أخبار وتقارير

باسندوة في القاهرة لتشكيل جبهة جنوبية ممولة من قطر

يمنات – البلاغ

وصل رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة إلى القاهرة في زيارة مفاجئة على متن طائرة تابعة للملكة الأردنية قادماً من عمان, في وقت كان من المتوقع أن يصل إلى اليمن بعد خروجه من المستشفى.

مصادر مطلعة أشارت إلى أن زيارة باسندوة إلى القاهرة جاءت بناء على طلب من قبل قيادات جنوبية وذلك بهدف التباحُث حول القضية الجنوبية, وتطورات الأحداث فيها, وخصوصا عقب انسحاب احمد بن فريد الصريمة- نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني, رئيس فريق عمل القضية الجنوبية السابق- والذي سبق لـ"باسندوة" أن عارض مشاركته في الحوار الوطني وتعيينه نائبا لرئيس المؤتمر على خلفية خلافات ثُنائية بينهما, وهو الأمر الذي دفع باسندوة إلى مقاطعة مؤتمر الحوار الوطني, حيث من المتوقع أن يعرض باسندوة على القيادات الجنوبية تشكيل جبهة جنوبية تدعم خيار معالجة القضية الجنوبية بكل أبعادها تحت سقف الوحدة الوطنية, وذلك في مواجهة للجبهة التي يتزعمها علي سالم البيض والتي تطالبُ بفك الارتباط, واستعادة دولة الجنوب.

الجبهة المزمع تشكيلها تحظى بدعم ومساندة قطرية اخوانية, وذلك بهدف مواجهة القوى الجنوبية المطالبة بالانفصال من أجل كسب ود الرئيس هادي خلال المرحلة المقبلة, حيث من المتوقع إشهار هذه الجبهة الجنوبية الجديدة فور عودة باسندوة إلى اليمن وذلك لضمان حصولها على نسبة تمثيل داخل مؤتمر الحوار الوطني كرافد من روافد القضية الجنوبية.

وتضم هذه الجبهة قيادات جنوبية اخوانية مقيمة في مصر، بالإضافة إلى بعض السياسيين والأكاديميين المقيمين في القاهرة.

وذكرت المصادر أن هناك ترتيبات لعقد مؤتمر جنوبي تحت إطار الوحدة, وذلك في وقت يستعد أنصار الحراك الجنوبي الانفصالي إلى إعلان فك الارتباط من جانب واحد.

سياسيون اعتبروا استخدام باسندوة ورقة القضية الجنوبية أشبه برسالة تهديد للرئيس هادي, في ظل التسريبات التي تحدثت عن تدهور العلاقة بين هادي وباسندوة بعد أن أبدى هادي رغبته في البحث عن شخصية تخلف باسندوة في رئاسة الحكومة بعد أن اثبت فشله في إدارة الحكومة, وتسبب في وقوع صراعات وأزمات جديدة تؤثر على سير عملية التسوية السياسية, وخصوصاً فيما يتعلق بقرارات إقصاء الكوادر محسوبة على الإصلاح وأولاد الأحمر.

إلى ذلك يرى البعض أن زيارة باسندوة للقاهرة تحمل أيضا أهدافا أخرى, ومنها ما يتعلق بالتباحث مع جماعة الإخوان المسلمين التي تحكم مصر و أوجه العلاقات وسبل الدفع بها نحو الأمام في ظل المتغيرات التي شهدتها المنطقة, حيث من المتوقع أن يطلع باسندوة على مشروع أخونة الدولة في مصر؛ وذلك بهدف الاستفادة منه في اليمن, ومن المتوقع أن يقوم باسندوة بزيارة عدد من جرحى الثورة الذين يتلقون العلاج في المستشفيات المصرية؛ وذلك من اجل إعطاء زيارته لمصر الطابع الرسمي, وتخفيف الضغوطات الإعلامية التي تُمارس عليه نظرا لعدم عودته إلى ارض الوطن لممارسة مهامه, وخصوصا عقب تعثر الحكومة في عقد اجتماعها الأسبوعي؛ بسبب الخلاف حول من يرأس الاجتماع في ظل غياب باسندوة غير المنطقي في ظل الأوضاع غير المستقرة في البلاد.

ويرى مراقبون أن حالة اللامبالاة التي يتعامل بها باسندوة تستدعي تدخل الرئيس هادي لوضع حد لها والعمل على  ضبط إيقاع أداء الحكومة، وإلزام رئيسها بالحيادية, وتغليب المصلحة الوطنية, والعمل على تهيئة الأجواء أمام استكمال ما بقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, وإيقاف كافة الممارسات والقرارات التعسفية والإقصائية والتي من شأنها التأثير على سير عملية الحوار الوطني الشامل, والعمل على التعامل مع كافة الأطراف والقوى السياسية بحيادية والوقوف على مسافة متساوية من الجميع دونما انحياز أو تعصب.

زر الذهاب إلى الأعلى