فضاء حر

اليمن وخساسة «الشقيقية»

يمنات

في مواجهة التجار النشطة المرتبطة بعمليات تهريب المخدرات والأسلحة والهجرة غير الشرعية’ انتهجت الولايات المتحدة تجاه جارتها "المكسيك" سياسة تقوم على معالجة الأسباب المؤدية لمثل الأنشطة المضرة بأمن وحياة المجتمع الأمريكي, كنتيجة طبيعية لحالات الفقر والبطالة التي يعاني منها المواطن المكسيكي.

من هذا المنطلق ضاعفت من استثماراتها هناك وإيجاد مشاريع الفرص الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من السياسيات الاقتصادية الناجحة, ما قاد النهاية الى امتصاص نسبة كبيرة من البطالة, وبالتالي الحد من الأعمال غير المشروعة. هكذا يفكر العقل "الفرنجي" النصراني, اليهودي.

على عكسها, يمضي خدام "لقارتين" الأمريكية والأوروبية بالإيغال في ممارسة سياسيات الاستعلاء والتحضير تجاه جارهم اليمن, بعد أن فشل اليمنيون في إيجاد الدولة الوطنية القادرة على استغلال ثروات البلد, على كثرتها, بما يحفظ كرامة مواطنيها واستقلال قرارهم الوطني.

"خيركم وشركم من اليمن, من هذه المقولة, التي أطلقها مؤسس البداوة السعودية, ينطلق ملوك السعودية في تعاطيهم مع الشأن اليمني, مع ان مثل هذه المقولات الساذجة لا تصلح كقاعدة للتعامل بين الدول.

لا يملك السعوديون أسباب الشعور بالتميز, أو أيا "من مقومات الإحساس بالتفوق؛ غير ثروة نفطية في باطن الأرض وهبها الله كرمال شهداء غزوتي بدر وأحد, ليفضون عائداتها في إيذاء الغير, ومسخ المواطن السعودي الذي لا يجيد سوى التفحيط, والحرص على ارتداء ملابسه التقليدية في أي مدن في العالم استجلاباً للعاهرات, إضافة الى إهدار في إطلاق قنوات الجمال والخيول والتهريج الشعبي. وماذا تنتظر من أناس حولوا حتى بيت الله وقبلة المسلمين الى ساحة للقاءات الغرامية؟!".

بالتأكيد نحن اليمنيين أدرى بخساسة السياسة السعودية؛ بحكم الجوار, وما يطالنا منها منذ تشكلت المملكة, والتي تتلخص بالعمل على كل ما من شأنه أن يؤدي الى بقاء اليمن دولة ضعيفة وغير مستقرة, تريد يمنا يسمح حالة بمعرفة كم طلقة رصاص في مخازن قواته المسلحة, وكم ريالاً في بنكه المركزي.. تسعى دوما الى ترسيخ سلطة يمنية تتعامل في ظلها مع الرئيس لوحده, ومع رئيس الوزراء على انفراد, ومع رئيس مجلس النواب كذلك, تدعم المشائخ والقادة العسكريين وكبار رجالات الدولة بالمال والرواتب الشهرية, وكذلك القوى السلفية التي لا يتجاوز اهتماماتها مسائل الحيض والنفاس والتنظير الديني في وجوب طاعة ولي الأمر.

ما زالت الأسرة السعودية تعيش عقدة فترة حكم الشهيد الحمدي ومشروعه الوطني الذي قام على أساس بناء الدولة اليمنية الحديثة والوطنية المستقلة, والذي تولت وأشرفت مباشرة على عملية اغتياله عبر سفارتها بصنعاء, في تدخل سافر ينتهك كرامة المواطن اليمني وسيادته الوطنية.

وحتى لا يتكرر هذا النموذج, مضت في البحث عن البديل المناسب, ولم تجد أفضل من رأس النظام السابق؛ إذ كان الرجل وفيا لها ومقدما لها ما لم تكن تطمح بالحصول عليه وأكثر مما كان مطلوباً منه, بعد أن دمر البلد وشعبه اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا واخلاقيا, لدرجة السماح لها بضرب محافظة يمنية ما حدث فيها هو شأن داخلي في النهاية.

الى هنا وكفى تملقاً للنظام السعودية, كفى خطابات دبلوماسية لا تؤكل عيشاً ولا تحفظ كرامة, على المملكة أن تعي حقيقة موقف اليمنيين ومشارعهم تجاه سياساتها.

إننا لن نغفر لها اذاها المستمر, ودم الحمدي… ومن المهم أن نهمس في أذانهم ان اليمن تمتلك من الإمكانيات ما يغنيها عن الصدقات السعودية. وإن طول الحدود الممتد لأكثر من 1200كم سيكلفها كثيراً, ما لم تتركنا وشأننا… كما حقد على هذا البلد مؤسس البداوة وما ولد!

عن: الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى