أخبار وتقارير

لماذا تسعى القوى المتصارعة في المركز لتفجير الوضع في تعز..؟

يمنات
تحاول أطراف سياسية تفجير الوضع في مدينة تعز من خلال الترويج لأخبار تؤجج الصراعات في المدينة، وتدفعها نحو الانفجار في الوقت الحالي.
فبعد أن فشلت هذه الأطراف في جعل مدينة تعز ساحة لمواجهات قبلية بين قبائل المخلاف و مأرب على خلفية مقتل الدكتور فيصل المخلافي، حاولت هذه القوى جر الصراع إلى اقتتال بين الجيش والمليشيات المسلحة، التي باتت مصدر ينذر بالشر على المدينة.
و اليوم بدأت هذه الأطراف تروج لصراع لما باتت تسميه صراع بين الحوثيين و السلفيين، على الرغم من أن تعز طاردة للتعصب المذهبي.
محاولة هذه الأطراف تصنيف مقتل الشاب بسام عبد الغني الجنيد، الذي قتل اليوم السبت على أنه في اطار صراع سلفي حوثي، محاولة للترويج لصراع جديد في تعز، و محاولة لاستنساخ صراع الحوثيين والسلفيين من صعدة إلى تعز.
لا يوجد لدى هذه الأطراف ما يبرر تصنيف مقتل الجنيد على أنه صراع حوثي سلفي، غير تسريبات تروج لها بعض المواقع و صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أن قتلة الجنيد سلفيين.
ثلاث محاولات لتفجير الوضع في تعز وتحويلها إلى مدينة حرب، خلال أسبوع، مؤشر على أن قوى المركز تريد تصفية حسابها مع تعز قبيل الانتهاء من مؤتمر الحوار.
معلومات حصل عليها “يمنات” مفادها أن قوى نافذة في المركز لمست توجها لدى الرئيس هادي بالاعتماد على تعز خلال المرحلة المقبلة في إدارة الدولة، فلجأت إلى تفجير الوضع في تعز، وتحويلها إلى ساحة حرب، على غرار ما حصل في العام 2011 عندما نقلت الصراع من صنعاء إلى تعز، و لا زالت المدينة تدفع ثمن ذلك الصراع إلى اليوم، حيث لا تزال المليشيات المسلحة وشم في جبين مدنية تعز.
تشعر القوى التقليدية في صنعاء أن بقاء تعز في الوقت الحالي بعيدة عن صراعاتها يؤهلها لأن تلعب دورا مؤثرا في المستقبل، ولهذا سعت بكل الوسائل منذ العام 2011 لتحويل تعز لبؤرة ملتهبة، و بذلت الأموال لنشر السلاح والجريمة فيها.
تحويل تعز المدنية التي قادت ثورة ال11 من فبراير إلى ساحة صراع مسلح بين طرفين بعد اجتياح قوات صالح لساحة الحرية في ال29 من مايو 2011، هدفت بالدرجة الأولى إلى قتل سلمية الثورة في عقر دارها، وما يشير إلى ذلك توقف المعارك بين طرفي الصراع في صنعاء و ما جاورها و استمرارها في تعز.
تغذية الجماعات و المليشيات المسلحة في تعز وتشجيعها على مقاومة الدولة وأجهزتها الأمنية في المحافظة، مجرد واجهة لاستمرار تعز بؤرة صراع لا ينتهي.
سعي قوى المركز لإنتاج أمراء حرب و مليشيات مسلحة في مدينة تعز، مؤشر على رغبة هذه القوى محو المدنية التي باتت مطلب الجميع.
محاولة بعض الأطراف فرض محافظ محسوب عليها، ثم محاولة افشال الحالي لتغييره بمحافظ أخر محسوب عليها، هو ذاته المخطط الذي يسعى لإبعاد تعز وأبنائها عن دورهم المستقبلي.
محاولة البعض زرع الخلاف بين المحافظ و رئيس الجمهورية بتعيين مدير للتربية بقرار جمهوري، استمرار لذات المسلسل الذي يهدف في النهاية لإبعاد تعز عن لعب دور في المستقبل السياسي للبلد.
و هنا ينبغي على أبناء تعز بمختلف توجهاتهم و أطيافهم التنبه لمثل هذه المخطط، وتوحيد جهودهم باتجاه افشال مثل هذه المخططات وتحمل مسؤولياتهم التاريخية، ومشروعهم المدني الذي يحملوه منذ خمسة عقود.

زر الذهاب إلى الأعلى