أخبار وتقارير

اعتراض سفينة على الشواطئ اليمنية تحمل أسلحة بينها صواريخ مضادة للطائرات

يمنات – الشارع

قالت وزارة الداخلية اليمنية إن قوات خفر السواحل ضبطت, الأسبوع الماضي, سفينة في مياه اليمن الإقليمية كانت تحوي أسلحة ومتفجرات وصواريخ ارض جو مضادة للطائرات, في حين سارع مسؤولون أمريكيون إلى ترجيح أن السفينة كانت قادمة من إيران في طريقها إلى الحوثيين في اليمن.

وكشف مصدر مسؤول بوزارة الداخلية لوكالة "سبأ" أن قوات خفر السواحل التابعة لقوة الداخلية وبالتعاون مع البحرية الأمريكية اعترضت الأربعاء الماضي سفينة تحمل على متنها كميات من المتفجرات والأسلحة والصواريخ التي دخلت بطريق "غير شرعية".

وقال المصدر إن الأسلحة تشمل صواريخ أرض جو تُحمل بالكتف وتُستخدم لإسقاط الطائرات العسكرية والمدنية, كما تحتوي الشحنة على متفجرات عسكرية من نوع "سي 4" وقذائف 122 سم, وقذائف صاروخية (ا ربي جي), ومعدات تستخدم لصناعة المتفجرات محليا مثل الكبسولات المتفجرة الكترونيا, التفجير الموقوت بالريموت عن بُعد, وتستخدم جميعها في صناعة المفخخات "المحولة باليد والتي تستخدم كلاصق للسيارات أو كألغام أرضية لتفجير العربات".

وأوضح أن طاقم السفينة كان يتكون من 8 بحارة جنسياتهم يمنية, وأن التحقيق معهم لمعرفة مصدر الأسلحة ووجهتها.

وأضاف المصدر أن قوات خفر السواحل والأمن اليمنية تأمل في تحديد نقطة إبحار السفينة التي كانت ترفع أعلاماً مختلفة ومزيفة وذلك تقييم معدات ملاحة السفينة وكذلك سجلات القيد التي تم العثور عليها على متن السفينة.

وأكد مسؤول أمريكي- تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن العملية جرى التنسيق لها مع البحرية الأميركية, وأن مدمرة أمريكية كانت قريبة من موقع اعتراض السفينة.

وابلغ مسؤول آخر "رويترز" أن الشحنة التي تم اعتراضها من المعتقد أنها كانت قادمة من إيران, ومن المرجح أنها كانت مرسلة إلى المتمردين الحوثيين.

وقال المسؤول الأمريكي الثاني الذي تحدث أيضا شريطة عدم الكشف عن هويته: «هذا يبين استمرار التدخل الإيراني الضار في دول أخرى في المنطقة».

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن السلطات في اليمن احتجزت مركبا في مياها الإقليمية مليء بكمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة والأموال, وأن هناك مؤشرات على أن إيران كانت تهرب الشحنة للمتمردين في اليمن برغم رفض إيضاح المزيد من التفاصيل.

وقالت الصحيفة, في سياق تقرير بثته أمس الثلاثاء على موقعها الالكتروني, «إن قوات الأمن اليمنية أوقفت المركب الشراعي وقامت بتفتيشه وعثرت على الأسلحة في غرف التخزين الثلاث المخصصة للشحنات الكبيرة بالمركب بحسب التقارير التي وردت لواشنطن», كما نسبت إلى مسؤولين أمريكيين قولهم «إن هناك دعما أمريكيا تم تقديمه من أجل منع تقدم المركب».

وأشارت الصحيفة إلى أنه اتضح أن الأسلحة كانت تشمل صاروخ (ارض- جو ميثاق- 2 الإيراني) كما أفادت التقارير اليمنية- فإن هذا سيعكس زيادة كبيرة في القوة القاتلة للمتردين.

ونوهت إلى أن الولايات المتحدة اعترفت علنا بأن جهود المساعدة الأمنية جارية مع اليمن وأن الجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) ينخرطان في برنامج سري لاستخدام الطائرات بدون طيار لضرب المتشددين المرتبطين بمنظمة إرهابية ألا وهي (القاعدة) في شبة الجزيرة العربية والموجودة في اليمن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم : «إن الأسلحة التي كانت على متن المركب مصنوعة في إيران وأن نمط الشحن يرتبط بحوادث ماضية لعمليات تهريب إيرانية مشتبهة إلى داخل اليمن», واصفين التهريب بأنه جزء من خطة لإيران من أجل زيادة نفوذها السياسي ووصولها إلى المتمردين وشخصيات سياسية أخرى في اليمن.

وأوضحت أنه من أجل تحديد مصدر الأسلحة بدقة اكبر, فسيتم فحص أدوات الملاحة بالمركب على الأرجح, من أجل تحديد النقطة التي انطلق منها والطريق الذي سلكه, كما سيخضع طاقم المركب للاستجواب.

ورفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقبال مبعوث إيراني زائر العام الماضي في لفتة للتعبير عن "الاستياء" من طهران بعد أن قالت صنعاء إنها اكتشفت شبكة تجسس يقودوها إيرانيون في العاصمة اليمنية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر نسب إلى السفير الأمريكي لدى اليمن جيرالد فايرستاين اتهامه إيران بالعمل مع الانفصاليين الجنوبيين. ويخوض اليمن صراعاً أيضا مع متشددي القاعدة في شمال البلاد.

وقالت الحكومة اليمنية في بيانها إن شحنة الأسلحة تم اعتراضها في المياه اليمنية بالقرب من بحر العرب. وأضافت أن مسؤولين بحرس السواحل اليمني صعدوا إلى السفينة التي ترفع أعلاما متعددة ويوجد بين انفراد طاقمها ثمانية يمنيين.

وقال البيان إن السلطات تواصل التحقق من المسار الملاحي للسفينة بتحليل سجلات الملاحة التي عثر عليها على متنها.

وكانت السلطات اليمنية أعلنت الجمعة أنها ضبطت في مرفأ عدن شحنة جديدة من الأسلحة قادمة من تركيا تتألف من بنادق أوتوماتيكية, وذلك بعد شهرين من ضبط شحنة أسلحة مشابهة في مرفأ عدن قادمة من تركيا أيضا ومخبأة في حاويات تم التصريح عن حمولتهما على أنها مواد غذائية.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن الحاوية التي تم القبض عليها بمحافظة عدن وهي تحمل أسلحة قادمة من تركيا تدخل ضمن عمليات تهريب السلاح من تركيا إلى اليمن بشكل غير شرعي.

وأكدت الخارجية في بيان وزعته على وسائل الإعلام يوم الاثنين, أن سفير تركيا بصنعاء, انتقل إلى عدن فور سماع خبر القبض على السفينة المحملة بالأسلحة, والتقى مسؤولين يمنيين هناك واطلع على الحاوية والتي تحمل عشرة آلاف مسدس صغير الطول و 115 باروده تستطيع إطلاق الطلقات الخلبية, وأوضحت السفارة بالقول إن "إرسالية السلاح المذكورة لا تستند بأي شكل من الأشكال على تصريح أو إذن ممنوح من قبلنا.

إن عمليات تصدير السلاح من تركيا تتم وفقا للتشريعات الدولية الناظمة لهذا الموضوع.

وكذلك فإن تركيا تقوم بإطلاق المنابر الدولية المعنية على المعطيات المتعلقة بهذا الأمر بكل شفافية.

وقال بيان الخارجية التركية إنه "ومثلما جرى في حوادث مماثلة سابقا فيما يتعلق بعمليات تهريب السلاح من تركيا إلى اليمن بشكل غير شرعي فقد تم في هذه المرة أيضا إعلام السلطات التركية المعنية بالأمر. وترحب تركيا بالتعاون الذي أبدته السلطات اليمنية بخصوص هذه الحادثة".

زر الذهاب إلى الأعلى