أخبار وتقارير

الإصلاح.. يهدم قواعد الثورة ويبني قواعد الثروة

يمنات – ابو نظمي
في مؤشر واضح على التضحية بشركائه في المشترك بعد استنزاف سمعتها الجماهيرية جراء استخدامه لها لصالحه إبان الثورة الشعبية في 11 فبراير 2011م، ينسج الإصلاح من جديد ما تمزق ويوصل ما تقطع من عرى تحالفه القديم مع المؤتمر الشعبي العام حسب ما جاء في صحيفة أخبار اليوم في عددها الصادر الجمعة والتي أشارت إلى وجود مشاورات بين الإصلاح والمؤتمر حول تبادل موقعي وزارتي النفط (مؤتمر) والمالية (إصلاح).
جزئية المشاورات بين الحزبين و تبادل الحقيبتين بين الحزبين إن صحت تؤكد أن هناك توجهاً جديداً إصلاحياً يؤسس من خلاله لبناء استراتيجية تقوم على إنهاء الافتراق مع المؤتمر وخلق مشترك يبدد عوامل الصراع ويسوي أرضيته لمواجهة قوى الثورة الحقيقية المتنامية يوماً بعد يوم وبالتالي تحييد المؤتمر من استغلال فرصة الثأر لنفسه إذا ما دخل (الإصلاح) في مواجهة مع حركة أنصار الله بإسناد من قوات الجيش المنشق بقيادة اللواء محسن بل وتلك التي يسيطر عليها رئيس الجمهورية خصوصاً بعد اشاراته التي تحدث بها أثناء لقائه مع التحالف المشيخي لآل الأحمر من أنصار الله إذا لم يسلموا أسلحتهم فإنه لا فرق بينهم وبين القاعدة..
وهو مؤشر خطير ودلالة على مخطط هدفه القضاء على مناوئ لسياسة التقاسم والمحاصصة والاستئثار من خلال ضرب كل مقومات التوازن السياسي لصالح فصيل معين هو حزب الإصلاح وبناء عليه فإن ما تم تسريبه لصحيفة أخبار اليوم المقربة من محسن حول المشاورات الإصلاحية المؤتمرية ليس سوى عملية جس نبض لردود الفعل الجماهيرية والقوى الثورية والسياسية الأخرى.
ظل حزب الإصلاح ومراكز القوى العسكرية والقبلية المتحالفة معه يصم بقنواته وخطاباته وجمعات ستينية وتصريحات قياداته آذان الجماهير معدداً ومفنداً جرائم النظام السابق الأسري العفاشي, منذ انطلاق ثورة ال11 من فبراير 2011م ناسباً سمة العفاشية والثورة المضادة إلى كل من انتقد نهجه وأساليبه في ساحات الثورة أو خارجها في عملية نفسية هدف منها إلى زرع يقينيه ثوريه في نفوس الجماهير و أن الافتراق مع نظام صالح حقيقة ماثلة ومسار لا يمكن التراجع عنه باعتباره مصدر كل الشرور التي أصابت اليمن..
إن التقارب الذي يتم تقصير مسافته اليوم بين الإصلاح والمؤتمر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقائق أهمها:
أن التحاق الإصلاح وحلفائه بثورة 11 فبراير لم يكن سوى مناورة لاحتواء الثورة وحصرها على نفسه اعتماداً على قدراته المادية ووسائله الإعلامية وفرقة المنشق علي محسن الذي ناصب صالح العداء جراء حرمانه من الوصول إلى سده الحكم وفق اتفاق مسبق عقب اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي وكان له ما أراد من احتواء حقق له التحكم بمسار الثورة وحرف أهدافها الوطنية إلى مسار أهدافه وأهداف حلفائه ليصبح نداً لصالح الذي لم يغب عن المشهد السياسي وظل مؤثراً إلى اليوم بفعل التحاق الإصلاح وحلفائه بساحات الثورة وتضحيتهم بحلم اليمنيين بدولة مدنية حديثة تقوم على قواعد العدل والمساواة بين كل أفراد المجتمع.
وأما الحقيقة الثانية فتتمثل في اجترار خيوط التحالف القديم للانقضاض على مخرجات الحوار التي يرى أنها غير محققه لطموحاته في الاستئثار بالسلطة خصوصاً وأنها منحت الجنوبيين 50٪ من الثروة والسلطة وهو ما يسعى لوأده اليوم من خلال تبادل موقعي المالية والنفط مع حليفه القديم المؤتمر الشعبي العام سعياً للسيطرة على منابع النفط في الجنوب والتي تتشكل حمايتها الأمنية من قوات الفرقة الأولى مدرع.
الحقيقة الثالثة تتجلى بالإدراك المبكر لجبهة انقاذ الثورة لمرامي التحاق القوى التقليدية وعلى رأسها الإصلاح بالثورة وكفاحها المستمر وفضحها لمخطط التآمر على الثورة وخطابها الكاشف له تحذيراتها المستمرة ونداءاتها منذ انطلاق الثورة والتحاق محسن بها في 21 مارس 2011م وذلك للقوى الثورية الحقيقية وكل الشرفاء بضرورة مواجهة سيناريو الاحتواء وأهداف الاستئثار التي يسعى الى تحقيقها الإصلاح وحلفائه من القوى التقليدية التي مارست نفس السيناريو مع ثورة سبتمبر 1962م.

زر الذهاب إلى الأعلى