أخبار وتقارير

عبده ردمان القباطي: المشكلة لا تقتصر على الهيكلة وإنماء تتطلب تفكيك النوازع الإمبراطورية

يمنات – عبده ردمان القباطي

المؤسسات العسكرية والمدنية في كل بقاع العالم  مؤسسات وطنيه لتشكلها من كل الوان الطيف المجتمعي (الاثني – المذهبي – القبلي – الجغرافي) الا في يمن الايمان والحكمة  والوحدة والديموجراطية وغير ذلك من سلسلة الكليشيهات الدرئية الخالية من اي معنى ملمـوس والتي كانت تردده وسائل التضليل الرسمي على مسامعنا صباح – مساء خلال العـقود الماضية  بدون كـلل ولا مـلل لتضليل الواقـع وتسـويق الاوهـام للتعويض عن الواقع البائس والمزري . وهذا بالطبع يقودنا الي الحديث عن القرارات الرئاسية الأخيرة الموسومة بهيكلة الجيش بعد اعادة تسميته وتشكيله الى قوات بريه – بحريه- جويه – حرس حدود, والحقيقة ان المسألة لا تقتصر على الهيكلة وإنماء تتطلب ايضا اجراء تغييرا ت عميقه وجوهريه في الولاء والمهام وتفكيك النوازع الامبراطوريه والاستعلائيه عقب التراجعات والتدخلات والهندسه الجينيه التي  ادخلت عليه اثر عمليتين جراحيتين الاولي عقب انقلاب  5 نوفبر1967 والثانيه اثر الحرب على الوحده 1994 وانكفائه اكثر نحو الداخل ليتحول الى مليشيا عائليه بامتياز وحددت مهامه على النحو التالي :-

1- القيام بالاستعراضات العسكريه الدوريه في المناسبات التي تحولت من وطنيه الى نخبويه وتوجيه رسائل للمعارضه في الداخل والخارج وترسيخ الشعور بالعظمة والايحاء بمنطق العنف والغلبه .

2- انشاء واستحداث نقاط تفتيش في مداخل المدن والقرى للتدقيق في اغراض المواطنيين (الرعية) واستفزازهم بشكل يومي .

3- القيام بتهريب البضائع والمخدرات (ما كان بالامس خمر أصبح اليوم خلاً ) هرمان هسه.. (أوتسيهل تهريبها مما قاد الى نشؤ طبقه تجاريه جديده في زمن قياسي وبسرعة البرق ومن منطقه جغرافيه بعينها ).

4- استخدام الزي الرسمي لارهاب المواطنيين (الرعيه) وابتزازهم في الاسواق العامه ونهب ممتلكاتهم

5- القمع المنظم والممنهج والذي يستثني المقربين من النظام المخلوع واذنابهم من لصوص المال العام والمجرمين ومطلقي الفتاوى الارهابيه المتوحشه والذين يمكن تشبيههم  بالتماسيح  الفاتحه افواهها لالتهام مقدرات العالم وليس اليمن فحسب.

6-  اعداد حفلات تعذيب للمعارضين للنظام في السجون المنتشره في طول البلاد وعرضها والتي تعد اهم انجازات نظام الشاويش المخلوع.

 وعلى ضؤ ما تقدم فاليمن بحاجه الى احداث ثوره فعليه في مؤسستي الجيش والامن في البنيه والوظائف والانتشار بالتزامن مع اعادة الهيكله لتحويلهما من مؤسستين مغلقتين الى مؤسستين وطنيتين فالحل يكمن في معالجة العله ذاتها لامعالجة ظواهرها لانهما الذراعان الذي حكمت بهما اليمن من قبل طرف واحد احتكر السلطه والدوله والوطن بالقهر والتحايل  فالقوة لا تؤسس لشرعيه ولا استقرار وانما العكس هو الصحيح , وفي سبيل التحول من سلطة مأفويه الى سلطة شرعيه ومن وحدة شكليه الي وحدة فعليه تلغي التمايز وتعاقب مرتكبيه مهما كانت مكانتهم الاجتماعية والسياسيه  لان الحق ببساطة شديدة فوق القوة والمكانه والانتماء الجغرافي  لبناء مجتمع يحظى فيه الجميع  بالكرامه والفرص المتساوية  واستعادة الوجه الانساني للسلطه والوحدة القائم على نموذج العدل والتأخي  ونبذ التمايز القبلي /الطائفي وتلبية المطالب الشعبيه في الحريه والديقراطيه والعيش الكريم الحقيقه الفاقعه ان الدول لا تقوم وتستمر علي البلطجه والقهر والغلبه وانماء علي القواعد القانونيه وهنا ياتي دور مؤسسات الحماية وهذا يتطلب اعادة تحديد مهام مؤسستي الجيش والامن من خلال:-

1-  حماية الحدود البريه من الاستقطاعات اليوميه من خلال دحرجت البراميل وتحركها المتواصل في عمق الاراضي اليمنيه  والسكوت المخزي للسلطات اليمنيه عن هذة الممارسات التوسعيه .

2-   حماية المنافذ البريه والبحريه من تهريب البضائع والمخدرات والتي تكلف الخزينه العامه ارقام فلكيه من فقدان العوائد الضريبية اضافه للاضرار الصحيه التي تسببها المشروبات الروحيه المغشوشه للبشر (ووفقا لوثائق ويكليكس فان المخلوع كان يتابع هذه العمليه).

3-  عدم السماح الجمع  بين رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وكما يقول المثل (من جرب المجرب عقله مخرب).

4-   ان يكون وزير الدفاع شخصا مدنيا كأي دوله ديمقراطيه.

5- فتح ابواب القبول في الكليات العسكريه والشرطوية امام كل ابناء اليمن بدون تمييز.

6- ابعاد القوات المسلحه والامن من التدخل في الشئون السياسيه والحزبية.

7- اخراج المعسكرات من المدن فالجيش في العموم لايجيد  ولايحسن الجوار مع المدنيين .

8-  تفكيك اجهزة الامن الارهابية المتمرسة بتعذيب  واذلال وترويع المعارضين السياسيين وسائر افراد الشعب المغلوب والسهر علي حراسة النظام القبلي الطائفي المخلوع منذ عقود  فتفكيك وتحطيم هذه الاجهزة هو الفارق في اسقاط نظام المخلوع من عدمه.

زر الذهاب إلى الأعلى