إجتماعية

الطالبة الجامعية.. بين مطرقة الزواج وحلم الشهادة الجامعية

المستقلة خاص ليمنات

هل المهمة مستحيلة؟

في السابق كانت الفتاة تسعد حين يتقدم لها شاب خلوق ,. تتورد وجنتاها خجلا حين يقبل عليها والدها,ويحثها على صيانة نفسها وعرضها والمحافظة على ذلك الغريب الذي سيغدو يوما من الأيام أقرب قريب لها .   

أما الآن .. فلم تعد الأحلام ولا الأمنيات ولا التوقعات كالسابق ,، وتحول ( هاجس الزواج)  ليست من أولويات ( الطالبة الجامعية)، فهناك الأهم من ذلك.. ترى ما الذي يشغل الفتاة الجامعية وما الذي يخيفها ويقلقها هل هوس (المستقبل المهني أم الحياة كزوجة أم ماذا؟) واذا خيرت بين الزواج أو مواصلة الدراسة الجامعية أيهما ستختار؟

عديد من الفتيات يرين  أنه من شبه المستحيل الجمع بين الدراسة والزواج معا.. لأن كليهما مسؤولية تتطلب الكثير من الجهد والوقت والعطاء في الآن نفسه.. والجمع بينهما من المؤكد أن يدفع بالفتاة نحو الانتحار البطيء وغير المعلن.. أو ترجيح احدى الكفتين على الأخرى.. مما يعني اهمال احداهما وذلك ما تراه بعض الطالبات والتلميذات مغامرة نتائجها محسومة بينما ترى بعضهن أن الزواج عامل استقرار واطمئنان يساعد على التفوق والنجاح.. الإستطلاع التالي يكشف عن أراء متفاوتة حول هذا الموضوع..

> رندا العامري

ندم بعد فوات الأوان

> أمل محسن تحدثت عن تجربتها بحسرة  قائلة :  أنا “نادمة حقا على اتخاذ قرار الزواج قبل التخرج من الجامعة”، فلم أ كن أ توقع أن الزواج يتطلب “كل هذا الالتزام والمسؤولية” فعندما تزوجت فكرت فقط في البدلة البيضاء وزغاريد العرس ولم أتخيل أن وضعي الدراسي وتحصيلي العلمي سوف يتراجعان بهذا القدر فبعد أن كنت الأولى في كل الامتحانات  أصبحت الأخيرة!! ، فضلا عن خوفي الدائم من الرسوب وعدم التخرج.

فانا لدي  طفل “أحتار أين أضعه عند ذهابي  إلى الجامعة” وأضطر إلى “التوسل لأمي أو حماتي أواحدى شقيقاتي واحيانا لبعض نساء الجيران   لقبول وضع الطفل عند إحداهن ريثما أعود من الجامعة”. وتضيف  أمل بسخرية  وهي تضحك :  أنا “غالبا ما أ نسى لوازم طفلي  في حقيبة يدي فاحيانا أضع فيها حذاءه واحيانا الرضاعة من شدة الاستعجال..    

أبحث عن غيري

> سمر العبسي مستوى ثاني علوم اعتبرت الموضوع قديماً وقد انتهى الحديث والنقاش حوله وأضافت قائلة: المرأة اليوم غير المرأة في الأمس ولا فرق بينها وبين الرجل في الالتحاق بالتعليم الجامعي وكذا في ميدان العمل فجميع اخواني وعددهم خمسة تزوجوا طالبات جامعيات وتعاونوا معهن في اكمال دراستهن الجامعية والآن ثلاث منهن يعملن في وظائف مختلفة وثلاث منهن أنجبن أطفالاً وهن في الجامعة وشاركهن أزواجهن في عملية التربية حيث كانوا يضطرون إلى أخذ إجازات من أعمالهم أثناء الاختبارات الجامعية وذلك للتفرغ للعناية بالأطفال.. فأنا لا أرى ما يمنع الطالبة الجامعية من الزواج ومواصلة دراستها ولا أظن أن من سيتقدم للزواج مني سيشترط عليّ أن أترك الدراسة وإذا اشترط مثل هذا الشرط فعليه أن يبحث عن غيري.

زوجة بمعدل 90٪

> سهير الأثوري سنة رابعة تربية وهي حالة خاصة من بين من التقيت بهن فهذه الطالبة تزوجت بعد تخرجها من الثانوية مباشرة وتقدم لها شاب من منطقة قدس يقيم مع أسرته في صنعاء فاشترطت أسرة سهير على هذا الشاب وأسرته أن تواصل ابنتهم دراستها الجامعية فهي طالبة متفوقة وحاصلة على معدل 90% في الثانوية فوافقوا على هذا الشرط ولكن بعد الزواج تغير رأيهم وحاولوا اقناع سهير بعدم الالتحاق بالجامعة وبعد إلحاح منها اشترطوا عليها الالتحاق بكلية التربية فوافقت ورغم هذا ظلت أسرة زوجها تضايقها وتختلق لها الاعذار والأعمال في المنزل وبفعل هذا كانت تتغيب كثيراً من المحاضرات لكنها بفضل ذكائها نجحت في السنة الأولى وفي السنة الثانية حملت وأنجبت طفلاً فطلب منها زوجها التوقف عن الدراسة لمدة سنة وبعد انتهاء السنة تغير رأيه وطلب منها ترك الدراسة نهائياً وبعد خلاف كبير خيرها زوجها بين الدراسة وبقائها كزوجة له فاختارت دراستها وحملت طفلها وعادت إلى منزل أسرتها وواصلت الدراسة وبتفوق وتؤكد أنه لولا تعثرها في العام الأول وعدم حصولها على درجات كبيرة لكانت هي الأولى على دفعتها ولكن المعدل التراكمي حرمها من ذلك.

فرحتان في وقت واحد

> أسماء صالح على وشك التخرج قالت: زفافي سيكون بعد إنهاء الاختبارات النهائية مباشرة وهذا الموعد جاء بناءً على طلبي رغم أن خطيبي كان مستعجلاً على الزواج وكان يريده قبل سنة من الآن لكني اشترطت عليه قبل الخطوبة أن يكون الزفاف بعد إتمام دراستي الجامعية فوافق على طلبي ولو كان أصر على رأيه كنت سأرفض الخطوبة لأني أعرف أن الزواج مسؤولية حتى وأن كان الزوج متفهماً لكني أعرف أن الأمر ليس سهلاً وسأتعرض لضغوط كثيرة في عملية الجمع بين كوني طالبة جامعية وزوجة.

الزواج أفضل من الدراسة

> كفاح. م.. قالت: أنا التحقت بالجامعة حتى أقضي وقت الفراغ ولو أني تزوجت لن التحق بالجامعة كبقية اخواتي فكلهن تزوجن وتركن الدراسة وتفرغن لأزواجهن وبيوتهن ورأيي الشخصي إذا خُيرت بين الزواج والدراسة الجامعية فسأختار الزواج لأنه ليس لدي رغبة للدراسة ولا للعمل وأتمنى أن يوفقني الله بزوج لديه القدرة على تحمل مصاريف وتكاليف حياتنا دون الحاجة لخروجي للعمل.

شباب متخلف

> أفراح. ط.. سنة أولى تربية قالت أنا أرفض الزواج خلال الدراسة الجامعية لعدة أسباب منها أن الشباب اليمني متخلف فالزواج بالنسبة لهم قيد للمرأة وأنا أرفض هذا القيد وأحب دراستي جداً ولا يمكن أن أنشغل عنها لأي سبب كان.

سجن مؤبد

> منال بشير طالبة مستوى ثالث قالت: الزواج ليس سجناً مؤبداً.. فمتى ما جاء النصيب إذا كان مناسباً سوف أقبل به لأن الزواج يوفر الاستقرار وفي نظري الزواج أهم لأنه عامل اطمئنان وبداية لتكوين الأسرة وتحقيق الأحلام والرغبات.

لا تتأخري فتندمي

> نوال الحكمي تخرجت قبل ثلاث سنوات ومازالت تنتظر الوظيفة وكان قد تقدم لها أكثر من شاب يطلب يدها وهي ما زالت طالبة في الجامعة لكنها كانت ترفض ذلك وحسب قولها: لقد نصحتني والدتي حينها بالزواج فأصررت على رأيي أما الآن فيبدوا أني سأنتظر كثيراً قدوم شاب مناسب وربما في الأخير أقبل بالحاصل وأنصح الطالبة الجامعية بالزواج في حال جاءها النصيب لأن الدراسة ليست عذراً ويمكن الجمع بين الزواج والدراسة كما يمكن الجمع بين العمل والزواج.

زوج ملاك من السماء

> أما الطالبة رحاب سنة أولى فرأيها التالي: الزواج سيحدث نوعاً من الإرباك والاضطراب النفسي مما سيجعل التوفيق بين المسؤوليتين عسيراً جداً إلا إذا كان الزوج ملاكاً من السماء..

سلاح فعال

> وتشاركها زميلتها سماح حيث قالت: زواج الفتاة الجامعية يعتبر من الزواج المبكر وفيه مجازفة وقد ينتهي بالطلاق وفشل الحياة الزوجية خاصة إذا ما أنجبت المرأة أبناءً فأنها ستجد نفسها ممزقة بين ثلاث مسؤوليات الزوج والأبناء والدراسة ونصيحتي لكل فتاة أن تضمن مستقبلها أولاً ثم تفكر بعد ذلك بالزواج فالشهادة الجامعية هي السلاح الفعال إذا غدر الزمن.

> سناء كلية الآداب تحدثت عن رأيها باقتضاب مفيد إذا توفر زوج ذو عقلية متفهمة وأسرته مراعية لشؤوني الدراسية فلن أمانع من الزواج خلال فترة الدراسة.

نهاية غير سعيدة

> أما سحر طالبة لغات فقالت: سأقبل بشرط ألا يكون هذا الزوج طالباً أيضاً في الجامعة لأن العلاقات الجامعية غير حقيقية ونهاياتها غير سعيدة إلا نادراً.

الخطوبة تكفي

> أما الطالبة نرمين فرأيها كالتالي: الخطوبة خلال الجامعة تكفي لأن الزواج فيه التزامات أسرية ومشاركة في الأعمال المنزلية وهي متعبة للفتاة لأن عمرها مازال صغيراً وسوف يؤدي ذلك إلى التقصير إما بالدراسة أو بالحياة الزوجية.

العلم فريضة والزواج سنة

> هالة صادق خريجة ثانوية عامة وتستعد للدخول إلى الجامعة قالت طلب العلم فريضة والزواج سنة إذا خيرت بين الاثنين فسأختار الدراسة الجامعية.

زواج وتفوق

> ذكرى صالح سنة رابعة قالت تزوجت وعمري تسع عشرة سنة وكان زوجي يكبرني بست سنوات وخلال دراستي الجامعية أنجبت طفلتين ومع هذا لم يؤثر ذلك على دراستي وأحصل على درجات التفوق وزوجي يفرح لذلك ويهيّئ لي الظروف وإذا شاهدني أنشغل عن مراجعة الدروس هو يطلب مني أن اهتم بالدراسة والحمد لله ولهذا فرأيي أن الفتاة يمكن أن تجمع بين دراستها وحياتها الزوجية بدون مشاكل وهو الأفضل.

زوج غني أفضل من الدراسة

> هيام مستوى ثاني قالت إذا كان المتقدم للزواج مني ميسور الحال فسوف أقبل الزواج منه وأترك دراستي الجامعية لأن الغرض من الشهادة هو العمل والوظيفة فإذا كان الزوج سيوفر لي حياة معيشية جيدة فما الفائدة من إكمال الدراسة.

تناغم وتفاهم

> غادة  نصر خريجة جامعية ومتزوجة تحدثت قائلة :بالنسبة للزواج اثناء الدراسة أنا اؤيده بشدة لان فيه ايجابيات كثيرة ومنها انه يحصن الطالبة  من الاهواء والعلاقات الكاذبة  ويولد لديها الثقة بنفسها  ويكون داعما أساسيا للحياة وللدراسة والتقدم خصوصا اذا وجدت  من الزوج  تشجيعاً على الدراسة والتفوق فيجب ان يكون هناك احترام متبادل بين الطرفين وتناغم وتفاهم..

الخوف من العنوسة !

> فاتن حسن  تقول: لقد  تزوجت وانا  في السنة الثانية من الجامعة خوفا من هاجس العنوسة الذي ترسخه تقاليد مجتمعنا  لعلني  التحق بقطار الزواج قبل أن يفوتني وهذا خطأ أرتكبته ولا أنصح الفتيات بتكراره لأن الزواج خلال فترة الدراسة فيه “خسارة للطرفين، فالفتاة لن تستطيع أن تؤدي ما عليها من واجبات تجاه البيت وواجبات الدراسة والمستلزمات الزوجية..

رأي علماء الاجتماع

يرى الباحثون الاجتماعيون  إن قضية زواج الفتاة أثناء الدراسة لها أبعاد ثلاثة:

البعد الأول: هو القدرة الجسمانية والصحية لدى الفتاة، والتي تجعلها تتحمل الولادة والحمل، والمجهود المبذول للعناية بأسرتها، فإذا كانت صحتها تسمح بذلك، فلا مانع من هذه الناحية.

والبعد الثاني: هو النضج النفسي، والقدرة على استيعاب الأدوار الاجتماعية المطلوبة منها كأم، وزوجة، وطالبة، وهذا النضج يعتمد على الاستعداد الخاص الداخلي لها، وعلى البيئة الخارجية التي تلقنها الأدوار، وكيفية آدائها، وحقوق الآخرين عليها، ومدى مساعدتها في مواجهة العقبات.

أما البعد الثالث: فهو قدرة الطالبة على تنظيم وقتها، فالمهام المطلوبة منها متداخلة وحساسة، ومهما كانت الفتاة ناضجة، فلن تستطيع أن تمضي في أمرها دون ترتيب أولوياتها، والأمر يحتاج إلى إرادة وصبر.

نصائح

وهذه بعض النصائح لنجاح الزواج أثناء الدراسة والتوفيق بينهما:

 1- قوة الإرادة، وصدق العزيمة، وحسن النية – أمور مطلوبة في نجاح كل أمر ذي بال، والزواج مع الدراسة من أولى الأمور في ذلك؛ بل هما محك التربية على الصبر والجلَد.

2- ضرورة تنظيم وقتك، بحيث تعملين على تحقيق التوازن بين متطلبات الزوج والبيت، ومتطلبات الدراسة؛ حتى لا يكون هناك تقصير في أي منهما.

 3- لا تجعلي المهام تتراكم عليكِ، قومي بها أولاً بأول.

 4- في نهاية الأسبوع يمكنك عمل بعض الأكلات وتخزينها في الفريزر؛ لتوفر لكِ وقتًا أطول في الدراسة طوال الأسبوع.

 5- عدم إهدار الوقت مع الصديقات، أو الحديث في الهاتف، وتوفير كل وقت للاهتمام ببيتك ودراستك.

 6- إذا كان لديكِ أطفال صغار، أعدِّي لهم الألعاب ونشاطات تساعدهم في الهدوء، والابتعاد عنك أثناء المذاكرة، كدفاتر التلوين، وتنظيم ألعاب جديدة لهم، أو شراء سبورة جديدة كبيرة ينشغلون عنك بها.

7- وفِّري وقتًا للترفيه والخروج مع زوجك في فترات الراحة والإجازات؛ لتوفِّري التوازن النفسي، وإنعاش قدرتك الذهنية؛ لمعاودة تحمل المسؤولية من جديد.

وأخيرًا: اهمسي في أُذن زوجك بهذه الكلمات: لا شك أن دعمكَ ركيزة أساسية تدعم نجاحي. وقم برعاية الأطفال في فترة مذاكرتي، ولا تنفعل لأجل ذلك؛ حتى لا أشعر بالذنب إن تركت الأطفال معك. اعتذر عن قَبول ضيافة أحد في فترة الامتحانات، رتِّب نفسك، واعتنِِ بملابسك ضع كل شيء في مكانه.

زر الذهاب إلى الأعلى