أخبار وتقارير

الرئيس هادي يواري مدنية تعز إلى مقبرة الاجينات وشوقي هائل يتوارى حزنا خلف أسوار المقبرة

يمنات
شيع قرار جمهوري أصدره الرئيس هادي مساء أمس الأربعاء شروط شغل الوظيفة العامة التي كان محافظ تعز قد أعتمدها لشغل مناصب مدراء عموم لعدد من المكاتب التنفيذية في المحافظة إلى مقبرة الاجينات، بعد أن مكن تجمع الإصلاح من السيطرة على مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، باستحضار اخواني معتق من سرير التقاعد الذي أمضى فيه سنوات.
تعيين مدير مكتب تنفيذي بقرار جمهوري مخالفة سافرة من أعلى هرم في السلطة لقانون السلطة المحلية، الذي أعطى الحق للسلطة المحلية في تعيين مدراء المكاتب التنفيذية.
كما يعد القرار امعانا في المركزية، التي قامت ثورة 11 فبراير الشبابية ضدها، وضد الاستئثار بالقرار وهيمنة المركز.
أكثر من نصف عام ولجان المفاضلة تعمل على استقبال وفحص ملفات متقدمين كثر لشغل وظائف مدير مكتب لمكاتب التربية والتعليم والصحة والأشغال وغيرها، وعندما أعلنت النتائج، عرقل وزير التربية والتعليم الاخواني تعيين مدير مكتب التربية والتعليم، بتعيين مدير من قبل الوزارة، واقتحام مليشيات الإصلاح للمكتب، لمنع تمكين المدير الفائز بالمفاضلة، وتسليم المكتب للمدير المعين من الوزير الاخواني.
هادي يجسد اليوم ذات النظام الذي ثار ضده أبناء تعز، واليمن أجمع، وها هو يسير على خطى سلفه صالح، الذي عين بقرار جمهوري المدير السابق للمكتب عبد الكريم محمود، الذي حظي أيضا في عهد هادي بقرار جمهوري أخر عينه مستشارا تربويا في تعز.
محافظ تعز شوقي هائل حتى الآن لم يعلق على القرار، ويبدو أنه يتوارى حزنا خلف اسوار مقبرة احتضنت جثة مشروع مدني اراد من تعز أن تكون نموذجا له.
تجمع الإصلاح أثبت علو كعبه في تعز على المحافظ المدلل القادم من أعرق بيت تجاري في اليمن، وأكد له أن إدارة الدولة في عهد هادي ليست بذات الادارة التي تعود عليها في مجموعة هائل.
تسليم مكتب التربية في محافظة تعز الأكثر سكانا وطلابا على مستوى الجمهورية، جزء من صفقة التمديد التي حولها تجمع الإصلاح لمجرد ابتزاز للرئيس هادي، على الرغم من حاجته الماسة لها.
منذ اعتكاف شوقي هائل وحتى عودته لممارسة عمله في المحافظة قبل ستة أشهر، يبدو ان قرارا رئاسيا أوقف المفاضلات والتعيينات في محافظة تعز، بانتظار القادم من الصفقات بين هادي الذي يطمع لتأسيس ديكتاتورية عسكرية على غرار صالح، جل اركانها من زمرة 1986م، وتجمع الإصلاح وجنرالهم محسن الذين يسعون لحكم البلد بعصا الشيخ وبيادة العسكري وفتوى الفقيه.
تعز لم تصلها المحاصصة بعد، لكن أولى الخطوات بدأت أمس، وعلينا انتظار القادم، ولن نصطدم مرة أخرى إذا تقاسم أمراء الحرب التي دارت رحاها في مدينة تعز إدارات المكاتب التنفيذية.
التقاسم القادم سيجعل من المحافظ مجرد كومبارس، في حين سيتحول القرار نحو العاصمة، حيث أمراء الحرب والمتنفذين والقوى التقليدية، التي ترى أن الوضيفة العامة ملكا حصريا عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى