فضاء حر

العراك كوسيلة لمواجهة الحراك

يمنات

ليست المسألة في أن يجوز 'أو لايجوز ' تنظيم فعاليات مؤيدة للوحدة في المحافظات الجنوبية. المسألة هي ماإذا كانت هذه الفعاليات 'الأسلوب الأمثل لحل قضية الجنوب' قضية الوحدة أم لا ؟



سنفترض مشروعية تنظيم مثل هذه الفعاليات السلمية 'طالما وأن الامر يتعلق بخيارات الناس بشأن تقرير المصير ' وليس بمجرد احتجاجات بهدف إسقاط النظام 'كما هو الحال بالنسبة لثورات الربيع العربي مثلا. التي لايسوغ. معها للنظام 'مطلقا 'تنظيم فعاليات وحشود مضادة 'مؤيدة ' بإعتبار ألا حاجة للمؤيدين الى ذلك بالنظر الى أن النظام الذي يخرجون لتأييده يمثلهم اساسا. ولكن 'مع ذلك ' يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا الاسلوب هو الاسلوب الامثل للحفاظ على الوحدة ؟ قائما 'واكثر الحاحا. 

ذلك أن هناك إجماعا وطنيا ' ودوليا ايضا' على عدالة القضية الجنوبية ' حسبما يعلن ' من جهة. وهناك نقاطا اجمعت عليها القوى الوطنية' حسبما تجلى في فنية الحوار' قولا بأن البدء في تنفيذها ' يمثل خطوة لابد منها من اجل التهيئة للحوار وبمايضمن مشاركة الحراك 'من جهة أخرى. وبالتالي فإن اللجوء الى تنظيم الفعاليات المؤيدة تلك ' مع افتراض جوازه بالطبع'ليس له من معني سوى. الإيحاء بالنكوص عن تنفيذ تلك النقاط ' والتشكيك بصدقية الاقوال 'المعلنة ' القائلة بعدالة القضية الجنوبية' والقضاء على ماتبقى من ثقة لدى الجنوبيين بشأن مجمل مزاعم حل قضيتهم حلا عادلا…الخ. 

والاسوأ من كل ذلك هو أن المهرجان الرسمي المقام في عدن اليوم' بدى ارتجاليا وهزيلا 'بما لايقاس 'مع المهرجان الكبير 'الذي اقامه الحراك' اليوم ايضا 'في احدى المدن الثانوية بمحافظة حضرموت. مايجعل النتائج عكسية على كل المستويات. 

القضايا الوطنية تتطلب حلولا (وطنية) مسئولة.

منقول من صفحة الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى