في انتظار الزوجة الجاهزة.. شباب على رصيف البطالة
المستقلة – خاص ليمنات
البطالة طوق من الجحيم يطوق حياة الشاب ويجعله عاجزاً عن أثبات ذاته وتحقيق كيانه وبناء مستقبله فبعض الشباب ممن قضوا الكثير من سنواتهم ينتظرون فرصة الحصول على العمل يصلون إلى مرحلة تخور فيها قواهم ويتضاءل حماسهم ويتبدد طموحهم.. وفي ظل هذا الوضع- وبسبب اعتمادهم على أسرهم في تدبير نفقاتهم اليومية وتلبية احتياجاتهم ومستلزماتهم الحياتية حتى بعد الزواج وبعضهم قد يجد زوجة لديها الاستعداد أن تتحمل مسؤولية الإنفاق عليه- فلا يفكرون ويجتهدون في البحث عن العمل .. حول هذه القضية وما يترب عليها من سلبيات أجرينا التحقيق التالي وخرجنا بهذه المحصلة .
< تحقيق / آمنة هندي
زواج العاطل عن العمل أفضل
> أم مازن 40سنة قالت : بعض الرجال عندما يكونون عند أهاليهم يكونون أشخاصاً فاشلين لكنهم عندما يتزوجون ينصلح حالهم وتتغير أوضاعهم فالزوجة تربي الرجل وتجبره على تغيير حاله للأفضل وكثير هم الرجال الذين كانوا معتمدين على أهلهم في المصروف والمعيشة لكنهم بعد الزواج تحملوا المسؤولية وتركوا الكسل والاتكال على الآخرين واعتمدوا على أنفسهم وجدوا واجتهدوا وتغيرت حياتهم إلى الأفضل فالزواج يغير الشاب ويجعله أكثر حماساً وبصراحة الأهل أحياناً يكون لهم دور في فشل الأبناء وعدم رغبتهم في العمل.. لكن الزوجة تظل على رأس الزوج وتحاول الضغط عليه لكي يقوم بمسؤولياته ولهذا فإن الزواج للعاطل أفضل وقد يساعده في البحث عن فرص عمل . وتحسين مستواه.
رفض العمل فخيرته بين الخلع والطلاق
>خديجة 28سنة قالت : تزوجت من رجل تنفق عليه أسرته وتحديداً إخوانه المقيمين في السعودية وأنا أعمل مدرسة وأخوانه هم من تحملوا دفع المهر وتكاليف الزواج وأثاث البيت فأهل الفتاة عندما يتقدم الرجل لطلب الزواج من ابنتهم لا يتكلمون في المستقبل وكل ما يهمهم هو المهر ومتطلبات الزواج وإذا كان أهل الزوج ( مرتاحين مادياُ ) لا توجد مشكلة لان أهله بكل تأكيد سوف يساعدونه حتى يقف على رجليه وهكذا تزوجت وعشت معه ثلاث سنوات خلال هذه الفترة كان أخوانه يدفعون إيجار المنزل شهرياً دون تأخير وكانت أمه تطبخ وترسل لنا بالطعام وكنت أدفع فواتير الكهرباء والماء وما أحتاج إليه من ملابس وباقي الأشياء الأخرى مع مرور الوقت شعرت بالخجل منه وربما الملل لأنه أصبح شخصاً أنانياً جداً ينام عند الفجر ويستيقظ بعد الظهر وفوراً يذهب لوالدته ليأخذ منها حق القات ثم يخرن ويسهر وهكذا كل يوم حاولت إصلاحه لكن دون جدوى فكنت كلما أريد أن أعدل في أسلوبه هذا أقابل إما بأن يضربني أو يقول لي أذهبي إلى بيت اهلك شكوت لامه فقالت لي كل شيء نوفره لكي بيت وندفع إيجاره أثاث ولديك أفضل أثاث وتأكلين وتشربين وإذا نقصك شيء راتبك موجود وكانت دائماً ما تقول إن شاء الله ستحملين وستنجبين له وهو سيتغير أجريت كشفاً وعملت بعض الفحوصات ووجدت أنه لا يوجد عندي ما يمنع الإنجاب فطلبت منه أن يفعل مثلي يفحص ويكشف فقامت الدنيا ولم تقعد وفي النهاية قال إنه سعيد بدون أطفال نصحتني والدتي عندما وجدنا أنه لا فائدة منه ومن أهله أن أطلب الطلاق فقلت له أن يأخذ المهر الذي دفعه ويطلقني أو أرفع دعوى خلع في النهاية قبل أن يأخذ المهر ويطلقني وهذا ما حدث والآن علمت أن أهله يبحثون له عن عروس جديدة وأن أخوانه على استعداد تام لتحمل تكاليف زواجه وقد اشتروا له أرضية وسوف يعمرون له عليها بيتاً فالمشكلة- أساساً- منبعها من أهله وطالما أن أهله يدفعون له كل شيء فهو لن يبحث عن عمل.
ظاهرة مكتسبة من الخليج
> د/ ماهر مقبل كلية طب الأسنان قال : هذا النوع من الشباب معظمهم لم يترب داخل اليمن لان كراهية العمل والاعتماد على الآخرين وحب الكسل ظاهرة موجودة في دول الخليج وبكثرة وبعض الشباب اليمني الذي يعيش هناك أو من يغتربون هناك تأثروا بهذا النوع من الرجال واكتسبوا منهم هذا السلوك وأسرهم تساعدهم في الانغماس في هذا من خلال تقديم المال لهم وهذا النوع من الشباب في كل العلاقات المختلفة التي يقيمها ويسعى إليها سواء كانت صداقة أم حباً أم زواجاً فهم يبحثون عن مصادر تمويل وهذا النوع يسهل السيطرة عليه ولهذا قد يستغلون ويتورطون في أشياء قد تسيء إليهم وإلى أسرهم .
أخاف أن يلعب بهم الشيطان
> أم خالد: قالت عندي ثلاثة أولاد شباب أكبرهم خالد عمره 31سنة والثاني 28سنة والثالث 26سنة بدون عمل مستمر عندما اكلم خالد في الزواج يصرخ في وجهي ويقول أنا بعقلي كيف أتزوج وأنا بدون عمل وهذا ما يقوله الثاني والثالث قلت لخالد نبحث لك عن بنت الحلال وإنشاء الله نشحذ ونأتي لها بالمهر فقال لي المهر ليس هو المشكلة , المشكلة السكن والنفقة والحمل والولادة وأخاف أن أموت قبل أن يتزوج أولادي كما أخاف أن يغويهم الشيطان فيقعوا في الحرام لأنهم شباب وعندهم طاقة ولهم رغبات ولا أدري كيف أفعل الله يستر بس.
نساء تحب العاطلين
> مروى ممرضة 27سنة قالت: لي أكثر من صديقة وزميلة وقريبة متزوجات من رجال يأخذون المصروف منهن وحق القات وحتى باكت السيجارة والإنفاق على البيت وقد ذكرت لي منذُ فترة إحدى هؤلاء الصديقات أنها اشترت لزوجها دراجة نارية ليعمل بها ويساعدها في مصروف البيت لكن زوجها سخر منها وقال لها أنا فلان بن فلان تريدينني أن أعمل في (متور ) ويركب خلفي من تفوح منهم الروائح النتنة والكريهة وعندما أرادت أن تبيع المتور قال لها لا وأصبح يستخدمه لمواصلاته الشخصية فبعض الرجال أصبحوا هكذا لكن الملامة تقع على الزوجة التي تسمح بأن يجلس زوجها في البيت وتتولى هي بمفردها مسؤولية العمل وعملية الأنفاق عليه وعلى نفسها وأطفالها فالزوجة التي تفعل هذا تدمر شخصية زوجها وتجعل منه شخصية ضعيفة وفي الواقع توجد نساء يحببن هذا النوع من الرجال لأنهن يشعرن معهم بقوتهن .
بعد الزواج سأجعله يعمل
> أمال 20سنة : أنا مخطوبة لشاب عاطل عن العمل لان والده مغترب في السعودية ويرسل له بالحوالات ويطلب منه البقاء في البيت ولهذا هو عاطل عن العمل وقد أعطاه والده جزءاً من بيته وسوف يتحمل تكاليف زواجه وهذا واجبه كأب وبعد زواجنا لن أجعله يعيش بدون عمل وقد اتفقت معه من ألان أننا بعد شهر العسل يجب عليه أن يسافر السعودية ويعمل هناك مثل والدي ووالده وسوف نعيش مثلهم ولن تكون عندي مشكلة إن شاء الله.
الزمن زمن المرأة وعليها
أن تدفع المهر
فاضل 26سنة قال : والدي يريد تزويجي لكنني لم أوافق على الفتيات اللواتي رشحهن لي لأنهن نصف متعلمات وبدون عمل أنا شاب بدون عمل والدي يريد أن يزوجني جزاه الله خيراً ويريدني أن أسكن معه هذا كرم منه لكن أنا كشاب أعيش بدون عمل وأهلي ينفقون عليّ ولهذا فأنا أريد أن أتزوج فتاة تعمل لكي تنفق على نفسها وليس علىَّ وإذا تحسنت الأوضاع داخل البلد وحصلت على فرصة عمل فسوف أقوم بواجبي نحوها على قدر استطاعتي وإذا لم أجد عملاً فإنها ستكون مضطرة على الانفاق والصرفة على البيت وأنا أيضاً سأكون مضطراً لتقبل هذا الوضع وخصوصاً في ظل وقت عزّ فيه وجود عمل فأنا وغيري كثير فقدنا الأمل في الحصول على فرص عمل وأنا مع أن تقبل الفتاة الزواج من الشاب العاطل إذا كانت تعمل ولديها دخل ثابت لان نصف الشباب في المجتمع هم من العاطلين عن العمل هذه الفئة من الشباب إذا لم تجد من يساعدها في الزواج والخروج من دوامة البطالة فإن كثيراً من الجرائم والبلاوي ستحدث مثل الاغتصاب والتحرشات والزنا فالزمن الآن هو زمن المرأة وعلى المرأة أن تتحمل وتضحي وتتنازل لأنه سيأتي زمان تدفع فيه المرأة اليمنية للرجل المهر كما يحدث في الهند ودول أخرى.
علمني كيف أصطاد ولا تعطني كل يوم سمكة
< أحمد ماجد 27 سنة: كل ما يحتاج إليه الشاب قبل كل شيء هو العمل والأب الذي يقوم بتزويج ابنه ويدفع كل تكاليف الزواج هو مخطئ لأنه بيده وبتصرفه هذا يدخل ابنه في عنق الزجاجة ويتركه يعيش فيها نحن بحاجة لآباء يفكرون فينا صح ويساعدوننا في حل مشكلة البطالة فبدل أن يدفع أموالاً كثيرة لكي يزوجني يفتح لي بها مشروعاً ويجعلني أتزوج وأنا قادر على ملء عين زوجتي والمثل يقول علمني كيف أصيد السمك ولا تعطني كل يوم سمكة , مما لا شك فيه هو أن الشاب العاطل عن العمل عندما يتزوج يتعرض لمواقف كثيرة ويسمع الكثير من الكلام الجارح لي صديق رفعت عليه زوجته قضية نفقة وتسببت له في فضيحة والزوجة التي تجعل زوجها يجلس في البيت وتنفق عليه تريد أن تشعر أنها أفضل منه ولن تسكت وسوف تعايره بكل شيء لان النساء حنانات منانات وهذا طبع النساء وهو شيء معروف عنهن ولهذا أنا أنصح كل عاطل عن العمل ألاّ يُقبل على الزواج حتى يجد عملاً فالله يقول (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) وأنا لا أريد أن تكون زوجتي أفضل مني لمجرد أنها تعمل وتنفق وأنا عاطل.
الغيرة من المرأة العاملة
لطيفة 27 سنة علم نفس : الشراكة بين الزوجين هي أن يتحمل الاثنان المسؤولية الزوج والزوجة والذي لا يجوز ويعتبر ظلماً هو أن تكون الزوجة تعمل وترفض أن تساعد زوجها في مصروف البيت أو أن يجلس الزوج في البيت ويطلب من زوجته مصاريف البيت وحق القات وحق الكهرباء وحق المياه وحق الحلاق وبالنسبة لي أنا أرفض الرجل العاطل وإذا كان راضياً بحاله ومقتنعاً بأن يكون شخصاً اتكالياً فهذا النوع لا يستحق الاحترام والفتاة التي تقبل به وتتزوجه فإنها تستحق ما يحدث لها وما يفعله بها لان هذا النوع لا يحترم المرأة بشكل عام لأنه يغار منها ويشعر معها بعجزه فيحاول احتقارها وضربها وإهانتها ويتلذذ بإذلالها ليقول لها أنه رجل وأنه يستطيع تكسيرها وبعضهم قد يمنعها من الخروج لعملها ثم يسمح لها بذلك ليقول لها أنها تعمل بموافقته وأنه يستطيع منعها متى شاء .
البطالة في اليمن
< بلغت نسبة البطالة بين أوساط الشباب 60 % . وأكد رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي مصطفى نصر أن قضية البطالة بين الشباب أحد أهم القضايا في الشارع اليمني وفي الوطن العربي عموماً، بل إنها قضية أحدثت ثورات الربيع العربي،. وأشار إلى أن تشغيل الشباب يعد إحدى الاولويات التي تهم القطاع الخاص في اليمن، إلى جانب الأمن وسيادة القانون والبنية التحتية، والشراكة الفاعلة والدستور والحوار.
من جانبه قال رئيس فريق الاصلاحات الاقتصادية أحمد بازرعة إن القطاع الخاص في اليمن بإمكانه توفير الكثير من فرص العمل لكنه بحاجة إلى تهيئة الظروف الأمنية والبيئة الاقتصادية الملائمة.