حوارات

د. قاسم سلام: الحوثي كان مستعد يسلم نفسه و صالح رفض وطلب من الأحمر يتدخل والعسكر رفضوا وثلاثة أطراف تتحمل حرب صيف 1994م

يمنات – الهوية

الهوية وفي حوار هذا العد التقت الدكتور قاسم سلام عضو لجنة الحوار والذي تحدث لنا عن حرب 94 ومن يتحمل مسئوليتها ومن كان يريد الانفصال حينئذ ومن الذي فجر الوضع في الميدان كما تحدث أيضا عن رؤية في حرب سوريا وموقف العرب من ذلك بالإضافة إلى تفاصيل أخرى أكثر أهمية نجدها في سياق الحوار التالي:

حاوره: نبيل العماد

هل سينتج الحوار الوطني ما نتوقعه منه نحن كشعب يمني؟

الحوار الوطني الشامل جاء من أجل إحياء روح التفاؤل والثقة بين جميع فئات المجتمع اليمني لأن أي حوار مثل هذا الحوار لا بد أن يخرج بنتائج كبيرة تجدد حيوية التفاعل في المجتمع بمختلف عقوله.

ولكن ألا ترون أن فترة ستة أشهر طويلة بعض الشيء على الحوار؟

في بعض البلدان تستمر الحوارات ثلاثة سنوات أ وأربع وهذا يعتمد على قدرة الناس في الإيجاز وتحديد الأهداف وقبل الأهداف تحديد الوسائل الدقيقة والفاعلة التي توصل للهدف.

باعتقادكم هل الحوار باستطاعته ان يغطي ما حدث من النظام السابق وما قبله من أحداث جنوبية وشمالية؟

الحوار يلامس كافة القضايا السابقة و كافة الخروقات والمخالفات التي حدثت من 67 حتى الآن.

من يتحمل هذه الخروقات؟

كل الأحزاب السياسية تتحمل مسئولية ذلك بقدر فعلها السلبي أو الإيجابي والسلطتان في الشطرين أيضا تتحملان المسئولية كاملة لأن الصراع في الجنوب كان اطرافه في السلطة وأيضا كان يتبنى قوى معارضة من الشطر الشمالي و العكس تماما كان يحدث في الشمال.

من يتحمل مسئولية حرب 94؟

ثلاثة أطراف تتحمل ذلك هم الإصلاح و المؤتمر والاشتراكي وهذه الأطراف هم سبب التعقيدات كلها منذ 93 البرلمانية حتى الآن ولكن من الذي فجر الموقف بشكل متسارع أنا لا أظلم الأخ علي سالم البيض إذا قلت هو لأنه هو من يتحمل لأني أنا جلست معه ساعات طويلة قبل الانفجار وبعد الانفجار, قبل الانفجار التقيت به بصنعاء ومن ثم التقيت به بعدن وفي وثيقة العهد أنا أصغت وثيقة العهد ولكن لم أصغها من عندي لان أفكار الناس جميعا ومشاريعهم طرحتها على الطاولات وكان من عندي من الذين يكتبون السكرتير عبد الوهاب الآنسي و الشرعبي كان مسئول المؤتمر الشعبي وشخص ثالث اسمه حيد العطاس.

هل كان علي سالم البيض في حينها يريد أن يعيد الانفصال؟

نعم.

أسبابه لذلك؟

علي سالم البيض من خلال حديثة معي وعادهم سمن وعسل كما يقولون, كان يريد دمج المؤتمر الشعبي والاشتراكي في حزب واحد وكان يعتقد أنه من السهولة بمكان أن يسيطر على الوطن من خلال الحزب الواحد من جديد فمن قبل كان الحزب الاشتراكي الموحد في الجنوب وكان يريدون الحزب الاشتراكي في الشمال أيضا وأنا قلت لهم هذا الشيء مستحيل وقد انتهينا منه.

ولكن علي سالم البيض كان يعتقد أن الفرص مواتيه له الآن للخروج من نفق الوحدة لأنه هو وعلي صالح في حينه دخلوا نفق الوحدة وخرجوا منه وهم مقررون الوحدة ولذلك أراد البيض الخروج من نفق الوحدة لأن على حد قوله نحن دولة أصبحنا في واد آخر ونحن دولة بسيطة وليس دولة مركبة وأنا عند ذلك تجادلت معه وقلت له ما معنى الدولة البسيطة والدولة المركبة وقلت له نحن دولة بسيطة  تاريخا وشعبا ولغة.

إلا لأنه فجر الوضع على الميدان؟

نعم فأنا يوم الاثنين كنت أتناول الغداء معه وكان مقرر يخرج يعني يخرج و وقلت له نحن وقعنا على الوثيقة هنا في عدن وليس في صنعاء.

وعلى الميدان من فجر الوضع؟

على الميدان عاملان أساسين فجرا الوضع هما معسكر عمران ومعسكر ذمار ومعسكر أبين, الثلاثة المعسكرات لم تكن موحدة بالجيش فالذي في عمران كان مرتبطا بجيش الجنوب والذي في أبين كان مرتبطا بجيش الشمال والحاشدي هو من فجر القضية لان قبائل بكيل وبعض حاشد التي انضمت إلى الحزب الاشتراكي منعت أفراد اللواء الشمالي من المرور.

هل الذي حدث بعد حرب 94 كان ترسيخا للوحدة؟

اليوم الذي أعلن علي سالم البيض عودة الجمهورية الديمقراطية الشعبية أنا لحظتها الساعة 2 بالليل قمت أصيغ بيان حزب البعث و أدين الموقف وأقول أنا مع الوحدة بكل ما يعني الكلمة وأنا أرفض حمل السلاح دفعا عن الوحدة لأني أؤمن أن الوحدة تدافع عن نفسها بدون سلاح وخاصة أن الوحدة عبارة عن مفهوم حضاري تاريخي مستقبلي.

هل تعني أن ما حصل بعد 94 أن الوحدة فرضت فرض بالسلاح؟

لم تفرض وإنما هو رد على السلاح و الانفلات الذيحدث وما يتعلق بالأراضي والمساكن و الوظائف خلقت نوعا من الانفلات ومع ذلك صعب على الرئيس علي صالح أن يسيطر على الموقف لان الذي خاض اللعبة بكل تفاصيلها هو الجانب القبلي والعسكري القبلي.

والديني؟

من الذي سيطر الشاطئ من فندق عدن إلى شاطئ أبين ومن الذي سيطر على المملاح.

هل تعتقدون أن التصرفات التي حدثت مؤخرا فيها نوع من الاستفزاز للجنوب وهل تخدم الوحدة؟

لا, لا تخدم الوحدة.

هل أنتم مع القضية الجنوبية بالوحدة الموجودة أم بالفيدرالية؟

أنا مع اللامركزية وأنا في وثيقة العهد والاتفاق أكدت على اللامركزية و الإدارية و المالية لكل الأقاليم الموجودة وبالتالي تبقى العلاقة بين المركز و الحكومات المحلية علاقة جدلية يحكمها قانون ودستور.

ما رأيكم بقضية صعدة في الشمال؟

قضية صعدة قضية شائكة, فانا في 2004 كالبت بان الإخوان الذين صعدوا الجبال ينزلون من الجبال ويسلمون سلاحهم ويندمجون في المجتمع من خلال تنظيم سياسي او كينونة سياسية ولكن انك تحمل  السلاح  وتصعد الجبل هذه مسألة تفتح الباب لسفك الدماء.

هناك أكثر من وساطة طرحتها مؤخرا وسائل الإعلام مثل وساطة مجاهد أبو شوارب تقول أن حسين بدر الدين كان مستعدا لتسليم نفسه لولا رفض علي صالح؟

علي صالح صحيح رفض وأنا يومها كنت في بيت الشيخ عبد الله الأحمر وطلبت من الشيخ عبد الله أن يتدخل بشكل عملي وقلت للشيخ عبد الله أنا لست مع الصعود للجبل أو الرد عليهم بالصواريخ وقال العسكر لم يخلوني ويقصد علي محسن وأنا أيضا كنت في لجنة حوار صعدة اللجنة جلست ستين يوما في صعدة ة كان الذي يقود عمليا اللعبة كاملة هو علي محسن والمبالغ التي كانت في الشهر أكثر من مائة وخمسين مليون الى مائتي مليون وهذي لو كنا خصصنها لاعمار صعدة كان أفضل من تركها مهجورة دون اعمار, إذن حرب صعدة استخدمت لتزايد تراكم الأموال في لبنوك على حساب ابن صعدة وابن اليمن بشكل عام و أنا الآن ما زالت أقول إن معالجة صعدة يجب أن تكون معالجة إنسانية بقيم أخلاقية وليس بقرار في الورق, صعدة يجب أن تكون معالجة إنسانية بقيم اخلاقية وليس بقرار في الورق, صعدة تهمنا مثل ما تهمنا بيوتنا التي نسكن فيها الآن, لان صعدة الآن في مفترق طرق إما نكسب ناسها ونعيدهم الى صوففنا ونعود نحن الى صفوفهم من منطق جدلي قائم بين أب وابنه, صعدة يمكن ان تكون من أجمل الألوية السياحية في اليمن, صعدة تحتاج الى أن نبعد من أذهاننا السلاح من الطرفين وأيضا يجب أن نعوض كل من تعرض لأي شيء في صعدة تعويضا كاملا.

هل هناك أحزاب سياسية و بالأخص الإصلاح تحاول تصفية حساباتهم في صعدة؟

نعم, هناك تصفية حسابات.

ما هو الحل من وجهة نظركم؟

هل نحن بحاجة الى تصفية حسابات بين المذهب الوهابي والزيدي, أنا شخصيا من طفولتي لم أعرف شيئا اسمه مذهبية في بيتنا والوالد الله يرحمه كان يقول لي الرسول ضم وسربل, أنا تربيت في اسرة متدينة.

ما هو الحل؟

الحل أن نبعد السياسة عن الدين.

فيما يخص الرئيس هادي و الإصلاح, هل الرئيس هادي يعطي ويتعامل مع الجميع بشكل متساو أم بدأ يهتم بالإصلاح ويترك البقية؟

أنا أمس سمعت الأخ الرئيس وهو يتكلم حول حرب صعدة وتكلم حول حرب بأن اليمني خسرت أربعة الأف شهيد عسكري و مائتين الى مائتين وخمسين ضابطاً الى مراتب مختلفة لكن كم الذين راحوا من الشعب ومن أبناء صعدة؟ كم بيوت هدمت؟ كم مزارع أحرقت؟ كم النازحين الآن؟.

أنا أقصد كقرارات ميدانية هل تعتقدون أن الرئيس هادي طرح للجميع أم أن الإصلاح حاول الضغط عليه كما فعل مع علي صالح؟

الإصلاح كحزب سياسي متغلغل وواسع الأجنحة وهذي هي المشكلة التي أوصلتنا إلى الكارثة في الجنوب, الإصلاح في حرب 94 لعب كما يشاء ووسع دائرة الصراع وفي صعدة الآن أنا غير مرتاح عندما أرى أن الصراع بين الحوثيين و الإصلاح في الجوف ومأرب وصعدة من اجل ماذا, هل هناك فعلا خلاف ديني؟

أليس نحن من ينطق بالشهادتين؟ ألا يكفي ذلك!!

هل باعتقادكم الرئيس هادي سوف يستخدم هذه الورقة؟

هذه ورقة سياسية نحن رفضناها ونقول ينبغي أن يكون الدين ملجأ أمان للجميع.

ما رأيكم فيما يحدث في سوريا وهل أنتم مع من يؤيد الضربات الصهيونية على النظام السوري من اجل ضرب ظالم بظالم؟

أنا عضو قيادة قومية وأمين مساعد لعزت إبراهيم إلى الآن وأنا لست مع القيادة في سوريا ولكن أنا مع شعب سوريا ومع موقف سوريا الآن لمواجهة الكيان الصهيوني فأنا أعتقد أن هناك مخططا لتسليم سوريا للصهاينة.

صهاينة العرب أم صهاينة إسرائيل؟

الكل لان الصهاينة حالة واحدة تقودها جهتان الماسونية والصهيونية والبيت الأبيض هؤلاء من يقود العالم ويقود الحرب ضد سوريا وأنا أرفض رفضا قاطعا الموقف العربي المتخندق ضد سوريا.

ما هي وجهة نظركم لمستقبل سوريا و الصراعات فيها؟

لن يسمحوا لامتدادات الحرب.

من؟

الصهاينة والأمريكان والقوى الرجعية العربية لأنها تعلم من يلعب بالنار.

ما هو مستقبل الحوار الوطني؟

ما زلنا في بداية الطريق وأنت تتحدث عن مستقبل الحوار الوطني.

ما أقصده هل أنت متفائل بنجاح الحوار الوطني؟

أنا عندما جاؤوا الخبراء الأمريكان وتحدثوا في القاعة قلت لهم من هنا أطالبكم بان تطلبوا من اوباما أن يحترم القوانين الأمريكية ويطلق المواطنين اليمنيين الذي هم في سجون جوانتناموا.

ثانيا نرفض رافضا قاطعا الطائرات التي تعبث في ارض اليمن وتقتل المواطنين وتهدم القرى وتضرب السيارات في الطرقات قلت لهم بلغوا اوباما رسالتنا من هذه القاعة.

صحيح أنا ابن اليمن ولكن أيضا ابن الأمة واشعر أن هذه الأمة تهان وتهتك كرامتها في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا والجزائر وتونس ومصر والآن الأمة تستهدف في هذه الأقطار كلها من قبل من سموه بالفوضى الهلاكة وليس الخلاقة.

هل الفترة هذه في اليمن أفضل من الفترة السابقة؟

بوادر التغيير تجعلني اطمح لمواصلة التغيير ضمن حكمة اليمنيين والتي هي الإيمان يمان والحكمة يمانية.

زر الذهاب إلى الأعلى