فضاء حر

يمني أكثر من أي شيء آخر

يمنات

محمود ياسين

هذه الأيام يجب أن يبدو اليمني يمنيا أكثر من أي شيء آخر..

بكل الذي هو عليه من إيماءات الكريم المتضرر، ابن ناس عالق في صخب مع قطيع من السوقيين.

هذه المرحلة يجدر بالعالم أن يجد في خطواتك قلق رعوي ينتظر المطر، و في التفاتتك توتر شيخ تطاول عليه سفيه، و في عينيك زرع و حيود ملبدة بالريح..

يمني يحاول اللحاق بآخر موعد تسجيل في جامعة، ابن مغترب يتلقى حوالة من أبيه المحاصر في وعي سعودي يستكثر عليه دكانا صغيرا بباب شريف، مثقف غاضب في القاهرة يكره مارم و يحب قرية مارم، شاعر ممتعض من الفتوى و ليس من الله، ابن فلاح يود لو ان مشائخ اليمن يحتفظون بقبلاتهم الأخيرة لجدران بلد قد يمنحهم الغفران و ليس لأكتاف مشائخ النفط مقابل حفنة من الريالات.

يمني مستاء لكنه لم يفقد رجائه في بلده و أهله

يمني..

هويته يمنية لا يستبدلها بتعريف منتزع من أي كتاب كان بشريا أو مقدسا، و لا تحمله ارتجالات المتحدثين باسم الله لخوض مواجهة مع الله..

يمني يشبه أباه و فيه مسحة من حلمه بمستقبل أفضل.

يمني فقد تذكرة العودة لكنه لم يفقد ملامح الطريق، يمني فقد الصورة المتخيلة لبلاده لكنه لم يفقد ملامحه، يمني ليس عليه ارتداء الشال و الجنبية في شوارع النفط لكنه لا يرتدي العقال، يمني تورط في العقال و توجب أن يخلعه، يمني عليه – و قد اكتشف الفخ الذي اجتذبه اليه الخليج – أن يجد الطريق إلى صنعاء و ليس إلى اسطنبول، يمني فحسب، جذره وجده و وصيته البيت و الطريق إلى البيت أحيانا أكثر دفئا من البيت كما يقول درويش.

لا ترتدي قبعة أحد و لا تتحدث لكنة لا تشبه غمغمة الدهاليز في مساءات البيت الكبير.

يمني أكثر من أي وقت مضى، يمني أنهكته المنافي و خمشته “أسنة القربى” لكنه لم يفقد ملامحه.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى