أخبار وتقارير

أجواء عدم الاستقرار السياسي تفرز أنماطاً غير معهودة من الجرائم

يمنات – الخليج – عادل الصلوي

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء والعديد من المدن الرئيسة الأخرى تصاعداً لافتاً وغير مسبوق لأنماط غير معهودة من الجرائم وسوابق العنف التي تزامن ظهورها مع اتساع أجواء الانفلات الأمني السائد في البلاد، وبروز مظاهر أزمة سياسية بين طرفي معادلة الائتلاف الحكومي الناشئ ممثلة بأحزاب تكتل اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي العام، جراء رفض التكتل ترؤس الرئيس السابق علي عبدالله صالح قائمة ممثلي الحزب في مؤتمر الحوار الوطني المقبل، المقرر أن تشهده البلاد في فبراير/ شباط المقبل.

وسجلت الأشهر الثلاثة الأخيرة ظهوراً لأنماط غير اعتيادية من الجرائم المروعة من بينها اغتيال ما يقدر بسبعين من القيادات الأمنية والعسكرية في هجمات متفرقة نفذها مسلحون مجهولون، واستخدمت في معظمها وسائل استهداف مبتكرة كالدراجات النارية والمسدسات المزودة بكواتم للصوت. فيما شهدت ذات الفترة ارتفاعاً ملحوظاً لجرائم العنف الموجهة ضد شريحتي الأطفال والنساء لتشهد العاصمة صنعاء ومدن رئيسة أخرى، مثل إب، ذمار، حضرموت، تعز والحديدة بروز أنماط من الجرائم الجنائية المبهمة الدوافع تخللتها روايات مفزعة عن حالات انتحار لأطفال تتراوح أعمارهم بين 7-11 عاماً.

واعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في علم الاجتماع الدكتور عبدالرحمن أحمد المقرمي في تصريح لـ”الخليج” أن تصاعد معدل الجرائم الجنائية والظهور غير المسبوق لجرائم الاغتيال ذات الدوافع السياسية باستهداف العسكريين والقيادات الأمنية، يمثل جزءاً من تداعيات كارثية لحالة اللا استقرار السياسي التي تعانيها البلاد جراء التعقيدات والعوائق الشائكة التي لا تزال تقف دون التطبيع الكامل والجذري لمظاهر الحياة العامة في معظم المدن . وأشار إلى أن اليمن يمر في الوقت الراهن وعقب التحول السياسي الجزئي المنحصر في هرم السلطة بمرحلة حرجة ودقيقة تتسم بضعف الدولة في مقابل تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة ومراكز القوى القبلية المتنفذة وانحصار حضور ونفوذ السلطات المحلية في عواصم المدن، إلى جانب اتجاه أطراف متضررة من التسوية السياسية القائمة في البلاد إلى تصعيد الأوضاع الأمنية عبر نشر الفوضى.

زر الذهاب إلى الأعلى