حوادث

عاقل حارة يستدرج النساء إلى منزله لهتك أعراضهن في أمانة العاصمة

المستقلة خاص ليمنات

هناك من يستغل منصبه أو مركزه الاجتماعي من أجل إشباع غرائزه المرضية المنحرفة، يتخذ من الوقع البائس للبسطاء والمحرومين للضغط عليهم ليحصل على مراده ومبتغاه، ومن مشاكل وخلافات الأسر فرصة ذهبية لارتكاب المحرمات وانتهاك الأعراض..

نحن أمام قضية معقدة لا زالت الكثير من أسرارها في كنف الغموض، لغز مثير في عالم الجريمة الجنائية، بطلها عاقل حارة في أمانة العاصمة، وضحايا كثر عددها مازال مجهولاً، حيث بدأت خيوط الجرائم تتكشف مع ارتكاب المتهم لجريمته الأخيرة، التي نحن بصدد الحديث عن تفاصيلها المؤلمة.. والتي تعاون في كشفها زوجة المتهم وزوج آخر ضحية..


أعتاد عاقل الحارة المتهم أن يقحم نفسه في الخلافات الزوجية (برغبتهم أو بدونها)، وخصوصاً الأسر الفقيرة والمعدمة، أو عندما يفقد الزوج عمله ويصبح عاطلاً، وآخر تدخلاته المشبوهة جاءت إثر حدوث خلاف في أسرة  تسكن في نفس حارته، حيث أن الزوج كان جندياً براتب متواضع، لكنه انقطع عن العمل وتوقف الراتب، ولم تفلح جهود الزوجة التي تعلمت دورة قابلات، وقيامها في بعض الأحيان بالعمل لدى الناس، في إيجاد حل لمعاناة الأسرة مما أدى إلى نشوب خلافات بين الزوجين، وذات ليلة احتدم الخلاف بينهما فقام الزوج (ج) 29 عاماً، يسحب الزوجة (و) 26 عاماً، إلى خارج المنزل لكن تدخل الجيران أدى لهدوء الوضع وعودة الزوجة إلى المنزل، وفي صبيحة تلك الليلة علم عاقل الحارة (المشبوه) فجاء إلى منزلهما ودق الباب، مارس معهما أساليب الترغيب والترهيب، وهددهما بإيصالهما إلى الشرطة بحجة إزعاج الجيران، لكنه عاد ليعرض عليهما خدماته واستعداده لحل مشكلتهما، وعزم الزوج على الغداء في منزله بعد حلف اليمين أن لا يرفض العزومة، وبدأت تنشأ بينهم علاقة حيث أصبح يتدخل في مشاكلهما ويحلها، ووعد الزوج بتفريغه وإعادة راتبه باعتباره مرافقاً له تاركاً رقم جواله معهما ليتواصلا به عند الحاجة.

استمرت المشاكل بسبب الوضع المادي المتدهور للأسرة، وبعد صلاة إحدى الجُمع احتدم شجار شديد بين الزوجين، حيث أقدم الزوج (ج) على ضرب زوجته (و)، مما دفعها للاتصال بالعاقل المشبوه وهي تبكي، فطلب منهما الحضور للغداء عنده، ورغم محاولة الزوج الاعتذار عن الحضور إلا أن إصرار العاقل دفعه للحضور وتبعته الزوجة ومعها طفلتها، إلى منزل العاقل  المكون من شقتين إحداهما سكن لزوجته الثانية وأطفالها الأربعة، والأخرى للمقيل واستقبال الناس، كما أن لديه منزل حديث في حارة أخرى وتسكنه زوجته الأولى واثنين من أولاده الشباب..

دخل الزوج إلى مجلس العاقل وتناول الغداء مع عدد من الناس الحاضرين، بينما دخلت زوجته إلى شقة زوجة العاقل المشبوه، مضى وقت المقيل وجاء المساء، فادعى العاقل أن لديه اتصال مهم فخرج من المجلس على أن يعود لحل المشكلة، لكن عودته تأخرت، وليأتي بعد ذلك ويدخل إلى شقة زوجته ثم يخرج إلى المجلس في الشقة الأخرى، ليخبر الزوج أن امرأته أصيبت بصداع، وتناولت علاج ومهدئات، ثم نامت فطلب العاقل من الزوج أن ينام في المجلس، أو يعود إلى منزله ويرجع لها في الصباح.. فعاد الزوج إلى منزله لينام..

لم يخطر ببال الزوج وهو يعود إلى منزله أنه لن يرى زوجته مرة أخرى ليصطحبها إلى المنزل، إذ بمجرد خروجه من المجلس دخل العاقل شقة زوجته وطلب منها أن (تدعى) المرأة (و) لأن زوجها (مريع لها بالمجلس)، فخرجت الزوجة وفقاً لذلك، وتركت طفلتها نائمة لدى زوجة المتهم، ودخلت الشقة الأخرى فقام العاقل بإغلاق الباب بين الشقتين، وفي نفس الوقت كان الباب الآخر الذي يطل على الشارع مغلقاً فلم يعلم أحد بما حدث في الداخل.. وكيف عاشت (و) تلك الليلة.. صباح اليوم التالي أتصل (العاقل المتهم) بالزوج، وطلب منه الحضور بسرعة لأن أمراً خطيراً قد حدث، وعندما وصل الزوج أدخله العاقل إلى المجلس وبدأ يقدم له المواعظ حول القضاء والقدر والرضا بحكم الله، وكيف أن بعض العلاقات بين الزوجين تصل إلى مآلات مؤسفة، معترفاً له أن زوجته لم تكن تعاني من صداع، وإنما من ارتفاع الضغط بسبب المشاكل والضرب مما تسبب لها في نهاية الأمر بنوبة قلبية!! غرق الزوج في ظلام دامس مذهولاً لم يستوعب شيئاً مما حكاه العاقل المشبوه.. ماتت (و).. ماتت زوجته التي عاش معها الحلوة والمرة، الفرح والحزن، الراحة والتعب، المودة والشجار، ماتت بطريقة غامضة بينما رواية العاقل (في نظرة) لا يمكن لعاقل تصديقها.. خصوصاً عندما تكلم العاقل وكان كل شيء بات محسوماً وغير قابل للنقاش قائلاً له: “جثتها في الغرفة المجاورة، وسوف نحضر امرأة تقوم بغسلها ثم نقوم بدفنها!!”

غضب الزوج بشدة وهاج وماج، دخل إلى الغرفة المذكورة، نزع البطانية فشاهد جثة زوجته، صرخ بشدة طالباً رؤية طفلته، فأخرجوا له ابنته التي صارت  بين ليلة وضحاها يتيمة الأم، صرخ في وجه العاقل (كيف  هذه المرة ماتت، مع إنه كل مرة تحدث بيننا مشاكل أكبر من هذه المرة، ولم يحدث لها أي شيء؟!، رفض الزوج دفن الجثة إلا بعد أن يعرف سبب موتها، أخذ يفحص الجثة باحثاً عن دليل، حاول أخذها إلى منزله فمنعه العاقل المشبوه، قام بإبلاغ الشرطة، فحضرت إلى المنزل وقالت أنها لم تجد دليلاً جنائياً بأنها ماتت مقتولة.. مع أن من يقرر ذلك هو الطب الشرعي وليس الشرطة، في اليوم التالي تعرض الزوج للانهيار، فتم دفن الجثة بشكل عاجل ومشبوه.. وفي اليوم الثالث تلقى الزوج اتصالاً من امرأة سألته عن مكان تواجده ليلة مبيت الزوجة في منزل العاقل، فأخبرها أنه نام في منزله، فقالت له يعني لم تنم في المجلس ولم يحل العاقل المشكلة بينكم، فرد عليها بالنفي، حينها قالت له أنا أريد إبراء ذمتي، زوجتك قتلها العاقل، لأنني كنت أسمع صراخه واسمع دقدقة على الجدران، وكان العاقل يصرخ، وأني ظنيت أنه يصرخ عليكم ويحل مشكلتكم.. المرأة أخبرته أيضاً أن زوجته ليست الضحية الأولى للعاقل المجرم فضحاياه كثيرات، وسردت له عدداً من الجرائم التي ارتكبها بحق زوجات أشخاص فقراء من أمثاله، وأنه كان يستخدم معهن نفس الأسلوب والتي تتجاوب معه يقضي معها ليلة ممتعة وتصبح كالخاتم في يده وتجد لها فرصة بالحياة.. أما التي ترفض طلبه وتقاوم حفاظاً على نفسها وشرفها، فإنها تختفي بطريقة أو بأخرى، حيث يكون قد وضع حداً لحياتها..

لم تكتف المرأة المتصلة بذلك فقط بل أخبرت الزوج المفجوع عن تفاصيل جرائم أخرى منها أن زوجاً وزوجة  كانوا يسكنوا في نفس الحارة، فتدخل العاقل المتهم، وسحب الزوجة إلى منزله حيث ظلت إلى وقت متأخر من الليل لدى زوجته، ثم دعاها إلى الشقة الأخرى.. وعندما جاء زوجها في اليوم الثاني يسأل عنها قال له المتهم إنها هربت مؤكداً أنها  قالت له: إنها سوف تنتحر. وفي قضية ضحية أخرى، أدعى المتهم بأن الضحية هربت إلى بلادها، وأكدت المتصلة أن زوج الضحية خائن بتستره على الجاني، لأنها بعد أيام من الحادثة واختفاء المرأة، سمعت حديث بين الزوج والعاقل المتهم، مفاده (اسكت أنت، وخذ المبلغ اللي تشتي) وأنه فعلاً استلم المبلغ وعبرت المرأة عن استغرابها كيف استطاع هذا الزوج اقناع أسرة زوجته بما حدث..

المتصلة ذكرت أيضاً حسب قول الزوج (ج) للشرطة، عدة أمثلة عن زوجات كن ياتين إلى العاقل المتهم باتصال منه، لأنه كان حسب قولها عاهراً ومنحرفاً، وأنها لم تر مثله حتى أنه لم يرحم المهمشين، فيتعامل مع نسائهم مثلما يتعامل مع زوجات الفقراء من القبائل، وأنه يراضيهم (بالفلوس)..

الزوج أكد أن من اتصلت به هي زوجة العاقل المتهم، لكن عند جمع التحريات وسؤال هذه الزوجة انكرت أنها قامت بالاتصال أو أي شيء من هذا القبيل، حيث أن الاتصال جاء من تلفون ثابت، أما المتهم فقد انكر أيضاً في  قيامه بارتكاب أي جريمة أو عمل أي شيء مما ذكر وقال: “افتحوا القبر وشرحوا جثة زوجته”.. لم تمر أيام حتى اتصلت المرأة مجدداً بزوج الضحية الأخيرة، من تلفون ثابت آخر وقالت له بأنها لا تستطيع التضحية بأطفالها، وأنها مستعدة أن تضحي بزوجها المتهم لأنه مجرم وقد كرهت حياتها معه..

أمام تعقيدات كهذه لقضية وجريمة تمثل لغزاً غامضاً ليس أمام زوج الضحية سوى اللجوء لوسائل التقنية الحديثة لإثبات أن المرأة التي اتصلت به هي زوجة العاقل سواء عبر الصوت (حيث يؤكد هو أنه صوتها) وتبقى القضية مفتوحة على ذمة معلومات وخفايا لم تكشف بعد..

زر الذهاب إلى الأعلى