أخبار وتقارير

الرياض وبقشان يلملمان السلاطين والمجلس الوطني الجنوبي يعلن المشاركة في الحوار بتأييد من علي محسن

 يمنات- خاص – الصحيفة الورقية

الذهاب الى الجنوب كان حلماً يراود اليمنين البسطاء.. ففي طريقهم المتعرجة من الجبل والسهل والرمال المتحركة عبر خبت الرجاع ولحج وصولا الى عدن عبر حلم تحمله اجساد نحيلة واقدام متشظية من اجل مستقبل جديد، بدولة ومواطنة متساوية.. متنفس بسيط على البحر.

كل ذلك تلاشى بعد حرب 1994م من القرن الماضي ويتلاشى اكثر بعد 20 عاما، من قهر وظلم الجنوب، الذي تستظل تحته قيادات عابرة تفتش اليوم عن هويات وجينات للمواطنة في اروقة المدينة والمدن.

 عدن.. المعابد والكنائس والمساجد، الهنود والصومال والعرب، عدن مدينة وقبلة كل اليمنين والمتصارعين عبر التاريخ السياسي الحديث، منذ نشأتها الاولى كذلك صراع جغرافي بين البحر واليابسة، الجبل والبركان وامتداداتها السياسية التي اوصلتنا بعد قرابة 20 عاما من الوحدة الى فرازة الارض والانسان، وجدل حول المشاركة في حوار وطني لصياغة دستور جديد للبلاد من عدمه .

فمع قرب موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن المقرر عقده مطلع العام المقبل تبذل الحكومة اليمنية ومعها الرعاة الإقليميون والدوليون في الأثناء جهودا حثيثة لحمل الجنوبيين على المشاركة وحل إشكالية التمثيل للقضية الجنوبية في الحوار.

ويرى محللون ومراقبون في هذا التحرك محاولة لحشد بقية الأطراف في الحراك الجنوبي -التي لا تزال تبدي ممانعة ورفضا للحوار- باتجاه المشاركة في التمثيل للقضية الجنوبية التي تعد أبرز الملفات الشائكة أمام الحوار، وأكثر القضايا الرئيسية المطلوب حلها في إطار مؤتمر الحوار القادم.

المجلس الوطني الجنوبي.. لماذا؟

على ما يبدو ذلك ما يريد ان يصل اليه المؤتمر الوطني لشعب الجنوب، الذي انعقد تحت شعار ( الحرية و تقرير المصير وإستعادة الدولة الجنوبية )،وأكد في بيانه الختامي امس الاول بحضور اكثر من 1500 مشارك يمثلون مختلف المحافظات الجنوبية، على ان مهام المرحلة الحالية القائمة على شرعية التوافق الوطني الجنوبي، بعد اعلان المجلس الوطني الجنوبي، تتمثل في  وحدة الشعب الوطنية و إعادة بناء هياكله الوطنية و التوافق على إعادة تشكيل مرجعياته القيادية المؤقتة، العمل على استعادة السيادة، وكذا الحرية و حق تقرير المصير- حد وصف البيان.

واشار بيان الاختتام الى ان القضية الجنوبية تكتسب واتجاهات حلها بعدا إقليميا و دوليا تستمده من حقيقة ان الدولتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و الجمهورية العربية اليمنية ( طرفا القضية هما دولتان سياديتان يتمتعان بالعضوية الكاملة في النظام الاقليمي العربي و في النظام الدولي و يشغلان موقعاً يمثل نقطة تتقاطع فيها المصالح الدولية و بالتالي فإن أهمية أمنة و استقراره ليس لشعبي الدولتين فحسب بل و للعالم اجمع.

 واضاف البيان: ان تدهور الأمن على نحو خطير و حالة اللا استقرار له عميق الأثر السلبي على المنطقة والعالم، هذه الحقيقة تؤكد على ضرورة تشكيل موقف اقليمي ودولي لاستعادة حالة الأمن والاستقرار في المنطقة.

واقر في ختام المؤتمر مشروع الرؤية السياسية للمؤتمر وميثاق الشرف الذي سبق ان وقعه اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذين يمثلون الاحزاب والكيانات ومنظمات المجتمع المدني في المحافظات الجنوبية، وكذا اقرار وثيقة الرؤية السياسية للتفاوض والحوار.

 

ملء الفجوة

المفاجآت لم تصدم القائمين على المؤتمر وهنا تكمن حكمة مهندس خارطة الطريق الجنوبية/ محمد علي احمد الذي حشد النخبة المثقفة، في عدن من اجناس مختلفة، فالمؤكد ان من كانوا في الصورة الامامية لوحة شاهدة على ذلك، فتمام باشراحيل وعفراء حريري وفؤاد عبدالكريم ووجدان شاذلي وفضل عبدالله، كانت احدى عوامل التنوع في المؤتمر.

 

مفارقات

مفارقات ومتناقضات عدة، حيث لعبت كارزمية (بن علي) دورا كبيرا في امتصاص استفزازات حراك البيض، حيث تجمع عشرات الشباب رغم الاجراءات الأمنية المشددة، عند بوابة المؤتمر رافعين صور قيادات المؤتمر وشعارات تتهمها بالعمالة، كما شنت حملة تحريض الكتروني وإعلامي في عدن، إلا ان تدخلاً امريكياً وبريطانياً تمثل بحضور نائب السفير البريطاني جلسة توقيع ميثاق الشرف مثل دافعاً كبيراً لإنجاح المؤتمر، رغم محاولات البعض حشد آراء مناهظة للمؤتمر خارج القاعة.

 

ردود فعل غاضبة

وشهد اختتام مؤتمر الحوار الجنوبي الذي استمر 3 ايام واحتضنه فندق جولد مور بمحافظة عدن، تباينات عديدة وردود افعال غاضبة، عقب اعلان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر/ محمد علي احمد تأييد اللواء المنشق/ علي محسن الاحمر للمؤتمر، وهو ما قوبل بضجيج وهتافات منددة بالقاعة.

 

بقشان يلملم السلاطين

وفي السياق ذاته كشفت مصادر أن رجل الأعمال الشيخ عبدالله بقشان برز كجهة حاضنة للقاء الرياض، وذلك من خلال تبنيه لحفل عشاء كبير في منزله مساء الإثنين الفائت على شرف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وعدد من السلطين الجنوبيين، بحضور الرئيس حيدر العطاس و الزعيم حسن باعوم ، و الشيخ عبدالعزيز المفلحي ورجل الاعمال بقشان والسلطان فضل بن عيدروس العفيفي والجفري وبن فريد ومنصب عدن والسلطان غالب وصالح عبيد وغيرهم من الشخصيات الجنوبية المعارضة ، وبحسب المصدر ان القاء يمثل أهمية كبرى كون اللقاء خصص للنقاش حول القضية الجنوبية، والحلول المقترحة وموقف ابناء الجنوب من الحوار ومبادرة مجلس التعاون الخليجي.

 

الزياني يؤكد على الحوار

وانتهى لقاء ساخن عقد الثلاثاء الماضي في العاصمة السعودية الرياض بين مسئولين خليجيين على رأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وعدد من القيادات الجنوبية بالاتفاق على عقد لقاء آخر لوزراء خارجية دول الخليج مع القيادات الجنوبية خلال الأيام القادمة .

ولفتت المصادر إلى أن بعض القيادات الجنوبية ذهبت أبعد من ذلك بالتأكيد على أن المحافظات الجنوبية ليست من اليمن بتاتا وقد تصدر هذا الرأي كل من السلطانين فضل العفيفي وغالب القعيطي اللذين قالا إن الجنوب لا علاقة له باليمن وأن هويته مستقلة بحد ذاتها .

من جانبه تحدث عبداللطيف الزياني في اللقاء بكلمة مقتضبة قال فيها : « نحن نحترم رغبات وتطلعات شعب الجنوب لكن عليهم أن يعبروا عن هذه التطلعات من خلال مؤتمر الحوار « .. مضيفاً : « من خلال مؤتمر الحوار يمكن أن توضع كل المشاريع على الطاولة أيا كانت هذه المشاريع» .

واضاف الزياني إن أمام الشعب اليمني في الوقت الراهن فرصة تاريخية لرسم مستقبل بلاده وتحقيق آماله وتطلعاته والوصول إلى رؤية مشتركة ليمن آمن ومستقر بإذن الله تعالى.

وبحسب مراقبين فان هذه اللقاءات تأتي في محاولة جادة من قبل المملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد مخرج لمشاركة الجنوبيين في الحوار الوطني الذي من المتوقع ان يعقد بداية الشهر القادم.

 

شروط الحراك

وسبق ان كشف “الحراك الجنوبي”، عن شروط مشاركته في “الحوار الوطني”، الذي من المفترض أن يكون أبرز نتائج صياغة دستور جديد للبلاد، حيث اعلن موافقته على المشاركة في أي حوار على أن يكون بين طرفين، شمال وجنوب، وفي دولة محايدة”، رافضا بشدة أن تكون العاصمة صنعاء هي مكان انعقاد هذا المؤتمر.

زر الذهاب إلى الأعلى