أخبار وتقارير

لعنة التحرشات تطارد النواعم إلى البيوت..!!

المستقلة خاص ليمنات

الشيء المؤسف أن مجتمعنا يحمل المرأة أكثر مما ينبغي لها أن تتحمل ويلقي عليها باللوم حتى عندما تكون هي الضحية أو المجني عليها ويتمادى بتحميلها وزر ما ارتكبه الرجل ضدها  من جرائم مثل الاغتصاب والتحرشات الجنسية  بكل أنواعها وأشكالها وهو ما يجعل الكثير من النواعم يلزمن الصمت إزاء الكثير من الانتهاكات التي تمارس ضدهن ليس خوفاً وإنما لكونهن يعلمن جيداً أن المجتمع سيلقي باللوم عليهن في نهاية المطاف، بل وسيتهمهن بأن الرجل كان مدفوعاً منهن لممارسة ما اقترفه ضدهن من اعتداءات وجرائم , فمن الذي علمنا هذه الثقافة الغير عادلة ؟ وهل بالإمكان تغييرها؟ ولماذا تلود المرأة إلى الصمت في كثير من الأحيان حين تتعرض للتحرشات  الإجابة على هذه الأسئلة بالإضافة إلى حكايات لنساء تعرضن للظلم والعنف من قبل الرجل ووجدن المجتمع يحملهن وزر ما حدث لهن ضمن هذا التحقيق..

تحقيق/ آمنة هندي

تحرش  في الشارع ورمي بالأحذية

> أم مهند 29سنة قالت: في إحدى المرات  استمر شخص يلاحقني ويسمعني بعض العبارات الخادشة للحياء فلم أرد عليه وظل يمشي خلفي وعندما أسرع يسرع هو وكان الجميع يشاهد هذا ولم يقل له أحد عيب أو ما يصلحش وفي مكان به زحام شديد تمادى بقلة الزدب وشعرت به وهو يحاول أن يلمس مكاناً حساساً في جسدي فأخذت حذائي ورميت به عليه فغضب وشتمني فشتمته وهنا أحتج الناس على موقفي وسمعت أحدهم يقول لي لو كنتِ بنت ناس ومحترمة ما فعلت هكذا, فبالله عليكم ماذا فعلت لقد دافعت عن نفسي.. الرجل لثلاث ساعات وهو يلاحقني ويسمعني عبارات خادشة للحياء وبصوت مرتفع ثم اعتدى عليّ فلم يقل له أحد شيئاً وعندما دافعت عن كرامتي وشرفي يلقى باللوم عليه .  

 مفاهيم خاطئة

> هناء يوسف 21سنة قالت : السبب في أن المجتمع يحمل المرأة الأخطاء التي يرتكبها الرجل ضد النساء هو الاعتقاد الخاطئ الذي يرى بأن المرأة  وسيلة الشيطان لإغواء آدم وهذا النوع من المفاهيم يوجد في المجتمعات الذكورية التي بنت ثقافتها على تمجيد الرجل وإعطائه الحق في كل شيء . 


التحرشات وصلت للبيوت

> نهلة 24سنة قالت : كنت أتعرض للمعاكسات فقالوا لي أنت السبب حقك البالطوه ضيق فاستبدلته ببالطوه واسع ولم تتوقف المعاكسات فقالوا أنت السبب المشي حقك دلع فمشيت مثل العسكر والمعاكسات كما هي لم تتوقف فقالوا أنت السبب لأنك اخترتِ نغمة جوال مثيرة فاخترتِ لجوالي أنشودة دينية والمعاكسات يا خلق الله ما زالت كما هي فقالوا لي لن تتوقف المعاكسات يا حواء  وأنتن تخرجن من بيوتكن , فقلت المعاكسات لم تعد في الشارع فقط فحتى ونحن في بيوتنا نتعرض للمعاكسات والتحرشات عبر الجوالات وإلايميل  والمرأة هي السبب من وجهة نظر المجتمع وهذا غير صحيح لان أكبر شيء تطمح له المرآة هو أن تعيش بأمان .


مدرس  يتحرش  بطالبته

> سالمة عيسي ناشطة حقوقية قالت :  تواصلت معي فتاة قالت لي إنها تعاني من مضايقات من قبل رجل كان مدرساً لها بالمدرسة وكان كما قالت يحاول مضايقتها وهي ما تزال طالبة بالمدرسة ومع ذلك كانت تسكت وتصبر وتغض النظر عن تصرفاته الصبيانية ولم تفتح فمها بكلمة لأنها كانت تعلم أنها لو تكلمت فإن أسرتها لن تسمح لها بمواصلة دراستها  فسكتت وصبرت وتحملت وظلت  تحاول أن تتجنبه قدر المستطاع , وتخرجت من المدرسة لكن هذا الشخص ظل يلاحقها في الدورات التدريبية وفي الشارع  ولأنها لم تستطع أن تشكوه خوفاُ من أن يمنعها أهلها من الخروج , زاد في التمادي فقررت أن تلجا إلي وتطلب مساعدتي وأنا كناشطة حقوقية ذهبت لمديرة المدرسة التي يدرس بها وتحدثت معها في القضية وقالت لي أنها سوف تستدعى هذا المدرس وتوقفه عند حده وبعد يوم وجدتها تتصل بي وتقول بأن لا صحة لما أدعته تلك الفتاة والأدهى والأمر أن الجميع قاموا بإرجاع الموضوع إلى الفتاة ومما قالته المديرة أن تلك الفتاة مريضة نفسياً , وأنها تتوهم فقط أن هذا المدرس يلاحقها , وهذا غير صحيح وعندما سألت عن سلوكها لم أجد عليها أي شيء , فهي فتاة بشهادة المديرة والمدرسات محترمة ومؤدبة حالها وحال نفسها وطيلة فترة الدراسة لم يصدر منها ما  يسيء إلى أخلاقها  وكان تفسيرهن الوحيد لما تقوله عن المدرس بأنها فتاة غير جميلة لذلك تحاول أن تثبت لنفسها من خلال هذه القصة الخيالية أنها فتاة جميلة ومرغوب بها , وكانت النتيجة أن ندمت الفتاة ندماً شديداً وحبست نفسها في البيت ورفضت أن تخرج بعد ذلك , وهذا  دليل على أن المجتمع يقف مع الطرف الذكوري والأقوى .


حدث يتباهى باغتصاب طفلة

> لطيفة 26سنة مدرسة قالت : في حارتنا تعرضت طفلة للاغتصاب من قبل حدث عمره “15سنة “ فلم يسجن الحدث سوى شهر واحد فقط , وخرج بعدها معتبراً نفسه عنتر زمانه يتباهى بفعلته أمام الجميع وبأنه لم يستطع أحد أن يفعل به  شيئاً وأصبح يتحدث عن جريمته وكأنها منجز عظيم وبدون حياء أو خجل , بينما الطفلة انتهى مستقبلها وضاع شرفها  وأصبحت حديث الجيران و الناس , والمشكلة أن أهل الحدث لم يشعروا بالإحراج مما فعله ابنهم بالطفلة بل على العكس أخذوا يدافعون عنه وكأنه لم يفعل شيئاً  ,أما  أهل الطفلة فقد شعروا بالعار والمهانة والخزي فباعوا بيتهم وانتقلوا إلى مكان أخر , والمسئول عن مثل هذه المفارقات الغريبة والعجيبة الذي يمجد عنطزة الذكور وينظر إلى المرأة على أنها مثل الزجاج أبسط شيء يمكن أن يخدشه ويتسبب في تلفه .


قسوة غير مبررة

> عبد الله صغير مدرس 41سنة قال: عندما يغتصب الرجل فتاة أو يتحرش بها كثيراً ما يقال هي السبب وعموماً عندما يخون زوج زوجته  يقال بأنها السبب مثل هذه الأمور تحدث في مجتمعنا وفي كل الأحوال المرأة هي التي تلام , يزني الرجل فيقولون نزوة , ويُزنى بالمرآة فيقولون فاجرة وزانية , فإذا نظرنا لحكم الله سنجد أن الله ساوى بين الرجل والمرأة في مسألة الثواب والعقاب , لكن الحاصل أن المجتمع يقسو على المرأة خصوصاً عندما تتعرض للأذى على يد الرجل والأسباب عديدة منها البعد عن الشريعة الإسلامية والاعتقاد ببعض العادات والتقاليد التي تتعارض مع تعاليم الدين، وعدم وجود حوار بين الآباء والأبناء وكذا التأثير السلبي لوسائل الأعلام وبعض والقنوات الفضائية  .

 

(خريجة سجون) لأنها سألت عن زوجها

> أما الشاب غالب القديمي من منظمات حريات للتنمية وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان بالحديدة فقال : المجتمع بصريح العبارة لا يرحم المرأة ويميز في تعامله بين الجنسين فالرجل لو دخل السجن في جريمة بشعة مثل الاغتصاب أو مارس الدعارة أو ارتكب أي جريمة أخرى , عندما يخرج من السجن يعود لممارسة حياته بشكل طبيعي , أما المرأة فلو دخلت السجن -ولو ظلماً- تتبرأ منها أسرتها ولا تجد من يأتي لأخذها من السجن فتبقى في السجن سنوات طويلة تنتظر هناك دون فائدة , وقد وقفت بنفسي قبل فترة من الآن على قصة أمرأة غاب عنها زوجها  ولم تعلم عنه شيئاً وكان يصرف  لها راتب زوجها لمدة ثلاثة أشهر , فلم تحتمل وذهبت تسأل عن زوجها فتم حبسها بدون قضية وبدون تحقيق لعدة أشهر وأفرج عنها بعد ذلك.. هذا المرآة عندما خرجت من السجن وجدت المجتمع ينظر إليها على أنها خريجة سجون , فالمجتمع- كما ذكرت سلفاً -لا يرحم المرأة ويصدر عليها أحكامه دون أن يسألها ودون أن يسمع دفاعها عن نفسها , ولهذا تتعرض للكثير من الظلم والانتهاكات  , لهذا قد يعتدى عليها فتفضل ألا تذهب لقسم الشرطة أو البحث الجنائي لتشتكي لأنها تعلم أن المجتمع لن يرحمها لذا نجد كثيراً ممن يعتدون على النساء يفعلون فعائلهم بدم بارد ودونما خوف من عقاب فالضحية في النهاية ستفضل الصمت على الحديث .    


 التفسير الخاطئ لناقصات عقل ودين  

> حنان النجاشي , تخصص مختبرات: مع الأسف الشديد نحن تربينا على مفاهيم معظمها خاطئة ولم نحاول أن نغيرها لأنها أصبحت جزءاً من ثقافتنا المجتمعية وهناك بعض التفسيرات الخاطئة لبعض العبارات التي جاءت في السنة مثل:- النساء ناقصات عقل ودين والتي دائماً ما تفسر تفسيراً خاطئاً بسبب الجهل وقلة المعرفة بأمور الدين ولهذا نجد من يفسر هذه  العبارة على أن عقل المرأة ناقص فلا توجد عندها الحكمة ولا بعد النظر ولا المنطق ولا تحسن إدراك الأمور وناقصة دين فهي قد لا تتورع عن فعل أي شيء بينما الرجل كامل العقل والدين , فالعبارة تعني أن المرأة قد تمتنع عن بعض العبادات مثل الصلاة والصوم بسبب “ الدورة الشهرية “  وهناك عبارات قيلت عن المرأة من أدباء ومفكرين غربيين وعرب تتحدث عن المرأة وكأنها هي الشيطان الذي يغوى الناس ويزين لهم فعل الفواحش والمحرمات وأنا أعتبر كل هذه  الأقوال بمثابة الفيروسات التي تخرب العقول وتعمل على فهم المرآة بشكل خاطئ وغير صحيح.

 

مطلقة تصرخ: أنا ظلمني أبي

> نادية 25سنة قالت : تزوجت رغم أني كنت أريد أن أكمل تعليمي لكن والدي أصر على أن أتزوج وأنا صغيرة جداً.. لم أجد من يقنع والدي بأن يدعني أكمل تعليمي أولاً, كان الجميع يقف ضدي تزوجت وحاولت أن أعيش حياتي الجديدة لكن الرجل الذي تزوجته لم يكن قلبه يخاف الله , ظلمني وعذبني دون وجه حق وفي الأخير طلقني , وجدت نفسي فتاة صغيرة ومطلقة وكان كل شيء في حياتي ممنوعاً عليَّ , الخروج ممنوع , التعليم ممنوع , أن أقول رأيي في شيء ممنوع , وكل هذا لأنني أصبحت مطلقة , عشت فترة طويلة كأني في سجن وحياتي عذاب  فكنت أبكي وأرفض الطعام لأيام حتى هزل جسدي وعانيت من الأمراض  وبعد ثلاث سنوات وافق والدي أن أكمل تعليمي , وبعد دراستي وحصولي على عمل وجدت في العمل أيضاً أن المجتمع ينظر للمرأة المطلقة  نظرة دونية ووجدت فتيات مثلي مطلقات لكنهن يحاولن إخفاء طلاقهن عن الجميع حتى لا تلاحقهن الإشاعات والكلام وحتى الذئاب البشرية تعتبر المرأة المطلقة فريسة سهلة , بينما الرجل لو تزوج وطلق سبعين مرة لا يحصل له شيء ولا أحد يتكلم عليه وفي الواقع مثل هذه النظرة لن تتغير بسهولة لأنها محصلة لتراكمات مضت عليها سنون وربما عقود من الأفكار التي أصبحت تشكل ثقافة المجتمع , وتغيير هذه الثقافة ليس بالسهل . 


قانون للرفق بالقوارير

> المحامي صغير العماري قال : المرأة دائماً تخاف من المجتمع ومما قد يقوله عنها فتسكت وتتعذب وتعاني وبهذا الخصوص توجد في الواقع بعض الفتيات اللواتي يتعرضن لتحرشات من المحارم مثل الأخ وتظل تسكت وتسكت فيتطور الوضع حتى يصل إلى زنا محارم والفتاة لا تعرف في هذه الحالة إلى من تذهب وإلى من تلجاْ , فإذا قلنا إن المجتمع لا يرحم المرأة وأن ثقافته موجهة ضدها فهي في هكذا وضع بحاجة لقانون يجبر المجتمع على أن يرحمها فقانون الأحوال الشخصية مثلاً اهتم بقضايا المرآة الشخصية في الزواج والطلاق والخلع والفسخ والعدة والنفقة والرضاعة والحضانة وغيرها من القضايا لكنه أهمل الجانب الذي ينظم العلاقات الأسرية ويحفظ للمرأة الكثير من حقوقها . 

 

السكوت عن معاكسات السوق

 > فتحية 23سنة قالت : كنت ذات يوم مع أخي في السوق , وكان هناك رجل يحاول معاكستي دون أن يدع أخي يلحظ ذلك وعندما لم أحتمل حركاته السخيفة , أخبرت أخي بالموضوع فما كان منه إلا أن رجع بي إلى البيت وقام بضربي والتهجم علي بالكلام الجارح واتهمني  بأنني  قد فعلت شيئاً أثار ذلك الرجل وجعله يعاكسني , وقال أنه من سابع المستحيل أن يعاكس الرجل المرأة إلا إذا كانت المرأة قد أعطته مؤشرات تطلب منه القيام بذلك , ومنذ ذلك الحين قررت ألا أخبر أهلي بشيء مما قد يحدث لي في الشارع أو على الهاتف من معاكسات وأن أخفي عنهم أي شيء يحدث لي من مثل هذه المواضيع لحماية نفسي من بطشهم.

زر الذهاب إلى الأعلى