أخبار وتقارير

رسالة الجنوب في عدن ونشطاء الحراك يستعدون لتنفيذ «حملة رفع مليون علم جنوبي»

يمنات – الشارع

احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي, أمس, في «ساحة العروض» في  «خور مكسر» بمدينة عدن, التي توافد إليها ناشطو الحراك من مدن ومناطق جنوبية مختلفة لإحياء ما أسموها «مليونية نحن أصحاب القرار» تزامنا مع زيارة وفد مجلس الأمن الدولي إلى العاصمة صنعاء أمس الأحد.

واكتظت الحشود في «ساحة العروض» التي شهدت «مليونية التصالح والتسامح», منذ أسبوعين. ويسعى المشاركون في احتشاد أمس إلى لفت أنظار وفد مجلس الأمن الدولي, وأمين عام مجلس التعاون الخليجي, الذين يزورون صنعاء حالياً, ودعوتهم للاطلاع عن كثب على قضية الجنوب ودعم استقلاله.

ورفع المشاركون لافتات كتب عليها باللغات العربية والفرنسية والانجليزية عبارة  «نحن أصحاب القرار», في إشارة إلى رفضهم الجهود التي تسعى من خلالها صنعاء لإكساب شرعية لبعض الأطراف الجنوبية لتمثيلها في الحوار الوطني القادم.

وطالب المحتشدون مجلس الأمن الدولي بتفعيل قراريه 924 و931 الصادرين إبان حرب 94 بين الشمال والجنوب, وهما القراران اللذان دعيا إلى وقف استخدام القوة من قبل الشمال, وحل أزمة الجنوب آنذاك في حوار بين الطرفين, كما يقول ناشطو الحراك.

 ومثل احتشاد أمس في عدن ثالث اكبر تظاهرة للحراك الجنوبي منذ نوفمبر الماضي, في استعراض واضح لقوته الشعبية داخل الجنوب.

وقال نشطاء في الحراك إنهم يستعدون لتنفيذ «حملة رفع مليون علم جنوبي», قالوا إنهم سيدشنونها اليوم.

ونصبت قوات الأمن والجيش نقاطاً عدة على مداخل عدن, وعلى مخارج المدن الجنوبية, لمنع تدفق أنصار الحراك إلى عدن للمشاركة في فعالية أمس. ورغم التشديد الأمني؛ تمكن ألاف الجنوبيين من الوصول إلى عدن والمشاركة في الفعالية, التي دعا إليها الحراك الجنوبي.

وانطلق, صباح أمس, موكب هو الأول من نوعه من مدينة الضالع مكون من سيارات وباصات أجرة اتجه أنصار الحراك عليها إلى عدن وهم يرفعون العلم الجنوبي, ويرددون هتافات مطالبة بالانفصال.

وبدأ الحشد منذ أمس الأول, ووصل إلى عدن,أمس, المئات من أهالي شبوة, مشياً على الأقدام للمشاركة في الفعالية. ووصل مشاركون من محافظة لحج, وظلت نقاط الجيش والأمن تمنع أنصار الحراك من دخول عدن حتى ساعات متأخرة من مساء أمس ولم تسمح لهم بدخول المدينة إلا بعد تلقيها أوامر عليا تقضي بذلك.

وشهدت شوارع مدينة عدن ازدحاما واسعا في عملية السير, كما شوهدت شوارع المدينة ومنازل الكثير من نشطاء الحراك مزينة بأعلام «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية».

وكان مجموعة من النشطاء قبل أيام دشنوا حملة لرفع مليون علم جنوبي في مدينة عدن.

ويلاحظ الزائر بوضوح رواج تلك الشعارات التي تطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة.

وعصر أمس, ازدحمت «ساحة العروض» بأنصار الحراك, الذين رفعوا صور عدد من الشهداء, وأعلام دولة الجنوب, ورددوا شعار «لا تفاوض لا حوار .. نحن أصحاب القرار».

ووجه المشاركون رسالة إلى مجلس الأمن قالوا فيها إنه «لا شيء يرضي شعب الجنوب إلا تحرير واستقلال أراضية». وطالبوا بتفعيل قراري مجلس الأمن 924 و931.

ودعا المحتشدون المجتمع الدولي إلى الالتفاف إلى قضية الجنوب ونصرة قضيته العادلة. وأعربوا عن تطلعهم إلى دعم مجلس الأمن للقضية الجنوبية, وتقديم مبادرة خليجية لحلها, مؤكدين رفضهم المشاركة في الحوار الوطني.

وقال لـ "الشارع" الدكتور يحيى شايف, وهو قيادي في الحراك الجنوبي, إن «هدف هذه الجموع هي توجيه رسالة إلى مجلس الأمن أن الأجدر به أن يأتي إلى الجنوب لتلمس أوضاع شعب الجنوب ويقر تفعيل قراراته, ويلحظ بعينه تميز الثورة الجنوبية, كأفضل نموذج سلمي يشهده العصر الحديث, وكذلك ليرى ظاهرة التصالح والتسامح التي تميز بها هذا الشعب دون غيره».

وأضاف شايف: «هذه الحشود تستحق من مجلس الأمن أن يفعل قراراته المتوقفين حتى اليوم» في إشارة إلى قراري المجلس في حرب صيف 94 رقمي 924, 931 وطالب بوقف إطلاق النار الذي قال إنه ما زال سارياً حتى اليوم.

وقال شايف إن شعب الجنوب ما يزال ينتظر من مجلس الأمن تنفيذ قراريه برفض استخدام حل الخلافات السياسية بالقوة, وهي مستمرة أيضا, حيث إن هناك مساعي لحل قضية الجنوب بمعزل عن إرادة الشارع.

وطالب بتنفيذ التفاوض الفوري بين الطرفين (الشمال والجنوب), كما جاء في قراري مجلس الأمن, ومنح الجنوب حقه في التحرير والاستقلال الكامل.

وستستمر الحشود الجنوبية في عدن حتى اليوم الاثنين. وقال شايف إن هذه « الحشود الجنوبية أتت لتؤكد أن الشعوب هي التي تقرر مصيرها, وما مجلس الأمن إلا نتيجة للتعامل مع الشعوب كأمر واقع كما تعاملوا مع ثورة مصر التي رفضت تدخل أي دولة عظمى إلا بعد سقوط رأس النظامأأ».

من جانبه؛ قال لوكالة «خبر» رئيس مجلس الحراك السلمي بمحافظة لحج, الدكتور ناصر الخبجي. إن فعالية أمس في عدن«رمز ورسالة للجميع ليفهموا أن أي حديث عن الحوار يجب أن يعود للساحات وليس للنخب السياسية».

وأضاف: «لا نريد لثورة تحرير الجنوب أن تكون مثلما حصل في ثورة الشمال وتستحوذ عليها النخب السياسية».

وأضاف الخبجي مجلس الأمن الدولي بالالتفات إلى قضية شعب الجنوب, داعياً إلى «إطلاق مبادرة جديدة للتفاوض بين الشمال والجنوب».

وشهدت, أمس, مدينة المكلا, عاصمة محافظة حضرموت. فعالية مماثلة للحراك شارك فيها أبناء حضرموت الوادي والصحراء ومحافظة المهرة لتحقيق نفس الهدف.

من جانبه, أكد الرئيس اليمني الأسبق, علي ناصر محمد, احترامه وتقديره لشعب الجنوب المكافح. وقال, في رسالة وجهها للجنوب عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي   «فيسبوك»: «نقول لكل أبناء الجنوب بأن رسالتكم أنتم هي التي وصلت.. وفي مقابلها لا يسعنا إلا أن ننحني احتراما لها.. وإجلالا لشعبنا المكافح.. ووقارا أمام تضحياته الجسيمة».

وأضاف:  «تصالحكم وتسامحكم أبهر العالم.. وحراككم السلمي هز العروش والجيوش.. ووحدتكم أوصدت كل أبواب التيه والفراغ».       

زر الذهاب إلى الأعلى