أخبار وتقارير

تصاعد مسلسل الاغتيالات يهدد بنسف مؤتمر الحوار الوطني

 يمنات- خاص – الصحيفة الورقية

 لا يمر اسبوع إلا وأُعلن عن اغتيال عنصر  او كثر من عناصر المخابرات  او مسؤول عسكري على يد مسلحين يستقلون دراجة نارية  او بواسطة عبوة موقوته في تصعيد خطير لمسلسل الاغتيالات مع اقتراب موعد بدء اعمال مؤتمر الحوار الوطني   وهو امر من شأنه ان يضاعف من مخاوف قادة الحراك الجنوبي  في  العودة الى البلاد  ..

 ورغم الاتهامات الجاهزة والتي توجه نحو اعضاء تنظيم القاعدة إلا ان المئات من الضباط والجنود الذين اغتيلوا لم تتمكن الاجهزة الامنية من كشف  الجهة التي تقف وراء عملية واحدة من تلك العمليات التي بدأت اثناء سيطرة تنظيم القاعدة على محافظة ابين ونشرها قائمة بأسماء ضباط المخابرات المستهدفين ..

هذه العمليات والتي تنفذ بطريقة شبه موحدة دفعت بالمهتمين بتطورات الشأن اليمني الى الاعتقاد بأن هناك جهات  منظمة داخلية او خارجية تقف وراء هذه العمليات التي تهدف في الاساس  الى افشال عملية التسوية وادخال البلاد في دوامة  من العنف واشاعة اجواء من الرعب  وذلك سيسهل من انتشار تنظيم القاعدة وتفكك الدولة الهشة اصلا ..

وبعد ايام من اغتيال العميد  فضل محمد الردفاني قائد محور ثمود امام مدخل وزارة الدفاع ، والعميد  سمير الغرباني مسؤول النشاط في الحرس الجمهوري   اغتيل ضابط جديد في جهاز  الامن السياسي في محافظة حضرموت ضمن سلسلة من الاغتيالات ينفذها مسلحون  يستقلون دراجات نارية وتستهدف اهم ضباط الجيش والمخابرات ..

 المساعد مطيع باقطيان احد  منتسبي  جهاز الأمن السياسي بمدينة المكلا محافظة حضرموت  تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية قرب منطقة الامن السياسي  في المدينة.. ونقل الى المستشفى لتلقي العلاج إلا انه فارق الحياة بعد محاولة الاطباء انقاذه .

 وسبق ذلك العثور على النميري العودي مدير مرور سيئون مقتولا بعد تعرضه للتعذيب ، على اثر اختطافه من قبل مجهولين لمدة شهر  .

وقبل ذلك وغيره كان ضابط في شبعة الاستخبارات العسكرية في وادي حضرموت الذي تنشط فيه الجماعات الاسلامية  المتطرفة  ومهربو المخدرات  عبر صحراء الربع الخالي  نجا  من محاولة اغتيال عبر وضع عبوة ناسفة  في سيارته  انفجرت قبل دقائق من صعوده اليها ..

  واذا كانت العملية الاولى نفذها مسلحان على متن دراجة نارية فان العملية الثانية نفذت  بواسطة عبوة ناسفة  وضعت في سيارة مدير الاستخبارات  ،  لكن اجهزة الامن تعتقد هذه المرة ان التفجير تم عن بعد  ولهذا انتشرت قوات الامن في مدينة سيئون عاصمة الوادي بحثا عن متهمين لكنها فشلت في العثور على أي مشتبه به..

 الشرطة في روايتها للحادثة قالت ان العبوة الناسفة وضعت في سيارة الرجل  اثناء خروجه من بيته متجها الى مقر عمله وان الانفجار دمر السيارة وتسبب في  حدوث حفرتين في الأسفلت من شدة الانفجار ..

لكن السلطات لم تكشف حتى اليوم حقيقة اغتيال اللواء سالم قطن قائد المنطقة  العسكرية الجنوبية وصاحب الانتصار على القاعدة في محافظة ابين ، وهل تمت العملية بواسطة عبوة ناسفة وضعت في اسفل سيارته ، ام بفعل عملية انتحارية لم تكشف هوية منفذها حتى اليوم ..

 الاتهامات بوجود مخطط  محكم لزعزعة الاستقرار وضرب عملية التسوية  امتدت  الى الهجمات التي تستهدف انابيب نقل النفط والغاز  وضرب خطوط نقل الكهرباء  ، حيث تخوض قوات الجيش مواجهات متواصلة منذ اسبوعين مع مسلحين يعتقد انهم على صلة بتنظيم القاعدة  في محافظة مارب ..

السلطات   اضطرت مؤخرا الى إرسال تعزيزات عسكرية إلى  قوات الجيش المكلفة بحماية أنبوب النفط، من تعرضه لعملية تفجير ولحماية الفرق الهندسية والسماح لها باصلاح الانبوب المتوقف عن العمل منذ مايزيد على شهر  والذي تعرض لعدة هجمات من   رجال قبائل وعناصر متهمة بالانتماء لتنظيم القاعدة  .

 دبابات وراجمات صواريخ وعربات مدرعة وتحليق للطيران الحربي  فوق منطقة وادي عبيدة التي تعتقد السلطات ان  المطلوبين في قضية الهجوم على انابين النفط والغاز يتواجدون فيها ويحظون بحماية بعض رجال القبائل. ورافق ذلك لقاءات مع شيوخ القبائل في مسعى لكسب ولائهم ومساندتهم للسلطات في مواجهة هذه الافعال سعيا منها لاستنساخ تجربة المقاومة الشعبية في محافظة ابين والتي ساهمت بشكل كبير في هزيمة تنظيم القاعدة . 

 وفي مسعى من الرئيس عبد ربه منصور هادي لاحتواء هذا الوضع الذي يهدد بنسف مؤتمر الحوار الوطني وتوفير الاجواء الملائمة لانعقاده بدأ بازاحة الكثير من اقارب النظام السابق واعوانه من اجهزة المخابرات ، وكذا تقليص نفوذهم في وحدات الجيش ، وهو الان يستعد لاصدار قرارات  ينتظر ان تحدد مستقبل نجل الرئيس السابق والذي كان  يقود قوات الحرس الجمهوري  وخصمه اللدود علي محسن الاحمر  الذي كان يقود الفرقة الاولى مدرع ..

وفي سباق مع الزمن يترقب اليمنيون ومن حولهم العالم من الذي سيتمكن من كسب الرهان ،  وهل ينجح مشروع الفوضى في افشال التسوية السياسية والعملية الانتقالية ، ام ان الرئيس هادي سينجح في  فرض إرادة التغيير ويضع اليمن على طريق  المستقبل  الآمن والمزدهر.  

زر الذهاب إلى الأعلى