فضاء حر

لـ”الشارع” أنا انتمي

يمنات

الصديقات و الأصدقاء و الرفيقات و الرفاق.. أعلم أن اسمي قد ورد في قائمة الحوار و ذلك بعد أن رفضت التقديم في المرحلة الأولى و قام الكثيرون ممن أعزهم و أحترمهم بالحديث معي مطولاً قبل أيام عن أهمية الأن أقف إلى جانب المشروع المدني و أن لا أتخاذل و أترك مكاني للقوى الرجعية.. وافقت على مضض على شريطة أن أنسحب في أي وقت أردت إذا ما شعرت بعدم قدرتي على المواصلة, و ها أنا اليوم أستيقظ على اسمي في الصحف ضمن القائمة التي جعلتني أدرك أن حدسي كان في محله..

أنا لا أستطيع أن أُصنف كجنوبية أو شمالية كما صنفتني القائمة… و لا أستطيع أن أترك عملي الذي لا أتقاضى عنه الكثير لكنه يشبع شغفي بين الكتب و الأوراق و الشارع لأتقاضى مالاً للقيام بالحوار باسم الشعب الذي يموت جوعاً.. أنا لا أنكر أن أحد الأعذار التي استخدمتها كانت أنني لا أستطيع ترك عملي, فكان الجواب هو أنني سأتقاضى مبلغاً و هذا ليس عيباً و لا ألوم على الشرفاء و الشريفات الذين و اللاتي التحقوا و التحقن لكني لا زالت أنا.. الهتيفة العشرينية… البسيطة التي لا تزال تشعر باللا انتماء في الفنادق الفخمة و السيارات الفارهة… قلبي الغض الذي نزف قبل الأوان و لا يزال لا يحتمل كل هذا لا يحتمل استمارة تسأل عن شهادة ميلادي و معتقد بين خلجات صدري.. قلبي الغض ممزق إلى أشلاء لا أعلم متى ستلتئم و لا يمكنني أن أحضر حفل افتتاح في أرقى فنادق البلاد في ذكرى اليوم الذي انتحبت في روحي و غادرتني بلا رجعة لتسرق مني عمراً لم أعشه.. أتمنى لكل من شاركت و شارك التوفيق.. و سأدعمكن و أدعمكم بكل ما أملك على الأرض و في الشارع طيلة دفاعكم عن يمن مدني نحلم به و لا أنتقص منكن و منكم و لا أخون و لا أنتقد بل إن منكن و منكم من قدمت و قدم للوطن أضعاف ما يمكنني أن أقدم.. و لكني أصغر من كل هذا الذي يحدث و لا أحتمل الجلوس مع قاتل ناصر و نزار و حسن و لا أقوى على أن أسجن في أروقة يدفع إيجارها بمال يكفي لإطعام و علاج و تعليم شعبي.. في يوم إعلان اسمي أود أن أقول أنني لا أستطيع.. أنا لست سياسية.. أنا الهتيفة البسيطة التي تمر كل بضعة أشهر بهيستيريا جنونية من بكاء الفقد في حضرة الغياب فلتعذروني و تسامحوا غيابي عن "المرحلة" فمرحلتي لا توائم العام و إنما ستكون بانتظاركم في الشارع يوماً ما لنهتف من جديد: "يا شباب اليمن يا عمال يا فلاحين.. ضد القوى الرجعية نبني الدولة المدنية و نسقي بدمانا اليمن السعيد.." و إلى ذلك الحين أتمنى للجميع التوفيق و أكرر استعدادي على دعم حاملات و حاملي المشروع المدني في الحوار الوطني بكل ما أملك و لشجاعتهن و شجاعتهم كل الاحترام..

من حائط الكاتبة على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى