فضاء حر

جرحى الثورة يا حكومة في خطر

يمنات

وطني جريح، و لن يستريح، و يستعيد عافيته إلا عندما تلتئم جراحات الثورة، و تتوقف بسبب العافية أنات الوطن.

أننا دائماً نتذكر شهدائنا، و نزورهم في مساكنهم، و إن لم نزورهم فأنهم يزوروننا في أحلامنا، و في انجازاتنا، و في كل خطواتنا نحو المستقبل نتذكر أنهم من وضعوا المدماك الجديد للحياة.

أما جرحانا فلا هم أصبحوا شهداء، أو مكرمين في حياتهم حتى نغبطهم على ذلك بل هم يلاقون كل أنواع الاهانة والذل عبر "الشحاتة بقضيتهم في كل مكان" ..

و ها هي أناتهم تسمعها السماء، و تستجيب لها الصخور، و يملئ صداها، الفيافي، و القفار، إلا حكومتنا، التي آذانها صماء، و عيونها عمياء، و قلوبها غلفا، و عقولها جوفا ، فلا هي أدركت ، و لا هي عقلت أن من أوصل كل من فيها إلى الكراسي هم الشهداء ، و الجرحى ، و نضالات الثوار .

و المؤسف أيضاً أن من بين الناشطين ، و أصحاب الجوائز من يتسول ، و يزايد ، و يطالب ، بالتمويل ، و الدعم باسم الجرحى .

فتراه قد وسع جيوبه ، و فضحت عيوبه ، و هو مازال يطير إلى تركيا ، و أفريقيا ، و أوروبا ، و أمريكا ، و يتصل بقطر من أجل المطر ، و يحيط السعودية بأن الجرحى في خطر ، كل ذلك من أجل أن يملئ جيوبه بالذهب ، و الدراهم ، و الدولارات ، و جرحى الثورة لم يصلهم قطرة من مطر ، و لا حتى النظر .

و مع هذا نلاحظ أن بعض المدعين بأنهم يتبنوا قضايا الوطن في حل مشاكل الجرحى ، و أسر الشهداء مازال يعيش سائحاً بين الدول يأخذ من هذا ، و يرجو ذاك لأنه يتألم كما يقول على الجرحى ، و حالتهم ، و تحت هذا المبرر يبتز كل غني ، و سفير ، و وزير ، و غفير ، من أجل مداواة الجرحى ، و مواساة أسر الشهداء ، و هو لا يكل ، و لا يمل من أجل جلب المال حتى يلتأم جرح جيبه أما ضميره فهو مطعون فيه ، و لا أمل منه يرجى .

ثم أننا نلاحظ أن الجرحى درجات فهناك جرحى من الدرجة الممتازة والأولى تسهل أموره وتدبر معيشته وأسرته ويعيش متنقلا بين الأقطار بحثا عن العلاج لأنه قد حصل على التزكية .

أما بعض الجرحى من الدرجة الثانية والثالثة والعاشرة فأمرهم كما يُقال بسيط والضجة حوله تأخذ ابعد من مداها وهم يلقون كل عناية .

ونحن نسأل هنا مادام أنهم يلقون كل العناية لماذا أحوالهم في تدني ،وأمراضهم متفاقمة ،وقضيتهم حائرة؟ لولا أن تبناها الثائر البطل احمد سيف حاشد الذي حشد قلوبنا ،وعقولنا ونحن نؤازره في موقفه الذي فضح المتسولين، وكشف المتخاذلين، وأظهر عيوب المتلاعبين بقضية جرحى الثورة السلمية التي خرجت لتطهر البلد من الفاسدين، لا أن يُجدد العقد لهم باسم الثورة لإفساد حياة الوطن.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى