فضاء حر

أيها الوزير: أردت تكحلها فاعميتها!!!

يمنات

لم يعد هناك تعليم، ولم يعد هناك احترام للعلم. وصل الأمر إلى أن يقتل الطالب معلمه. ما الأمر؟ أين الخلل؟ هناك شيء يجب على المهتمين البحث عنه. لم يكن الأستاذ الشهيد/ عارف عبد الله محمد الحاج (38 عاما ) الذي قتل في أحد المراكز الاختبارية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج؛ هو الضحية الوحيدة في موسم الاختبارات. هناك ضحايا كثر. الحديث عن الغش في الاختبارات أصبح مملا في ظل عدم وجود سياسة تعليمية. وإجراءات عقابية، وإجراء إصلاح تعليمي في المؤسسة التربوية.

كل المراكز الاختبارية داهمها الغش. لم تستطع أي لجنة ضبط سير عملها. كلهم ( يفرقون) أموالا من الطلاب؛ من مدير المدرسة إلى مدير المركز الاختباري حتى الملاحظ وبياع الماء. وكله كوم واللجان الأمنية كوم. هذه طبقت مقولة حاميها حراميها. في الاختبارات الكل يشقي. تشعر بهول الكارثة عندما تشاهد هذه الاستباحة للاختبارات. الضائع في هذه الهوجة هم الطلبة المتميزون.

منذ العام 94 في القرن الماضي والاختبارات مستباحة. توجت عصابات 7/7 نصرها ضد الشعب بعمل هوجة غش لمحاربيها، أباحت لهم كل وسائل الغش. ومن يومها والغش يتطور بكل الأساليب. أصبح الغش هو القاعدة وما عداه هو الاستثناء. تفاءلت خيرا عندما علمت أن هناك أربعة نماذج لاختبارات المرحلة الثانوية، وثلاثة نماذج للمرحلة الأساسية. قلت والله يبدو الوزير سيفعلها ويقطع الطريق على الغش واللصوص. لكن يا فرحة ما تمت. تابعت اختبارات اليوم الأول. قال لي أحد العاملين في إحدى اللجان إن هذه النماذج ستحد من الغش في حدود 50%. في اليوم الثاني قال لي نفس الرجل لم نستطع السيطرة على اللجان. وعادت حليمة إلى عادتها القديمة. وذهبت جهود الوزير سدى.

 كان على الوزير أن يحدد آلية لتنفيذ نماذجه. التغيير بالمجربين خطاء مرتين. نماذج الاختبارات افتقدت للكادر. الوزير يعلم إن أجور الاختبارات قليلة ولا تصل إلى أيدي الملاحظين، بل يسرقها رؤوساء المراكز الاختبارية. الوزير يعلم إن الاختبارات هي موسم لدى كثير من العاملين في الاختبارات، وهم ينتظرون ذلك بفارغ الصبر. أفشلت خطة الوزير. وعاد الغش بأكثر مما كان عليه في الأعوام السابقة. المسئول عن هذا الفشل هي الإدارة التعليمية التي لا تجيد الاختيار. الإدارة غير ذات كفأه. يعلم الوزير إن التعليم مضروب بالسياسة. وأن من يديرون التعليم وصلوا إلى هذه المناصب بطرق غير مهنية. فهذا أوصله الحزب، وهذا أوصله المال، وهذا أوصله الجاه والنفوذ. وكلهم يعملون لصالح جيوبهم. ولا يرتجى منهم إصلاح أو خير لصالح الأجيال. فكيف تستطيع تنفيذ برنامج للتغير والإصلاح بين هؤلاء؟! أفشلت الاختبارات ولم تنفع النماذج المتعددة، وما يصحح في الكنترولات هو غش في غش. وفوق ذلك نرى من يبيعون الدرجات في الكنترولات، ويحولونها إلى بقالات. لقد أراد الوزير أن يكحلها فأعماها. التعليم أيها الوزير يحتاج إلى ثورة. فهل أنت قادر على ذلك؟!

معاناة طالب يمني ترك أهله وأحبابه وسافر يواصل تعليمة في ماليزيا ..والآن جهات تحاول اعادته.

زر الذهاب إلى الأعلى