أدب وفن

شمس الدجى – شعر / عمر النهمي

ردا على قصيدة فؤاد الحميري والتي تحمل عنوان (الشمس اصدق إنباء من الكتبِ)

الشمس أكثر إحراقاً من اللهبِ

في نارها النارين بين الزور والكذبِ

عذراً فؤاد فإن الشمس مظلمة

مذ أطفئ الإصلاح شعاعها الذهبي

انظر إلى شمس التجمع هل ترى ؟

غير السواد بوجهها الشحبِ

شمسٌ على الجدرانِ قد رسُمت بالفحمِ كيف تُضيء؟!يا عجبي

ما نفع شمس باللحى احتجبت.. سيان إن تبـــدوا.. وإن تغبِ

من أين يأتي النور يا وطني؟! والليل يقفز من هدب إلى هدبِ

من أين يأتي فجر امتنا؟! والشمس معتمةٌ والسيف من خشبِ

شمس التجمع ( يا فؤاد) غدت عشا لخفاش الدماء …عتبي

كانت بدار الشيخ جاريةً وغدت أسيرةَ صاحب الرتبِ

إني كفرت بالإصلاح مهتدياً وهتفت يا( شمس الدجى) احتجبي

***
ماذا أتانا..من تجمعكم هذا سوى المأسة ..فلتجبِ

ماذا أتانا من عمائمكم ووراءها يتربص الشيطان بي

ماذا أستفدنا من مشائخكم كم من عجوزٍ بالرؤى عصبي

ماذا سمعنا من منابركم هذه سوى التهريج والصخبِ

ماذا كسبنا من قيادتكم عبدوا أمير النفط والذهبِ

ماذا أتانا يا سعادتكم منكم سوى الأحزان والكربِ

ماذا استفدنا من تحرركم تمشون بالريمونت كاللُعبِ

الناطقون باسم الله لا خجل الحافظون الدين في علبِ

المطعمون من لحمي موائدهم الشاربون المزن من سحبي

المالئون من مالي خزائنهم الصاعدون على أكتاف منتخبِ

المنتشون من دمعات أرملة الراقصون على أنات منتحبِ

الثائرون وفي الخليج خيامهم السالكون نهج الحاكم العربي

الخائضون بالفتوى معاركهم الصامدون في الساحات بالهربِ

الجاعلون دين الله مختصرا ما بين اللحى الحمراء والشنبِ

الطائرون ودمع الناس أجنحة طاروا بها ليلا إلى الشهبِ

الزارعون الشوك في حدائقنا الحاصدون ما أثمرنا من عنبِ

الزائفون بلا وجه يحددهم الغامضون بلا اسم ولا لقبِ

الصالحون لم نلمس لهم اثرٌ وهل الصلاح بالتخريب والشغبِ

المطعمون أهل الجوع ثرثرة المطفئون جحيم الأرض بالحطبِ

النابحون من مصرٍ إلى عدنٍ الناهقون من غزة إلى حلبِ

غنوا بأوجاع الشهيد كما غنى الغراب بمسرح الطربِ

الحارسون..من يا ربي يحرسنا؟! من ضابط رضع الدماء صبي

الطيبون وفي الحجاج قدوتهم والسالكون خطى أبي لهبِ

الطالبون العلم من عمائمهم البارعون بالإفتاء والخطبِ

العادلون وفي زوجاتهم مثلاً فوق الثلاث فيا حسرة العزبِ

بالخصيتين يفكرون وقد خبروا الحياة بين الكرش والركبِ
الراكضون إلى الوراء قدماً المشرقون بلا ضوء ولا لهبِ

السائرون لا دربٌ ولا جهةٌ الأولون بلا أصل ولا نسبِ

الخادمون في ديوان قاتلنا النائمون في أحضان مغتصبي

المبحرون في عرقي لغايتهم الرابحون من جهدي ومن تعبي

الدامعون وخلف الدمع مصيدة تبكي التماسيح دونما سببِ

الواهبون..أيدهم في محفظتي الخيرون ظنوا الخير في طلبي

القادمون من كهف الظلام إلى ارض الضياء بالأحزان والكرب

المبدعون لست أرى مواهبهم البارعون بالإفتاء والخطبِ

الصامتون ..يا للقبح إن نطقوا .. حلت عليهم لعنتي ، غضبي

هاهم عبيد الشمس وأسفي بلقيس إن القوم لم يتبِ

ضربوا العمائم فوق أدمغة تلفت فقاد الفكر فينا غبي


****

 

بشرى الذي بالايدز مبتليٌ قد جاء مفتي الدار بالعجبِ

في السر أجرى ألف تجربةٍ كانت على الخرواع والقصب ِ

ومضى يبيع العشب أدوية مع حبة السوداء في العلبِ

وله من الخشخاش معجزةٌ حلٌ لضعف الجنسِ والجربِ


****


يا شعبي الموجوع معذرةً تعب الدواء من جرحٍ ومن تعبِ

ما مات زرع الحقل من عطشٍ

ما مات من قحطٍ ومن جدبِ

لكنه حزب الجراد مضى

يجتـــاح حقل ربيعنـــا العــربي 

زر الذهاب إلى الأعلى