فضاء حر

مؤتمر الحوار واورق التهديد والوعيد !

يمنات

عشية انعقاد المؤتمر وعلى هامش التحضير له قال احد اعضاء لجنة الحوار في تصريح له بث مساء الجمعة من قناة اليمن اليوم " بان مجلس الامن سيتدخل حين يتأكد بان هناك من يعمل على افشال مؤتمر الحوار وقد يحيله الى محكمة الجنايات الدولية " ……يا لطيف !

سواء كان ما ورد في التصريح السابق بخصوص معاقبة مجلس الامن والجنايات الدولية لكل طرف او شخص يمكن ان يتهم بإفشال الحوار هي الحقيقة المبيتة فعلا من قبل القوى النافذة في السلطة او كانت بهدف الضغط السياسي على اطراف الحوار فان النتيجة واحدة وهي الاستقواء بالخارج ضد اطراف في الداخل واستخدام مجلس الامن نفسه كعصا للتهديد والتلويح بالعقوبة وبالتالي يكون سقف الحوار قد حدد سلفا وتم تقييد المشاركين فيه بقيود عديدة تنتقص من حريتهم وتخفض من سقف مطالبهم وتضغط عليهم لقبول الحاصل او ما سبق ترتيبه والاتفاق عليه من خارج المؤتمر.

على هذه الخلفية من التهديد افهم بعض اسباب رفض الحراك او بعض فصائله للمشاركة في الحوار واتوقع ان يكون الموقف الصحيح والمنطقي لمن قرر المشاركة وقدم اسماء ممثليه الى لجنة الحوار ان يشترط وقبل اي شيء اخر ضرورة ازالة اسم السيد علي سالم البيض من القرار الاممي السابق كشرط ضروري وقطعي قبل الموافقة على اي شيء اخر والا فهي الخيانة والتواطؤ على الاستقواء بالخارج ضد الخصوم بالداخل ما قد ينعكس على بقية الاطراف وتحديدا كل من ستختلف مع السلطة الانتقالية اليوم او في المستقبل وسواء اثناء المؤتمر او بعد انعقاده.

مالم يشترط الحراك الجنوبي وبقية اطراف الحوار ضرورة ازالة اسم البيض وحتى اسم صالح نفسه من بيان مجلس الامن السابق الذي نص على انهما من معرقلي المبادرة فعلى الساكتين او الفرحين ان ينتظروا تفعيل القرار ودخول اخرين ضمن القائمة قريبا واثناء انعقاد مؤتمر الحوار وجلساته المختلفة او حتى بعد انعقاده وظهور بوادر لفشله وبحث السلطة الانتقالية والقوى النافذة فيها عن طرف او خصم – اي خصم – لتحميله نتائج الفشل وتغطي به عجزها ونواياها السيئة تجاه المؤتمر وتجاه الاخرين ايضا.

اوراق الضغط الداخلية والخارجية التي يلوح بها البعض ضد الاخرين عشية انعقاد المؤتمر خطيرة ولا تسهم في توفير اجواء صحية للحوار ولإمكانية المراهنة على نجاحه ولو بالحد الادنى والعكس تماما فان تأثيرها سلبي 100%

هناك تخوف حقيقي من قبل اطراف وفئات عديدة اليوم وبعد قرار مجلس الامن السابق ضد علي سالم البيض تحديدا بان كل من سيعترض على اي نقطة من نقاط الحوار او ينسحب من اعمال المؤتمر سيتم اعتباره معرقلا للحوار والمبادرة ويحال اسمه الى مجلس الامن ومحكمة الجنايات الدولية وهذا ما اكدته بالضبط تصريحات السيد صلاح الصيادي الاخيرة ..!

 

وبهذا المعنى يكون مجلس الامن نفسه "عصا" فوق راس المتحاورين وكل من رفع راسه وقال "كيني والا ميني" يضرب بالعصا ويحال فورا الى محكمة الجنايات الدولية……..اليس كذلك !

طيب اين حرية المتحاورين وحقهم في ان يطرحوا كل قضاياهم بدون خوف طالما ومجلس الامن والجنايات الدولية احد اوراق الضغط والتلويح بالعقاب.

لا جدية في الحوار ولا امكانية للوصول الى حل طالما وكل المعطيات تقول:بأن الارادة السياسية والمصداقية غائبة لدى المعنيين بالمؤتمر وان الهدف هو عمل مهرجان خطابي وعلى الجميع ان يبصم بالخمس ويستلم بدل بصم وبدل حوار وبدل سفر..

 

*امانتكم بعيالي !

يقال بان الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر رحمه الله لم يرحل الا بعد ان اوصى اليمنيين جميعا بعياله وبضرورة توزيع الحصص فيما بينهم بالعدل والتساوي ووفقا للآية الكريمة "للذكر مثل حض الانثيين "وقيل ايضا بان اخر كلمة نطقها الشيخ عبد الله -رحمه الله- هي تلك العبارة الشهيرة التي كانت ولا تزال تدوي في مسامعنا.." امانتكم بعيالي"

وعلى خلفية حصص آل الاحمر في مؤتمر الحوار فقد قال الراوي نفسه بان احد اهم مهام السلطة الانتقالية والمشترك واطراف الحوار الوطني والمشرفين على المبادرة الخليجية والمؤتمر الوطني للحوار هي الوفاء بالأمانة وبوصية الشيخ في عياله.

 

*الاشتراكي يطالب ……!

 

الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني سبق وان طالبت عبر بيان حنان طنان بإقالة محافظ عدن وكل المسئولين الاداريين الامنيين الذين اشرفوا على عملية القتل بعد مهرجان 21فبراير.

ترى هل نسيت الامانة العامة للحزب بيانها الاخير؟ ام ان البيان كان بهدف تهدئة النفوس واسقاط واجب ليس الا؟

بالمناسبة نذكر الامانة العامة "الهيئة" بان حزبنا مشارك في الحكومة وله ثلاثة وزراء فيها ويستطيع اتخاذ قرارا تجاه المتسببين بالأحداث في عدن وحضرموت من داخل الحكومة او يعلق عضويته انشاء او حتى يهدد بتعليقها.. اليس كذلك ؟

من يملك قرار المحاسبة لا يصح ان يصدر بيان الادانة او الشجب !

 

*حصص الجنوب بلا معنى !

ربما يكون عدد الجنوبيين اكثر من عدد الشماليين في مؤتمر الحوار وعلى رغم ان هذا له علاقة بـ"الفهلوة" وبمحاولة الالتفاف على القضية الجنوبية اكثر من علاقته بالسياسة وبالمواطنة الا ان كثرة العدد والحصص لن تحل القضية الجنوبية ولن تغير شيئا في المعادلة ولا في طبيعة الحوار ونتائج المؤتمر بقدر ما ستعقده وتفترض -وبالتالي تكرس- دخول كل الاطراف الى طاولة الحوار وهي مأزومة ومتوترة وقابلة للانقسام الجهوي والشطري من اول جلسة من جلسات المؤتمر و لأبسط خلاف قد يحدث هنا او هناك .

المشكلة ليست في المناصفة بالحصص ولا في زيادة الحصص بقدر ما هي في توفر الارادة والجدية والمصداقية وهي التي لم تتوفر بعد..

لو كان هنالك جدية في الحوار لكفى الحراك الجنوبي ممثلا واحدا في لجان الحوار

 

* مؤتمر الضغط الدولي !

حرية المتحاورين منتقصة بل معدومة في مؤتمر الحوار الوطني..

لا جدية ولا حرية في الحوار طالما والعسكر والقبائل يضغطون على المتحاورين من فوقهم ومجلس الامن والجنايات الدولية تضغط عليهم من خلفهم ومجلس التعاون واللجنة الخاصة تضغط من تحتهم وبأدواته الموجودة على الارض "عساكر وقبائل وريالات قطرية وسعودية" وهات يا ضغط يسد الانفاس..

وعلى خلفية كل هذه الضغوط اقترح تسميته بمؤتمر الضغط الدولي بدلا من مؤتمر الحوار الوطني..

 

*تغريدة

بعد جلسة الخطابات والتصفيق ستكون الجلسة الثانية من اعمال المؤتمر الوطني مخصصة لفتح باب المزاد لشراء حصص الفالتين من الاحزاب والقضايا وهم كثير..

ولذلك فلن تغرب شمس اليوم الاول لمؤتمر الحوار الا وقد ارتفعت حصص "الخبرة والجماعة" الى ثلاثة اضعاف مما يمتلكونه الان في قوائمهم الاصلية والفرعية !

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى