إجتماعية

سعيد وليلى مجنونا الحب في لحج فرقت بينهما الخلافات العائلية وشردهما القانون

المستقلة خاص ليمنات

قصة حب عميقة جمعت بين سعيد الشاب الريفي، وفاطمة الفتاة القروية، عاشا تفاصيلها في شعاب ووديان قرية جبلية في ريف لحج القريب من محافظة تعز..  كان سعيد -ابن بائع متنقل بين القرى- يحلم بأن يجمعه عش سعيد بـفاطمة التي رسمت أيضا أحلاما وردية لمستقبلها مع فارس أحلامها، فذكراه لا تفارق خيالها وهي ترعى الأغنام في الجبل، وتردد مواويل عشق الرعاة.

إلا أن  الخلافات بين عائلتي الحبيبين أعاقت مشروع الزواج، وحالت دون اكتمال الحب، رغم محاولات سعيد المتكررة لخطبة فاطمة، التي جاهرت بحبها لـه أمام أهلها،  فتعرضت للضرب والإهانة من قبل أهلها منعت من الخروج ، بعد رفضها الزواج من شباب آخرين طلبوا يدها..

أستسلم سعيد للواقع، وهجر القرية التي جمعه بفاطمة فيها، حب لم يكن يتصور أن نهايته ستكون ماساوية.. وحتى ينسى ذلك الحب.. رحل إلى قرية يقطنها عمه، تبعد ساعات عن قريته وذلك لإكمال دراسته الثانوية، فاستقر إلى جوار عمه، الذي رحب بمقدمه، كونه حرم من الأولاد الذكور.. هناك بدأ سعيد ينسى فاطمة التي باعدت المسافات بينهما.. اهتم  بدراسته ومساعدة عمه الفلاح في الاعتناء بالأرض.. أما فاطمة فقد تزوجت بشاب من أقارب والدها.. إلا أن ذكريات سعيد ظلت عالقة في مخيلتها، ولم تتمكن من الهروب منها.. تأزمت الأمور بينها وزوجها.. فكان الطلاق هو النهاية، وشعرت معه بتحررها من قيود الزوجية التي كبلتها.. وعادت لرعي الأغنام مرة أخرى..  وهناك أنعشت الأماكن التي جمعتها بحبيبها ذكريات حب، حاولت أن تهيل عليه التراب مثلما فعل “سعيد”.

تعرفت “فاطمة” على عثمان، رجل في نهاية العقد الرابع من عمره، يقطن قرية عم سعيد لكنه يتواجد دائما في قرية “فاطمة” أكثر من قريته، حيث يعمل مع أهل القرية في خدمة الأرض.. كان “عثمان” بتولا ماهرا وفلاحا نشيطا.. يطرب صوته الريفي المردد للمهاجل الزراعية أهل القرية، و فاطمة واحدة منهم.. ألتقت به مرات ومرات، وقضت ساعات في الحديث، حتى أعجب بها، بعد أن دخلت قلبه من أوسع أبوابه.. كونه لم يتزوج بعد.. صارحها بما في قلبه.. فطلبت منه التريث للتفكير .. ووافقت أخيرا على الزواج منه، بعد أن أضمرت في نفسها شيئا.. عرض عليها استقرارهما في قريتها، لكنها أصرت على الاستقرار في قريته.. وزفت “فاطمة” إلى قرية عثمان.. الذي كان كثير الغياب عن منزله وقريته.. فقررت أن ترعى الأغنام لزوجها، فهي مهنتها التي أحبتها وارتبطت بها..

بمرور الوقت بدأ أهل زوجها يشكون بها.. ووصل الأمر لعثمان” الذي منعه حبه لها من حتى التريث للاستماع لما يقال..

كان خطواتها مراقبة من أهل زوجها.. وتحركاتها تحت الأنظار.. لكنها لم تعر ذلك اهتماما.. وفجأة اختفت “فاطمة” ولم يجد الجميع لها أثر.. حملت كل ما تملكه معها.. وظل الجميع يبحث عنها.. ساءت حالة “عثمان” وأصبح ينام في الشعاب باحثا عن حبٍ نبشته “فاطمة” من تحت أكوام التراب.. لم يعد يردد المواويل الشجية وانما استبدلها بدموع على وجنتيه..

شك الجميع بـ”سعيد” الذي ظل يمارس عمله وكأن شيئا لم يحصل.. راقبوه أيام وليال.. حتى أوقعوه في المصيدة.. حين كان يهم بالهروب مع فاطمة إلى المدينة بعدما أخفاها عند أحدى قريباته في قرية مجاورة.. نقل سعيد وفاطمة إلى الجهات الأمنية.. واعترفا بكل شيء .. اعترف سعيد أنها أحيت حب ردمه بالنسيان فوافقها على الفرار.. واعترفت هي بأنها خططت للزواج من عثمان من أجل سعيد.. لكن القانون فرق بينهما مرة أخرى ليجنيا ثمن حب تجاوز القانون والعادات والتقاليد.. وحده “عثمان” تحول إلى مجرد “مجنون” يهيم بقلب مغدور في شعاب وطرقات قريته والقرى المجاورة..

زر الذهاب إلى الأعلى