حقوق وحريات ومجتمع مدني

فاطمة فتيني: قانون الغاب يحگمنا.. ونحن ضحايا التزوير والتضليل

المستقلة خاص ليمنات

لا تكاد منطقة من مناطق الحديدة تخلو من قضايا نهب الأراضي بطريقةٍ أو بأخرى، تتعدد صور النهب والاستحواذ وتختلف أشكال الظلم الذي يتعرض له أبناء تهامة البسطاء باختلاف أدواته ووسائله، وتتعدد وجوه المظلومين بملامحهم البائسة، بينما يبقى الظلم هو الجريمة المتجددة، وتبقى الأرض هي القضية التي لم يتسع لها ملف العدالة بعد..

“هذه الدنيا غابة من الذئاب المفترسة.. القوي يأكل الضعيف” تلك هي الخلاصة التي توصلت إليها الحاجة فاطمة قائد محمد فتيني، بنت مديرية الخوخة، بعد رحلة طويلةٍ من المتاعب بحثاً عن العدالة، بحثاً عن أرضٍ مسلوبة، وفقاً لما تكشفه سطور شكواها الطافحة أنيناً وألماً.. تقول الحاجة فاطمة لمراسل “المستقلة” غمدان أبو علي: “قضيتي محصورةٌ بين التزوير والتضليل، تزوير الأقوال والحقائق، وتظليل العدالة..

تؤكد فاطمة أن خصومها بدأوا بتزوير أقوالهم مدعين أن ورثة الأرض ماتوا، وأنها بعد أن رفعت دعواها إلى المحكمة وشرحت قضيتها خلال الجلستين الأولى والثانية، كلفت محامياً للترافع عنها في الجلسة الثالثة، غير أن هذا المحامي استغل هذا التكليف لتحقيق مصالحه الشخصية، حيث كشفت أوراقه خلال الجلسة الرابعة عن ورقة صلح توصل إليها مع خصمها دون علمها، وبما يلحق بقضيتها ضرراً بليغاً.. وتستغرب الحاجة فاطمة مما حدث قائلة: “لقد أعطوا لأنفسهم الحق في الصلح، مع أن الأرض ليست ملكهم” مشيرة إلى أن قضيتها واضحة ومفهومة للجميع، حيث أن خصمها الذي يعمل على انتزاع أرضها بالقوة يستخدم أوراق تضليل، وأن البصيرة التي بيد غريمها منقولة وليست (أصل)، ولا مسجلة في سجل رسمي، وفيها بصمات ليست صحيحة – بحسب ما ذكرته الشاكية..

وتفيد الحاجة فاطمة أنها اعترضت على البصمات- لأن السنة التي أرخت بها البصيرة لم تكن البصمات موجودة، كما اعترضت على كاتب البصيرة لأنه- كما تقول-  وقد صدر عليه حكم جنائي بخصوص التضليل، لكنها وجدت اعتراضها أمام المحكمة كانت بلا فائدة، وكان قدرها أن تواجه أشخاصاً “كل همهم الطمع والجري وراء أراضي الفقراء والضعفاء، لأنهم يمتلكون القوة والسلطة والجاه والمال”.. وتؤكد فاطمة فتيني أن هذه الأرضية ليست الوحيدة فحسب التي تعود لجدها، بل أن هناك أراضٍي كثيرة بسط عليها الجشعون والطماعون وناهبو الأراضي، الذين يحرمون الضعيف من حقه ومن العيش في “هذه الدنيا التي كل ما فيها النهب والسرقة”، قناعة ترسخت لدى الحاجة فاطمة بفعل إحساسها بالظلم وقلة الحيلة..

وجدت الشاكية مؤخراً- بحسب إفادتها- أن هناك سماسرة يبتاعون ويشترون بأراضي الناس الضعفاء وأن الجهات المعنية تعرفهم تماماً، لكنها تقف إلى جانب الظلمة وتترك المظلومين الذين لا يملكون سوى رفع أيديهم إلى الله لينتقم لهم، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب..


وتناشد فاطمة فتيني النائب العام ورئيس مجلس القضاء الأعلى وجميع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية العمل من أجل إنصافها ومساعدتها على استعادة حقوق وأراضي أرامل ومساكين وأيتام ليس لهم أب يحميهم أو أخ يستندون إليه، ويواجهون خصوماً لديهم القوة والنفوذ والأموال وكل ما يعينهم على ممارسة الظلم واستلاب حقوق الضعفاء..

زر الذهاب إلى الأعلى