أخبار وتقارير

القوى التقليدية في المؤتمر والإصلاح تبدأ مشاورات بشأن القضية الجنوبية بما يضمن بقاء هيمنتها السياسية وتحكمها بالقرار السياسي

يمنات – صنعاء

قالت مصادر سياسية مطلعة بالعاصمة اليمنية صنعاء ان مشاورات سياسية مكثفة عقدت بصورة سرية خلال الايام القليلة الماضية بين قيادات من حزبي الإصلاح والمؤتمر بهدف الخروج بموقف سياسي موحد حيال قضية الجنوب عند مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني الذي يعقد في صنعاء حاليا.

وقال قيادي جنوبي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام (طلب عدم الكشف عن هويته ) لـ"عدن الغد" ان قيادات من حزبي الإصلاح والمؤتمر عقدت خلال الأيام القليلة الماضية عدد من اللقاءات السرية ضمت قيادات من الحزبين بهدف التشاور والتوصل إلى رؤية سياسية موحدة حول الحل الممكن لقضية الجنوب عند طرحها من قبل الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء .

وقال المصدر لـ "عدن الغد" ان هذه اللقاءات جأت بهدف تجنب اتخاذ أيا من قيادات الحزبين موقفا سياسيا يمنح قضية الجنوب أي حلول قد تكون مضرة بقوى النفوذ في الشمالي وتحديدا في حزبي الإصلاح والمؤتمر .

واشار المصدر إلى ان الحزبين بهدف التوصل إلى رؤية سياسية موحدة يقوم الحزبان بالتمسك بها في مواجهة أي مطالب جنوبية بمنح الجنوبيين حق تقرير المصير أو انتهاج نظام فيدرالي يقوم على اساس شمال وجنوب .

وقال المصدر ان حزبي الإصلاح والمؤتمر يهدفان من هذه المشاورات عدم منح الجنوبيين فرصة الاستفراد بايا  من حزبي الإصلاح والمؤتمر والضغط عليه لأجل الخروج باي مكاسب سياسية هامة لأجل قضية الجنوب .

يذكر أن القوى التقليدية في تجمع الإصلاح تجاهر بإبقاء النظام المركزي، في حين يبدو موقف المؤتمر ضبابيا في هذا الجانب، حيث يرى الرئيس السابق صالح الذي لا يزال يحتفظ بمنصب رئيس الحزب بأن الفيدرالية مقدمة للانفصال، في حين تدعو كثير من قيادي المؤتمر لتبني الفيدرالية.

وتتسق اطروحات الرئيس السابق صالح مع ما طرحه الشيخ صادق الأحمر المحسوب على الجناح القبلي في تجمع الإصلاح.

ويبدو الجناح السلفي أكثر تشددا في موضوع المركزية، حيث يرى أن الانفصال مقدمة لتمزق اليمن، وتربط تصريحات قيادات سلفية في تجمع الإصلاح بين الدين والوحدة، حيث ترى أن الفيدرالية أقرب إلى الكفر.

ولا يزال موقف الجناح العسكري للإصلاح غير واضحا، حيث يلزم اللواء علي محسن الصمت حتى الآن، لكن مواقع الكترونية مقربة منه وصحفيين محسوبين عليه، بدأ بمهاجمة الفيدرالية، واعتبرها مقدمة لتمزيق اليمن إلى دويلات صغيرة.

وفيما يبدو أن حلفا سيبدأ في التخلف للقوى التقليدية، بهدف اجهاض أي توجه نحو الفيدرالية، وبالتالي إعادة احياء النظام السابق، وتدشين مرحلة جديدة من القمع، ستضع البلد على شفا جرف من الانهيار والتفكك.

زر الذهاب إلى الأعلى