إجتماعية

حادث سير يگشف سر هروب (حليمة) من إب إلى العاصمة

المستقلة خاص ليمات

في إحدى قرى ريف اللواء الأخضر محافظة إب نشأت علاقة حب جارفة كبرت وشائجها ونمت عراها لتجمع بين خفتيها في السر بين شاب طائش يدعى أمير وفتاة تدعى حليمة التي قيل إنها متعددة العلاقات مع المراهقين من شباب قريتها الصغيرة فهي تعيش في فضاء مفتوح من الحرية المطلقة فوالدها غائب عن القرية بشكل دائم وطيلة وقته يعمل في المدينة ووالدتها مطلقة وتعيش حليمة بمفردها إلى جانب جدتها العجوز التي بلغ بها تقدم العمر حداً لم تعد تعي فيه ما يدور حولها من أفعال وتصرفات حفيدتها..

أخذت حليمة تنسج شباك حنانها العنكبوتية حول قلب عاشقها الشاب أمير وراحت توهمه بأنه بسمة حياتها وحب عمرها الوحيد وأنها لن تسمح لأحد غيره كائناً من كان أن يمس شعرة من جسدها ففتح لها قلبه المغرم وسلمها مفاتيح الثقة باقتناع تام وتصور بأن حليمة ملك له وحده، وعندما  كان أقرانه يسردون لأمير حكاياتهم معها يثور غضباً في وجوههم ويتهمهم باختلاق الحكايات وإثارة الشائعات الكاذبة لتشويه سمعة حليمة التي بات يراها في نظره جوهرة مطهرة بل نجمة في السماء تراها الاعين ولا تطالها الأيدي..

بعطر الشوق ونسماته استمرت حليمة بإرواء حديقة الوهم في قلب أمير الذي هام في وديان الحب وتعلق بحبل غرامها الوردي المصطنع فوقف في وجه كل ما يقال عنها من كلام بخصوص سيرتها وواصل المسير في درب الحب الذي فرشته له بالحرير المعسول وسوَّرته بمشاتل أزهار السراب حتى اقنعته في منتهى المطاف على تخطي الحواجز والأسوار والتقدم لطلب يدها من والدها مؤكدة له بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإخراس ألسنة الوشاة ومختلقي الشائعات وإيقافهم عند حدهم..

وعملاً بأوامر حليمة غادر أمير القرية واتجه للعمل في مدينة إب واجتهد ليجمع مبلغ المهر من خلال عمله في إحدى محلات بيع قطع غيار السيارات التي يمتلكها أحد أقاربه في الأسرة وبعد حصيلة عامين من الكد والحرص استطاع أن يجمع المهر فعاد إلى القرية مبتهجاً لطلب يد حليمة..

في القرية كان الجميع على اطلاع ودراية بأن حليمة فتاة لا تصلح للزواج ووحده أمير الذي أعماه الغرام عن رؤية الحقيقة الواضحة  وأبا إلا أن يكمل مشواره ويفي بالعهد الذي قطعه لحليمة.. ورغم أن الكل نصحوه أهله وأصدقاؤه المقربين بالعدول عن قراره إلا أنه كابر وواصل عناده وصرخ في وجوه كل من حاولوا نصحه وعارضوا فكرة زواجه قائلاً (حليمة أو الموت وسأتزوجها رغماً عن أنوفكم)..

وبالفعل تقدم أمير لخطبة حليمة وذهب بمفرده إلى منزل والدها الذي عاد في العيد.. ذهب بمفرده لكون الجميع في أسرته كانوا رافضين للفكرة فامتنعوا عن الذهاب معه وحتى والده قال له إذا تزوجت بهذه الفتاة فلا أنت ولدي ولا أعرفك واعتبر نفسك ممنوعاً من دخول بيتي طول العمر..

ورغم كل ما اعترض طريقه لم يهتم  بكلام أحد من الأهل أو الناصحين من جيرانهم في القرية فخطب حليمة ودفع لوالدها المهر المحدد وأتم حفل الزفاف في منزلها وأقام عندها أسبوعين ثم اصطحبها من هناك إلى مدينة إب حيث استأجر لها منزلاً متواضعاً بالقرب من مقر عمله في محل بيع قطع الغيار..

لقد تم كل هذا والجميع في القرية غارقون في بحر من الدهشة.. كيف استطاعت حليمة أن تلعب بعقل هذا الشاب وجعلته يكذب كل ما يقال عنها ويعادي أهله من أجل أن يتزوج بها ومع ذلك كانوا على يقين تام بأن قادم الأيام سيظهر المستور ولابد أن يأتي اليوم الذي يعرف فيه أمير حقيقة الحسناء التي خدع بها فالجميع يعرفون كم هي متهورة وإذا كانت قد فعلت المهلكات في القرية فكيف سيكون الوضع وهي في المدينة..

لم يكد ينقضي شهر العسل المزعوم حتى أجبرت ظروف العيش عريس الغفلة أمير على العودة إلى العمل في المحل وبقيت العروسة بمفردها في المنزل فشرعت باستخدام موهبتها في اصطياد الشباب لقضاء لحظات المتعة الخاطفة حتى لفتت تصرفاتها المريبة نظر بعض الجيران وأثارت شكوكهم فأخبروا زوجها بما رأوه وعندما واجهها بالأمر أنكرت وبكت وحلفت له الأيمان المغلظة زوراً بأنها لم تفعل شيئاً من ورائه وبدموع التماسيح جسدت أمامه دور الشريفة العفيفة وقالت له (إذا كنت غير واثق مني فأرجوك طلقني) فما كان منه إلا أن صدقها وارتمى في أحضانها متناسياً كل ما سمعه عنها من كلام يمس شرفها وينتهك حرمة المنزل الذي يقيم معها فيه.

وبعد أن تكررت شكاوى الجيران واستمر أمير يغض الطرف عن تصرفات زوجته وسلوكياتها لم يملك صاحب البيت إلا أن قام بطرده هو وزوجته ليتجها بعدها للبحث عن سكن جديد وإلى حين العثور على المنزل المناسب اضطر أمير إلى تسكين حليمة في منزل الشخص الذي يعمل لديه في المحل نظراً لعلاقة القرابة الأسرية الرابطة بينهما ولكن لم تكد تمضي ثلاثة أيام فقط حتى عادت زوجته ذلك الشخص من شراء احتياجات المنزل في السوق المجاور لتجد ضيفتها حليمة في وضع لا يجب السكوت عنه مع أولادها المراهقين  فاتصلت لزوجها وأخبرته بما رأت فما كان منه إلا أن قال لأمير بصريح العبارة (أرجوك أذهب الآن وخذ زوجتك من داخل بيتي ما احناش ناقصين خراب بيوت)..

وفي هذه المرة بدأ أمير يصدق ما يقال عن زوجته على ألسنة الناس وبدأت ذرات الغيرة الخاملة تتحرك في مجرى دمه البارد فقام بضربها وتوعدها بالقتل والطلاق إذا لم تلتزم حدودها وتحترم نفسها.. وبعد أن أخرجها من منزل قريبه صاحب العمل اقتادها صوب دكان صغير قام باستئجاره مضطراً وعلى عجل بدلاً من المبيت في الشارع.

منع أمير زوجته المستهترة حليمة من مغادرة الدكان الصغير وهددها بالذبح إذا عاد ولم يجدها فيه لكنها كانت تدرك في قرارة نفسها أن زوجها من النوع الذي يسهل الضحك عليه فكلمة منها توديه وكلمة تجيبه لذلك حاولت استعطافه وتهدئته واعتذرت له عما حصل وقالت له أن ما قيل عنها مجرد شك وليس صحيحاً 100 ٪  وأن زوجة صاحبه أرادت اخراجها من المنزل فكادت لها تلك المكيدة .. ولما وجدت أنه صار يتناسى ما حدث مع الأيام عادت حليمة إلى عادتها القديمة حتى وقع الحمل، ومع ذلك لم تكن تهتم فقد صورت لأمير بأنها لم تخنه قط وأن الجنين الذي تحمله في أحشائها هو ابنه وحده فقط..

بقي الزوج الغافل على عماه..  وتوالت الأيام والشهور حتى صادف أن ربطت حليمة ذات يوم موعداً غرامياً للقاء مع أحد عشاق الوناسة والمتعة في غرفة الفندق الذي يملكه والده المغترب فوافقت طمعاً في المبلغ الذي عرضه عليها وهناك وجدت وكراً للذئاب المتعطشة للجنس الناعم وألقت بنفسها فريسة سهلة وسائغة في قبضة أربعة شباب منعوها من المغادرة لمدة يومين متتاليين حتى خارت قواها،  وقبل خروجها من الفندق تركوا لها قليلاً من الوقت لالتقاط أنفاسها واستجماع قواها قبل أن يسمحوا لها بالذهاب في حال سبيلها لكنها أدركت لحظتها حجم الورطة التي وقعت فيها وتأكدت بأنه ليس من صالحها أن تخاطر بالعودة إلى زوجها الذي لم يدع مكاناً إلا وبحث عنها فيه دون فائدة وما كان منها سوى التفكير بالهروب باتجاه العاصمة صنعاء مع أحد معاريفها الشباب بعد أن شرحت له تفاصيل حكايتها وطلبت منه أن يوصلها إلى صنعاء فقط وستتكفل هي بالباقي فوافق ذلك الشاب على طلبها واعتلى معها ظهر أحد باصات النقل الأجرة المتجهة صوب العاصمة.. لكن القدر كان بالمرصاد فقد اعترضت مسار رحلتهم فجأة سيارة مسرعة من نوع هيلوكس بالقرب من مدينة يريم فارتطم بها الباص الأجرة وكانت الحصيلة وفاة العديد من الركاب وإصابة حليمة وذاك الشاب بإصابات خطيرة استدعت نقلهما على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات في ذمار وهناك ظهرت الحقيقة وانتهت رحلة حليمة وتكشفت أسرار حكاية هروبها التي لم تكتمل وجاءت الأنباء لتخبر أمير بأن زوجته في حالة خطر وأنها موجودة في أحد مستشفيات مدينة ذمار.

زر الذهاب إلى الأعلى