذئب مسعور، يغتال البراءة والأمان، وينتهك الكرامة والاطمئنان، لإشباع شهوتته الحيوانة المنحرفة، يكشر عن انيابه ومخالبه، ويفترس ضحيته حين غفلة.. يقوم مستهتراً بإغتصاب، طفل أو طفلة، فتى أو فتاة، يسلب من ضحيته سعادتها وفرحها، يسرق احلامها وأمنها وراحتها ويدمر حياتها إلى الأبد.. وبدلاً من إنزال أشد العقاب وأقسى العذاب بهذا الذئب المجرم، ينال مكافأة ثمينة، حيث ترمى إليه الفريسة هدية رخيصة، ليستمتع بعذابها وآلامها، ويهنأ بشقائها وتعاستها حتى آخر العمر.

 تحقيق / آمنة هندي


أرفض الزواج خوفاً من الفضيحة

< (س . ل)  26سنة قالت :  قبل خمس سنوات تعرضت لاغتصاب لم أخبر أحدا بالجريمة لأني لم أكن أريد أن يكبر الموضوع فأهلي لن يطبطبوا على كتفي ويرحموا حالي وسوف يمنعونني من الدراسة ومن كل شي هذا إذا لم يقتلونني فلذلك لزمت الصمت وأحاول أن أتناسى ما حدث حتى لا يلاحظ أحد من أسرتي أن شيء قد حدث وكنت عندما أتذكر ما حدث لي وأريد أن أعبر عن حزني وألمي أذهب إلى دورة المياه وأبكي فالبكاء هو الوسيلة التي أحاول أن أفرغ من خلالها ما أعانية بسبب تلك الجريمة حولت حياتي إلى جحيم ولم أستطيع نسيانها وفي كل ليلة عندما أذهب للنوم يحضر المشهد أمامي مثل أفلام الرعب وقبل عام تقدم لي رجل فيه كل ما تتمني الفتاة أن تجده في زوجها لكنني رفضت هذا الشاب لأنني فقدت عذريتي والمشكلة أن أم الشاب عندما طرحت لامي موضوع الزواج قالت لامي أن سبب طلبهم ليدي هو أن أبنها طلب منها أن تختار له فتاة خجولة ومؤدبة ومعروف عنها أنها قليلة الخروج خصوصاً للأسواق وأنا كنت بعد ما تعرضت له من اغتصاب أكره الخروج وإذا كان لابد من خروج أخرج مع أمي أو أحد من أفراد أسرتي وقد عجبهم هذا الشيء وقد أدركت من خلال كلام الأم عن نفسها وبناتها وأبنها أنني لو وافقت على الزواج وبعد الدخول عرف بأني غير عذراء لن يستروا عليّ وسوف يعيدونني فوراً لأسرتي مع ذكر السبب وعندها لا أعلم ما الذي قد يحدث فقد يقتلني أحد إخوتي لان دمهم حار  وبصراحة أنا أصبحت أفضل الموت ولكن ما يخيفني هو التعذيب الذي قد أتعرض له على يدهم قبل أن يقتلني أحدهم وأكثر شيء أفكر فيه ماذا لو صمم أهلي في يوم من الأيام على تزويجي لشخص أعجبهم ويريدونه أن يكون صهراً لهم أحياناً أفكر بالموت وأقرر أن أقتل نفسي لكنني لا أملك القوة الكافية لذلك.. أنني أعيش على أعصابي ولكن هذه الأعصاب قد تنهار في يوم ما .  

تعذيب وحبس

< (م. ي)  24سنة قالت :  لا تذكر كلمة الاغتصاب إلا وأصاب برعشة خوف تعتري جسدي وأتعوذ بالله وكأن مارداً مر من أمامي وعندما أسمع عن فتاة اغتصبت والله العظيم أنني أجلس يومين أو ثلاثة في حالة حزن شديد على تلك الفتاة فأنا عندي عقدة أسمها الخوف من الاغتصاب وهذا الخوف جاء بعد أن تعرضت أبنت أخي وهي طفلة في الـ 11من العمر فقد كان جميع أفراد الأسرة يتركونها في المنزل لوحدها للحراسة أثناء ذهابهم في النهار لأعمالهم المختلفة وفي احدى الأيام ذهبت زوجة أخي لأهلها لحضور عقد قرأن أختها ويبدوا أن شاباً علم بهذا الأمر فجاء وطرق عليها الباب وهي في هذه الحالة  بمفردها في المنزل وأوهمها في البداية أن والدها أرسل معه بأغراض لهم ففتحت الباب لكي يضع لها تلك الإغراض فقام بدفعها للداخل وأغلق الباب وقام باغتصابها أكثر من مرة  من قبلها ودبرها وتركها كالذبيحة التي لم يتم الإجهاز عليها وذهب وعندما عاد أخي للمنزل وجد أبنته على تلك الحالة  فأراد قتلها بعد أن أصيب بحالة هستيريا فقام بضربها بشكل جعلها تبدوا وكأنها خرجت من تحت الأنقاض ورغم انه أستمر في ضربها لساعات بالعصى ورماها بالأحجار بالإضافة إلى إدخال وجها في برميل ماء إلا أنها لم تمت وعندما رأيتها لم أعرفها فقد اختفت ملامح وجهها  بسبب الانتفاخ الذي حدث لها جراء الضرب فأصبت بحالة خوف شديدة لأنني أيقنت أنها سوف تموت  وحتى لا يعلم احد بما حدث لها حبسها أخي في مخزن داخل البيت وطلب مني أعمل لها كمادات وبعد شهر اختفت ملامح الضرب من على جسدها ووجها ولم يقم أخي بإبلاغ إدارة الأمن عن الاغتصاب الذي تعرضت له أبنته الطفلة لان الإبلاغ هو عبارة عن نشر للفضيحة التي أحرقت قلبي أخي وجعلت منه شخصاً عدواني يكره أبنته ويمارس العنف ضدها بشكل يومي لدرجة أنه لم يقبلها أو يضمها أو حتى يتكلم معها منذ ذلك اليوم وقد يستمر في فعل هذا حتى أخر يوم في عمره فذلك الذئب لم يحرم هذه الطفلة من براءتها وعفتها فقط ولكنه حرمها أيضاً من حب والدها لها وعطفه عليها ومن أشياء أخري كثيرة كانت ستجعل منها فتاة سعيدة وزوجة معززة مكرمة عند زوجها لكن الله الذي لا يرد دعوة المظلوم سوف يستجيب لدعائنا وينتقم منه . 

الضحية هدية للجاني

< رضا عبد الله 26سنة تخصص مختبرات قالت: أنا مع عدم السكوت ومع تقديم الشكوى لينال المجرم عقابه الرادع له ولغيره لان عدم الشكوى هو السماح لهذه الجريمة في الانتشار نحن نعيش في مجتمع النار ولا العار القضاة عليهم دور في هذا الجانب فولي الأمر الذي يجد نفسه أمام قاضي متساهل لا يصدر أقسى العقوبات ضد هذا المجرم أو يقدم لولي أمر المغتصبة مقترحا بأن يزوج أبنته على هذا الذي أنتهك عرضه وداس على شرفه وكرامته ببلاش مثل هذا المقترح أو الحل هو بمثابة مكافئة لهذا المجرم الذي قد يقوم بضرب هذه العروس بعد ساعة واحدة من عقد القران وهناك بعض الأسر من نوع الهاي هاي تلجا للترقيع خوفاً على بريستيجها من كلام الناس ( ماذا سيقول عنا الناس ) هذا هو المهم عند الكثير من الأسر أما الحالة النفسية التي تعاني منها الفتاة جراء تعرضها للاغتصاب فهذا أخر شيء قد تفكر فيه ولهذا قد تقدم بعض الفتيات على الانتحار فجاه وهنا كالعادة تحاول الأسرة اختراع سبب مقنع أخر غير الحقيقة لتفسير الانتحار فالمهم هو الناس وليس الفتاة.

تعذيب وحبس

< (أ.م. و.د) 37سنة قالت : تعرض طفلي الوحيد وهو في العاشرة من عمره لاغتصاب من رجل متزوج وله ثلاثة أطفال عندما جاء طفلي وأخبرني بما تعرض له لم أعد أرى وكأني فقدت بصري واشتعلت النار في قلبي وجسدي وتحولت إلى وحش أول شيء فكرت فيه هو أن أذهب إلى بيته وأقتله بيدي هناك خرجت حافية القدمين وذهبت لبيته وكان في يدي مطرقة مسامير كنت أريد أن أسمر مسامير في رأسه وعينيه لكن أحداً لم يفتح لي الباب فجلست أطرق بتلك المطرقة على الباب حتى تجمع الناس من حولي وعندما أخبرتهم بما فعل بولدي نصحوني بالذهاب إلى البحث فذهبت وقلت الدولة ستأخذ لي حقي وجلست أتمر مط كل يوم في البحث ثم النيابة والمحكمة وفي الأخر لم أخذ شيء بعد فترة شعرت بالندم لأنني فعلت ما فعلته وبدأت أدرك بعد أن أصبح الكثير من المراهقين والأطفال في الحي إما يعايرون أبني بما حدث معه أو يتحرشون به فكان أول شيء فعله أنه رفض الذهاب إلى المدرسة ثم الإصرار على بيع البيت والانتقال إلى محافظة أخرى وعندما رفضت أصيب بحالة نفسية وأصبح كثير الجلوس لوحده وأوقات كثيرة أجده يبكي المشكلة أنه لا يبكي بسبب الاغتصاب الذي تعرض له ولكن بسبب السخرية والمعايرة التي يتعرض لها والتي أعتبر نفسي المسئولة الأولي عنها فلو أني سترت على أبني ولم أخبر أحد لما تهنجم على أبني أحد باختصار أردت أن أخذ لابني حقه ممن اعتدى عليه فتسببت له بفضيحة جعلته يترك المدرسة ويصاب بحالة نفسية وألان ينصحونني بعض النساء المتعلمات أن أذهب به لدكتور نفساني وأنا خائفة من أن يقول الناس عنه بعد هذا أنه مجنون وكل هذا بسبب أنني تقدمت بشكوى ضد المجرم  وبعد هذه المصيبة تأكدت أن السكوت وابتلاع الظلم هو ليس من الخوف ولكن من باب حماية الابن أو الابنة من ردة فعل المجتمع .

لن أتزوجه حتى لو رفض كل رجال  الدنيا الزواج مني

< نجوى 29سنة قالت :  معاقبة المغتصب لن يغير من حالي شيئاً فهو لو اعدم ألف مرة فلن يعيد لي أغلي شيء أخذه مني بالقوة ولن أرقع لان الترقيع جريمة أخري وحتى لو رقعت لن ترتاح نفسي أو تهدا وسيظل تأنيب الضمير يعذبني طيلة حياتي وسأظل مكسورة العين والنفس أمام أهلي على الأقل ولو طلب مني الزواج لن أتزوجه حتى لو رفض كل رجال الدنيا الزواج مني فماذا أنتظر من شخص كهذا أن يحترمني أو يعاملني بالمعروف أن يتقي الله فيني وفي أولادي أن جريمته التي أرتكبها ضدي  تدل على سوء طبعه وقلة دينه وقسوته وأنه مستعد أن يفعل أي شيء من أجل تحقيق رغباته الشيطانية وأنه شخص سادي وعدواني أن العبرة تكون في البداية فإذا كانت بداية معي اغتصاب وعنف وقسوة وانتهاك وفضح بين الناس فيكف ستكون حياتي ونهايتي معه وإذا سألني أولادي وبناتي في المستقبل كيف تزوجت بوالدهم ماذا أقول لهم أن من يوافقون على تزويج أبنتهم من شخص قام باغتصابها هم أناس بلا كرامهم لأنهم زوجوا من أنتهك شرفهم ولوث سمعتهم واعتدى على نسائهم .

< سحر 23سنة قالت :  الذي يغتصب فتاة يجب أن يعاقب عقاباً بحجم جريمته أما زواجه  منها فهو  أكبر عقاب له لأنه أولا يجب أن يتحمل نتائج أفعاله ولا يترك رجل أخر يتحمل نتائج استهتاره بشرف الآخرين وأعراضهم ثم إن تلك الفتاة قد لا يقبل أحد الزواج منها بعد تعرضها للاغتصاب فحرام أن تبقي الفتاة هكذا بلا زواج بسببه ولأنه يكون لا يريد الزواج منها لان الرجل لا يحب أن يتزوج بفتاة فقدت عذريتها حتى لو كان هو من أفقدها عذريتها هو يرفض الزواج بها لسبب نفسي وهو أنه لا يريد أن يرى الفتاة التي تذكره بجريمته ولهذا أرى أن إرغامه على الزواج بها هو عقاب له وليس مكافئة كما قد يعتقد البعض .

الزواج من الجاني عذاب

< وفاء 25سنة قالت:  عندما أسمع عن شخص قتل لا أحزن كما أحزن عندما أسمع عن فتاة تعرضت للاغتصاب لان الذي يموت يرتاح أما من تغتصب فهي في كل يوم تتهم وتحاكم وتصدر ضدها عقوبة زواج المغتصبة ممن أغتصبها يعتقد البعض أن فيه ستر للفتاة لا هو فيه تعذيب أكثر لها وإذلال لها ولأهلها وفي الغالب ينتهي مثل هذا الزواج بالطلاق في المحاكم فإذا كانت الأسرة حقاً تريد أن تستر الفتاة فهي عدم التقدم بشكوى والترقيع فقط لأني سمعت قبل فترة أن فتاة كانت تعرضت للاغتصاب عندما كان عمرها سبع سنوات حاول والدها استخراج تقرير طبي يفيد بأن أبنته فقدت عذريتها عندما كانت في السابعة من العمر وذلك في عملية اغتصاب وأحتفظ بها عنده فلما كبرت الفتاة وتقدم لها شخص صارحه والدها بوضع الفتاة فوافق أن يتزوج بها ولكن هذا الرجل كان شديد الغيرة عليها لدرجة أنه لم يكن يسمح لها بالخروج نهائياً وقد صارحها أكثر من مرة أنه يشك بها وأنها قد تكون فقدت عذريتها أثناء علاقة أقامتها مع أحد الرجال وأنه غير مقتنع بموضوع التقرير لو كان الرجل سكت وعمل لابنته بنص المهر عملية ترقيع هنا أو في الخارج لوفر على أبنته أن تعيش مع زوج يشك بها ويحرمها من الخروج .

رأي علم الإجتماع

< وعن الوضع النفسي الذي تعيشه من تتعرض للاغتصاب قالت الباحث الاجتماعية منى الكوكباني :  في مجتمعنا الاغتصاب هو أبشع وأسوء عنف حقيقي قد تتعرض له الفتاة والمرأة بشكل عام، إذا لم تجد الفتاة من يقف إلى جنبها ويساعدها على تجاوز هذه الحالة فإنها تنتقل إلى المرحلة الثانية هي المرحلة الشقاء أو الجحيم النفسي فتصاب الفتاة فيها باضطراب العواطف والأحلام المخيفة ولاستمرار في العزلة وعدم التركيز والتهيج لأبسط الأمور والخوف من البقاء وحيدة في البيت وقد تفقد الرغبة في العمل أو الدراسة ثم  الدخول في مرحلة اكتئاب واضحة مع وجود أفكار وسواس خوفي من الخروج مع الرجال وعدم الإحساس بالسعادة والخوف من المستقبل والإحساس بعدم وجود ما يمكن أن تعيش له.

كذلك الخجل من مخالفة الناس والجيران والأخوة والإحساس بالبعد عنهم وقد ويمكن أن تصبح بدون إرادة ، وقد تصل إلى مرحلة تفقد فيها احترمها لنفسها وترك الفتاة في وسط كل هذه المعاناة يؤدي بها في النهاية إما إلى الانتحار أو الجنون ويجب ألا ننسي أن الصدمة النفسية والعصبية الناتجة عن الاغتصاب ستبقى مدى الحياة ولا يمكن للمغتصبة ويوجد عدد كبير من المغتصبات لا يعلم أحد بما تعرضن له لأنهن لا يستطعن الحديث والبوح بما تعرضن له من اغتصاب وهذا بسبب الخوف من ردة فعل الأسرة ولهذا يتم اكتشاف ما تعرض له أما عند ظهور الحمل أو بعد الزواج ودخول الزوج عليهن , وهناك حالات قد يحدث فيها حمل فتكون الفتاة في وضع نفسي واجتماعي صعب جداً وقد يحاول الأهل هناك التستر على الوضع وانتظار الفتاة حتى تلد ثم يتم التخلص من المولود بعد ولادتها له برميه في برميل القمامة حياً أو ميتاُ وهذا له أبعاد نفسيه مدمرة ومهما يكن فإن هذه الفتاة كأي أم تكون قد ارتبطت بطفلها عاطفياً أثناء فترة الحمل والتخلص من الفضيحة برميه بتلك الطريقة أو قتله ورمية سيجعلها تحت جحيم تأنيب الضمير وبأنها كانت السبب في أن يلقى طفلها ذلك المصير المؤلم .

زر الذهاب إلى الأعلى