أخبار وتقارير

نذر حرب أهلية تطل برأسها في اليمن

 

يمنات – متابعات

شهدت مدن عدة جنوبي اليمن بوادر حرب أهلية في ضوء اشتداد حالة التوتر الأمني مع استهداف ناشطين جنوبيين سكاناً وعمالاً من محافظات الشمال..

 في وقت دوهمت وأحرقت مقرات لتجمع الإصلاح الذي يقف وراء مهرجان جماهيري مؤيد للوحدة، بالتزامن مع مقتل أحد الناشطين من الحراك وإصابة 10 آخرين بجروح في مواجهات مع قوى الأمن في عدن، بالموازاة مع عصيان مدني في ثلاث محافظات احتجاجاً على مقتل 15 من الناشطين الخميس الماضي.. فيما أكد الرئيس عبدربّه منصور هادي أن وحدة التراب اليمني هي أساس المواطنة المتساوية.

وقالت مصادر محلية لـ «البيان» إن نشطاء من الحراك الجنوبي واصلوا مهاجمة ممتلكات المنحدرين من المحافظات الشمالية في مدينة الشحر وغيل باوزير في محافظة حضرموت كما أضرموا النيران في محلات عدة يمتلكها أو يعمل بها شماليون، كما امتدت هذه الأعمال إلى مدينة عدن ومحافظة الضالع التي شهدت أول مواجهة مسلحة بين سكان شماليين وجنوبيين.

وبحسب المصادر فإن عناصر مسلحة من الحراك الجنوبي، أغلقت طريق صنعاء عدن في شمال مدينة الضالع ومنعت سكان مدينة قعطبة المجاورة من المرور إلى سوق لبيع القات يقع في نقطة حدودية سابقة وان الاشتباكات تسببت في مقتل أحد سكان قعطبة، في حين رد أولئك بالمثل ومنعوا سكان الضالع من المرور في مدينتهم واحتجزوا عدداً من السيارات، وأدت الاشتباكات إلى مقتل أحد المنحدرين من مدينة الضالع..

إحراق مقر «الإصلاح»

وطبقاً لمصادر محلية فإن نشطاء في الحراك الجنوبي أحرقوا مقر فرع تجمع الإصلاح في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، كما قام آخرون بإحراق مقر للتجمع في محافظة أبين رداً على تبنيه احتفالاً جماهيرياً مؤيداً للرئيس هادي وللوحدة أقيم في مدينة عدن منذ يومين.

إلى ذلك، قال مصدر في مستشفى النقيب إن «شخصاً قتل وأصيب 10 آخرون بجروح» في حين أكدت مصادر الحراك أن القتيل والجرحى من أنصاره بعد اشتباكات مع قوات الأمن.

وأفادت مصادر طبية بأن رجلاً مسناً لقي حتفه خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الحكومية ومسلحين يعتقد أنهم من الحراك الجنوبي الانفصالي في مدينة عدن (جنوب).

وقالت مصادر مسؤولة إن اجتماعاً طارئاً يضم قيادات السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الجنوبية ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد يعقد حالياً لتدارس تلك التطورات وخيارات التعامل مع «موجة العنف المتصاعدة في الجنوب».

وتحاول القوات الحكومية السيطرة على الموقف وإعادة فتح الطرقات التي أغلقها مسلحو الحراك فيما تسمع أصوات الأعيرة النارية بشكل متقطع في المناطق التي تشهد اضطرابات. فيما دعت بعض فصائل الحراك الجنوبي أمس إلى عصيان مدني لقي استجابة جزئية في ثلاث مدن جنوبية هي عدن والمكلا والضالع، حسبما أفاد شهود عيان.

عصيان ثلاثي

وشهدت عدن موجة عنف جديدة حيث قام شبان غاضبون بإغلاق الطرقات بالحجارة وإشعال النيران في الإطارات احتجاجاً على مقتل 15 شخصاً خلال المواجهات مع قوات الأمن في التظاهرات الداعية للانفصال في عدن.. فيما قال سكان في المدينة إنهم سمعوا إطلاق رصاص في أحياء عدة في المدينة لم يتبين مصدرها، لكن السلطات تحدثت عن وجود مسلحين من أنصار الحراك يجبرون الناس على الالتزام بدعوة العصيان.

إلى ذلك، قالت السلطات إن قائد الأمن المركزي في محافظة حضرموت العقيد عبدالوهاب الوالي نجا أمس من محاولة اغتيال فاشلة نفذها مسلحون مجهولون في منطقة روكب بساحل حضرموت نتج عنها إصابة اثنين من مرافقيه إصابة خفيفة ومتوسطة، إذ سبق للوالي أن تعرض العام الماضي لمحاولة اغتيال نتج عنها مقتل اثنين من مرافقيه وإصابة أربعة آخرين.

وحسب وزارة الداخلية فإن أربعة من جنود قوات الأمن المركزي في المكلا أصيبـوا أثنـاء محاولتهم إنهاء حالة الشغب قام بها مجموعة من العناصر «التخريبية» عندما قطعوا الطرقات وأحرقوا الإطارات في الشوارع وحرقوا مقراً لحزب الإصلاح.

هادي: وحدة اليمن أساس المواطنة

فيما كانت مدن الجنوب تشهد أعمال عنف ضد المنحدرين من الشمال، قال الرئيس عبدربّه منصور هادي إن وحدة التراب اليمني هي أساس المواطنة المتساوية.

وقال هادي، خلال زيارته لقيادة القوات الجوية: «نشدد على سلامة ووحدة الوطن لا شمال ولا جنوب لا غرب ولا شرق وحدة التراب اليمني هي أساس مبدئي للمواطنة المتساوية والعيش الكريم لكل أبناء اليمن».

وأضاف: «الله أعطى اليمن موقعاً جغرافياً مهماً جداً ويتصل بأمن واستقرار المنطقة والعالم، حيث يمثل خليج عدن وباب المندب شرياناً ملاحياً مهماً جداً جداً، وتعرضه للزعزعة الأمنية يؤثر تأثيراً خطيراً على الاقتصاد والتبادل التجاري العالمي ومن أجل ذلك سارعت الدول الخمس دائمة العضوية بالتشاور مع دول مجلس التعاون الخليجي وتجاوب المجتمع الدولي بأسره من أجل سلامة وأمن واستقرار اليمن وتجنيبه الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر».

المصدر: البيان – محمد الغباري

زر الذهاب إلى الأعلى