أخبار وتقارير

رئيس الجمهورية: وضع البلاد صعب ومعقد والشعب اليمني هو الوحيد الذي دفع ثمن الحرب الباردة

يمنات – الأولى

قال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، أمس، إن وضع البلاد الاقتصادي والأمني والسياسي لا يزال صعباً ومعقداً، متحدثاً عن الحاجة لما سماها الجهود الخيرة والصادقة، وليس إلى الأعمال التخريبية في قطع الكهرباء وأنابيب النفط والطرقات، وأينما كانت الأعمال التخريبية.

وأضاف هادي خلال مأدبة إفطار بدار الرئاسة: "نعلن من هنا أن من يعتقد أنه بتلك الأعمال سيعطل مؤتمر الحوار، فنقولها للملأ لن تستطيع أي قوة أو جماعة أو فئة أن تؤثر على سير أعمال المؤتمر الوطني الشامل، مهما ارتكبت من حماقات وفجور في حق الشعب".

وتابع: "الشعب اليمني كله يعرف الطرق والأساليب الإرهابية بكل أنواعها، والمرتبطة بالمصالح الضيقة؛ مصالح المتنفذين الذين تعودوا تجاوز القانون والنظام وحقوق الناس".

واستقبل الرئيس هادي، نواب رئيس وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني. وبحسب وكالة "سبأ"، فقد "تبادل معهم التهاني والتبريكات بمناسبة إحراز النجاحات الباهرة في طريق النجاح الكامل لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، والذي يعول عليه الخروج بمنظومة حكم جديدة ترتكز على الحكم الرشيد من أجل الدولة المدنية الحديثة والنظام والقانون والحرية والعدالة والمساواة".

وتحدث الرئيس هادي عن أنه "ونحن في هذا الشهر الكريم، رمضان المبارك، نحمد الله اليوم أننا في وضع أفضل مما كنا عليه في رمضان العام الماضي، وخلال عام مضى تحققت أشياء كثيرة على مختلف المستويات".

واسترسل: "اتخذت عدة خطوات وإجراءات وقرارات، وكان أهمها إعادة الهيكلة للقوات المسلحة على مستوى القيادة العليا، والعمل جار على قدم وساق لاستكمال ذلك كما هو مخطط ومرسوم، وقد تجاوزنا الكثير من التحديات والصعاب، وانطلق الحوار الوطني الشامل في الـ18 من شهر مارس الماضي، وحقق إلى الآن نجاحات باهرة وأشواطاً كبيرة توج ذلك باختتام المرحلة الثانية وتدشين المرحلة الثالثة".

وأضاف هادي: "الشعب اليمني كله يتطلع إليكم بثقة كبيرة وبآمال عريضة من أجل المستقبل الجديد، وتجاوز الماضي بكل ما له وعليه".

 

واعتبر "أنه، ومنذ قيام الثور اليمنية سبتمبر وأكتوبر، ونحن نعاني من ويلات الأزمات والمشاكل واحدة تلو أخرى، والجميع يعرف أيضا أن الشعب اليمني بشطريه سابقا قبل الوحدة المباركة، دفع ثمن الحرب الباردة شمالا وجنوبا، وربما هو الشعب العربي الوحيد الذي دفع ثمن الحرب الباردة نظرا للتشطير والانتماء القطبي في إطار صراعات القطبين الدوليين سابقا".

وأشار الرئيس هادي إلى أنه "بعد قيام الوحدة لم يكن هناك برنامج أو استراتيجية موضوعة من أجل أن يخرج اليمن إلى آفاق التطور والنهوض والازدهار، وميلاد عهد جديد وتاريخ جديد، وحصل ما حصل، وجميعنا على اطلاع بتفاصيل الأحداث في تلك الفترة".

وقال: "إننا اليوم أمام مرحلة جديدة لا بد من أن يبذل الجميع الجهود المخلصة والصادقة من أجل اليمن الجديد والغد الأفضل، ونحن اليوم في هذه القاعة بفضل الشباب الذي نهض من أجل الغد الأفضل، ولا شك أنكم تعلمون أن اليمن زاخر بشبابه الذي يمثل نسبة كبيرة من عدد السكان".

وردّ هادي ما يحدث في البلد إلى "حسن الطالع وإرادة الله سبحانه وتعالى، غلب اليمانيون الحكمة فلم يكن ربيعهم كما هو حاصل هنا وهناك، والأمثلة كثيرة، ولكن اليمن خرج خروجا مشرفا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي مثلت الحل المشرف لكل القوى السياسية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ولا ناصر ولا مهزوم، وتحققت الأهداف المطلوبة، فهناك متغيرات عميقة وكبيرة، وعلى مختلف المستويات، وذلك ما جنبنا الحرب والويلات والآلام والتشظي".

وخاطب الحضور: "عليكم جميعا مسؤولية كبيرة يتطلع إليها أبناء الوطن جميعا، وفي المقدمة منهم الشباب، من أجل تحقيق آمالهم وتطلعاتهم، وهي مخرجات نظام حكم جديد ودستور جديد ينقل اليمن إلى مرحلة حضارية حاسمة تختلف اختلافا جذريا عما كان في الماضي القريب والبعيد تماما، ولهذا عليكم جميعا التفكير مليا أن المرحلة جديدة، وهي الأهم في تاريخ اليمن المعاصر والحديث، لا يكون فيه ظالم ولا مظلوم، وذلك من أجل الأبناء والأحفاد والمستقبل المنشود".

وقال الرئيس هادي: إن الشعب يريد الأمن والاستقرار، ويريد أن يذهب إلى الأمام، ولا يعود إلى الخلف، فعجلة التاريخ والزمن تدور إلى الأمام، وليس إلى الخلف.

وتابع: "إنه، وبعد ذلك الاختلاف والاقتتال والتمترس بين القوي السياسية، ها هم الجميع اليوم تحت سقف واحد، وعلى طاولة الحوار، وقد ذابت تلك الخلافات، وتحولت إلى نقاشات وبرامج من أجل الغد الأفضل".

واعتبر هادي "أن اليمن كان محظوظا جدا، حيث جنح إلى السلم بكل قواه، وامتلك خارطة طريق تخرجه من الأزمة إلى بر الأمان، بدعم إقليمي ودولي وأممي غير مسبوق".

وقال: "مجلس الأمن الدولي بكامل أعضائه عقد اجتماعاته في صنعاء، وسط معالجات أممية من أجل تجنيب اليمن الحرب الأهلية، والخروج به إلى رحاب الوئام والأمان والسلام، وهذه سابقة دولية محسوبة لصالح اليمن تماما".

ونبه الرئيس هادي إلى أن "على مؤتمر الحوار الوطني إجراء المعالجات النهائية والكاملة والمشجعة، بما يؤمن حل القضية الجنوبية وقضية صعدة، والوصول إلى وثيقة واحدة تندرج في أساسيات دستور اليمن الجديد". وقال: "الجميع ينظر ويتطلع إلى ماذا تعملون، فأنتم أهل للمسؤولية بجدارة، والعالم ينظر إليكم على هذا الأساس".

زر الذهاب إلى الأعلى