قضية اسمها اليمن

خاطف (بشر) يتحدى رئيس الجمهورية ويهدد بإختطاف نجله

السمتقلة خاص ليمنات

يمثل “هائل عبده بشر” حالة بارزة للحد الذي يمكن أن يتجاوزه غياب الدولة، لتصبح الفوضى والنفوذ وقوة القبيلة المسلحة بديلاً يفرض قانون الغاب ويتمترس خلف عجرفة السلاح.. يروي هاني نجل المختطف الضحية “هائل بشر” للمستقلة تفاصيل ما جرى لوالده بكل ما يتضمنه من خلفيات ودلالات معبرة..

يقول هاني: “جاء اختطاف والدي على خلفية نزاع قضائي بينه وبين المدعو (محسن صالح عائض” من قبيلة نهم حول أرضية كائنة في شارع مأرب في صنعاء، وقد صدر حكم المحكمة الابتدائية لصالح الوالد، وبعدها قام الخاطف بالاستئناف، وتم حجز القضية للنطق بالحكم إلى تاريخ 9/9/2012م، وفي نفس تلك اليوم أقدم المدعو محسن عائض برفقة مسلحين من قبيلته، على إطلاق الرصاص الحي بالأسلحة الرشاشة نحو والدي أمام منزلنا الكائن في الحصبة مقابل “وزارة الداخلية”!! ومن ثم قاموا باعتقال والدي المسن (75) عاماً، وأخذوه على متن سيارة هيلوكس بدون لوحة، إلى منطقتهم في ظل غياب الدولة بتحدٍ ساخر للنظام والقانون”.

ويضيف هاني: “يومها أصيب أطفالنا ونسائنا والسكان المجاورين بالرعب والهلع، أبلغنا الأجهزة الأمنية فوراً، لكنها للأسف لم تقم بواجبها ولم تؤد رسالتها المفترضة، وحتى الآن ما يزال والدي مختطفاً تأكيداً لمفهوم “قوة القبيلة أقوى من قوة الدولة”، والذي على أساسه تم السطو على حقوق الناس من قبل الخارجين عن القانون..

يرى هاني أن اختطاف والده جاء كمحاولة للالتفاف على أحكام القضاء، في رسالة واضحة مفادها “الاستهتار بالقضاء والنظام والقانون.. ومع أنه يؤكد أن الاختطاف ليس من أخلاق القبيلة ولا من عاداتها، إلا أنه يرى من الواجب على القبيلة إنقاذ سمعتها السيئة بفعل ممارسات عصابات ومجاميع مسلحة تنتمي لها، وذلك بتقديم هذه العصابات للعدالة”..

ويوضح قائلا: “نحن نحترم القضاء والقانون، غير أن الطرف الآخر لا يفعل ذلك، ولا يعترف بوجود دولة أسمها الجمهورية اليمنية، وتواصلنا مع شخصيات قبلية ومشائخ بعد تقاعس الأجهزة الأمنية، لكن دون جدوى، مرت أكثر من شهرين على اختطاف والدي وما يزال معتقلاً.. قمنا ومعنا بعض الأهالي ورجال أعمال بوقفات احتجاجية أمام وزارة الداخلية ومنزل رئيس الجمهورية ولكن أيضاً دون جدوى، بل أننا أثناء وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس أتصل بي الخاطف وقال لي بالحرف الواحد: “أعرف أنكم أمام منزل الرئيس، وأنا أتحداه أن يعمل ضدي أو ضد جماعتي أي إجراء، ومستعد أن اختطفك أنت ومن معك من منزلك الآن”.

ناشدنا الرئيس وحكومة الوفاق للتدخل السريع وإنقاذ والدي من قبضة خاطفيه، كما أن الأجهزة الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية لم تبد أي تجاوب معنا.. ويختتم هاني حديثه بقوله: “أناشد رئيس الجمهورية عبر “المستقلة” لإصدار توجيهاته المباشرة إلى وزير الداخلية وأجهزته الأمنية للعمل من أجل إطلاق سراح الوالد هائل عبده بشر ليعود سالماً إلى أهله وذويه”، ويشير هاني إلى أن الخاطف ينتمي لنفس الحزب الذي ينتمي إليه وزير الداخلية وربما يعود سبب تقاعس الجهات الأمنية  إلى هذا السبب، ويؤكد أنه تلقى رسالة من الخاطف  عبر الهاتف الجوال (تحتفظ الصحيفة بالرقم) تحمل تهديداً صريحاً وتنص الرسالة على “يا بيت هائل صونوا أعراضكم وخارجوا الوالد قبل ما يسال الدم، أنتم والبلاطجة حقكم”.. يبتسم هاني قائلاً: “بالله عليك من هو البلطجي الآن..من يحترم النظام والقانون أم العكس”؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى