أخبار وتقارير

إصرار شباب «مسيرة الحقوق والكرامة» على الوصول إلى منفذ الطوال والطابور السعودي يحاول منعها

يمنات – الشارع – خالد مسعد

منعت قوات عسكرية ومسلحون بلباس مدني, يشرف عليهم مشائخ وقيادات أمنية عسكرية, أمس الأول "مسيرة الحقوق والكرامة" القادمة سيراً على الأقدام من مدينة الحديدة, من الوصول الى منفذ الطوال الحدودي للتنديد ببناء المملكة العربية السعودية للجدار العازل.

وتمركزت قوات عسكرية وأمنية ومسلحون مدنيون في "منطقة البتارية" الفاصلة بين مديرية "الزهرة" التابعة لمحافظة الحديدة, ومديرية "عبس" التابعة لمحافظة حجة, ومنعوا المسيرة من الدخول الى مديرية عبس, التي يقع فيها منفذ الطوال مع السعودية, حيث كانت المسيرة تعتزم الوصول الى هناك, للتعبير عن احتجاجها لبناء الجدار العازل ومعاملة المغتربين اليمنيين في السعودية.

ووصلت المسيرة الى "البتارية" مدخل عبس, قبل أذان مغرب أمس, وأوقفت هناك بالقوة الجنود والمسلحين بعد يوم واحد من قمعها بالعنف والرصاص الحي, واعتقال عدد من أفرادها, امس الأول, في منطقة "الخشم" من قبل أطقم عسكرية ومسلحين مدنيين.

وقامت عشرة أطقم, ستة منها تابعة للواء 25 ميكا, المرابط في مديرية عبس, و4 تابعة لإدارة امن عبس, إضافة الى مسلحين مرافقين لنائب محافظ حجة, أمين القدمي, بمنع المسيرة عن دخول عبس.

واضطرت المسيرة الى التوقف والمبيت في منطقة "البتارية", بعد أن تم تهديدها باستخدام العنف ضدها لمنعها من مواصلة سيرها نحو المنفذ الحدودي.

وشارك أمين القدمي, وقائد اللواء 25 ميكا, ومدير مديرية عبس, ناصر الحاج, مدير أمن المديرية, قحطان الشيبة, في منع المسيرة من التوجه الى منفذ الطوال للتنديد بالجدار العازل.

ومنذ صلاة عصر أمس؛ انتشرت القوة العسكرية والأمنية, والمسلحون المدنيون, على مشارف مدخل عبس, من أجل منع المسيرة التي عاودت سيرها على الأقدام, صباح أمس, من مدينة الحديدة ومصادرة الصوتيات الخاصة بالمسيرة.

وقال لـ"الشارع" الدكتور إبراهيم الإدريسي, مسؤول الحشد ومناصرة للمسيرة, إنهم "استطاعوا تجاوز مشكلة المنع في منطقة الخشم بعد أن تم الإفراج على زملائهم الذين تم اعتقالهم, أمس الأول, دون أن يوضح كيف تمت عملية الإفراج.

وأفاد الإدريسي أنهم استأنفوا مسيرتهم, أمس, من منطقة "القناوص" التابعة للحديدة, منذ الصباح الباكر مشياً على الأقدام.

واستمرت القوات العسكرية والأمنية والمسلحون, حتى وقت متأخر من مساء أمس, في منع المسيرة من مواصلة سيرها.

وبعد الثامنة من مساء أمس؛ خرج العشرات من أهالي مديرية عبس, على دراجات نارية وسيارات, الى المسيرة, معلنين تأييدهم لها, نافين ما قاله أمين القدمي, نائب محافظة حجة, من أن أهالي عبس يرفضون دخول المسيرة الى أراضيهم.

وكان أمين القدمي, وبقية القادة العسكريين والأمنيين, تمركزوا في "البتارية" مدخل عبس, لمنع المسيرة من مواصلة سيرها الى منذ الطوال للتنديد بإجراءات السعودية في منع الجدار العازل, والمعاملة السيئة التي تقوم بعا تجاه المغتربين اليمنيين لديها. وأبلغ القدمي, ومن معه المشاركين في المسيرة بعدم السماح لهم بدخول أراضي مديرية عبس, كون أهلها يرفضون ذلك, وسيستخدمون القوة والعنف.

وخاطب القدمي المسيرة قائلاً: يا شباب.. يا شباب ما تعملوه يؤثر على مصلحة البلد. عبروا عن آرائكم في محافظة الحديدة, او صنعاء, للأمانة يا شباب لا يمكن دخولكم أراضي عبس, والمناطقة المجاورة. هناك قبائل مسلحة منتشرة لمنعكم من ذلك, وأنا أخاف تحدث كارثة".

ورد أحد شباب المسيرة على القدمي بالقول: "لن نرجع.. لن نركع, ولن نخشى أي مسلح".

وارتفعت هتافات الشباب المشاركين في المسيرة. وحاول القدمي, وقائد اللواء 25 ميكا, إقناع شباب المسيرة بالعودة الى الحديدة, إلا إن الشباب رفضوا ذلك, وبعد مغرب امس الأول؛ طلب القدمي من المشاركين أن يتناولوا وجبة العشاء على حسابه: "الآن نتعشى وبعدين سهل.. وبعدين نتحاور يكون بيننا عيش وملح", إلا ان إبراهيم الإدريسي, مسؤول الحشد, رفض دعوة القدمي للعشاء, وقال له إن شباب المسيرة "يتعشوا فول اصطحبوه معهم" داعياً القدمي لتناول العشاء في ضيافة المسيرة.

وأبلغ "الشارع" إبراهيم الإدريسي أن القدمي "سحبه على جانب" وطلب منه إقناع الشباب المشاركين في المسيرة بالعودة الى الحديدة, مبرراً طلبه هذا بأن إصراهم على دخول عبس سيسبب بمشاكل كبيرة.

وقال الإدريسي إنه رد على القدمي بالقول إن المشاركين في المسيرة خرجوا لممارسة حقهم القانوني, وإنهم سينامون في هذه المنطقة, وسيواصلون مع شروق شمس اليوم, سيرهم الى منفذ الطوال "مهما كان التحديات والعقبات".

من جهة أخرى؛ عبر عدد كبير من أهالي عبس عن استيائهم من منع المسيرة من المرور في اراضيهم, وتجمع عدد كبير منهم في الشارع العام, وأكدوا أنهم سوف يستقبلون المسيرة وسيشاركون فيها.

وتقدر المسيرة بنحو 300 شخص, يطالبون بإيقاف بناء الجدار العازل وإيقاف التعسفات التي تُمارس ضد المغتربين اليمنيين في السعودية, وإعادة النظر في اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية, وعدم المصادقة النهائية عليها إلا بعد عرضها للاستفتاء الشعبي, ورفض الوصاية السعودية والتدخل في الشؤون اليمنية, إضافة الى تعزيز علاقة المحبة والأخوة بين الشعبيين الشقيقين.

زر الذهاب إلى الأعلى