أخبار وتقارير

مئات المسلحين يدخلون مدينة رداع مهددين بالسيطرة عليها

يمنات – الشارع
عاشت مدينة رداع, التابعة لمحافظة البيضاء, أمس, حالة توتر عالية, جراء توافد مئات المسلحين إليها؛ عدد كبير منهم ينتمون الى تنظيم القاعدة, وقطعوا شوارع رئيسية فيها. وهددوا بالاستيلاء عليها في حال لم تستجب الدولة لمطالبهم المتمثلة بإيقاف عمليات القصف التي تنفذها الطائرات الأمريكية بدون طيار.
وتوافد, مساء أمس الأول وصباح أمس, المئات من المسلحين القبليين, من مختلف المناطق والقرى والبلدات القريبة من المكان الذي استهدفته الطائرات الأمريكية, أمس الأول, الى مدينة رداع, وقاموا بقطع الطرقات المؤدية من وإلى هذا المنطقة, احتجاجاً على الغارة الجوية التي قالوا إنها “استهدفت الأبرياء من المواطنين الذين ليس لهم أي علاقة أو ارتباط بالقاعدة في تلك المناطق”.
وكان قتل 12 شخصاً , وأصيب نحو 11 آخرون, في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية بدون طيار, مغرب أمس الأول, على موكب عرس في إحدى قرى مديرية “ولد ربيع” التابعة لمنطقة رداع, محافظة البيضاء.
وقالت ل”الشارع” مصادر أمنية ومحلية إن مدينة رداع شهدت, أمس, حالة من الاحتقان والتذمر الواسع بسبب “استمرار الغارات الجوية للطائرات الأمريكية بدون طيار في قصف أبرياء”.
وقال للصحيفة مصدر مطلع في رادع إن نحو أكثر من 600 شخص من المسلحين القبليين توافدوا الى مدينة رداع, صباح أمس, وقاموا بقطع الطرق المؤدية إلى باب المجمع الحكومي الواقع وسط المدينة, كما قطعوا الطرق المؤدية إلى مقرات الأمن العام وقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً).
وأوضح المصدر الأمني, الذي فضل عدم ذكر اسمه, أن “هؤلاء المسلحين حاولوا التحرش بالأجهزة الأمنية, وكذا الأطقم المكلفة بالخدمات الأمنية (الدوريات) إلا قوات الأمن تجاهلت ذلك تجنباً لانفجار الوضع”.
وأضاف المصدر الأمني: “تم التعامل مع المسلحين بحذر شديد, خشية تفجير الوضع داخل المنطقة, خصوصاً وأن من بين المسلحين عناصر يعتقد أنها تنتمي الى القاعدة, وكانت تهدف إلى إحداث الفوضى وتفجير الوضع”.
وأفاد المصدر أن المسلحين ظلوا, حتى السادسة من مساء أمس, يقطعون الطرقات ويرفضون فتحها, مشيراً الى أنهم أمهلوا السلطات المحلية حنى اليوم, السبت, لتنفيذ مطالبهم المتمثلة بوقف استمرار الغارات الجوية للطائرات الأميركية بدون طيار, والتكفل بمعالجة الجرحى والمصابين الذين سقطوا في غارة أمس الأول, وصرف تعويضات لهم ولقتلى العملية.
وأشار المصدر إلى أن المسلحين رفعوا القطاعات وسمحوا للمارة بالتنقل, بعد السادسة مساءً, بعد أن أمهلوا السلطة المحلية حتى اليوم لتنفيذ مطالبهم.
قال ل”الشارع” مصدر عسكري في رداع أن “جهود حثيثة بُذلت من قبل محافظ المحافظة, الظاهري الشدادي, وقائد المنطقة العسكرية السابعة, العميد الركن علي محسن مثنى, من أجل رفع المظاهر المسلحة وفتح الطرقات في مدينة رداع”.
وأشار المصدر إلى أنه تم التواصل مع عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية المنتمين الى رداع والمقيمين في العاصمة صنعاء, وأبدوا استعدادهم للنزول, مساء أمس, الى مدينة رداع لحل القضية, ومحاولة احتواء غضب المحتجين.
وأفاد الصحيفة مصدر عسكري ثاني أن المسلحين توعدوا, في حال عدم التجاوب مع مطالبهم, بالاستيلاء على مدينة رداع وجميع المكاتب التنفيذية فيها.
وعبر المصدر عن مخاوفه من هذا التهديد, مشيراً إلى أن هناك بين هؤلاء المسلحين مئات من عناصر تنظيم القاعدة.
وقال للصحيفة مصدر أمني في رداع أن المسلحين دخلوا المدينة على متن عشرات السيارات وبحوزتهم أسلحة شخصية ورشاشات, وقذائف “آر بي جي” وصواريخ “لو” وأسلحة متوسطة أخرى.
وأكد المصدر أن هؤلاء المسلحين بالمئات, وقاموا بقطع الطرقات في المدينة دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية من فعل شيء رغم إعلانها حالة الطوارئ في المدينة.
وأضاف المصدر: “أكثر ما عملناه هو حماية المقرات والمكاتب الحكومية, ورغم أننا كنا على استعداد كامل لمواجهة, إلا أننا نفتقر للإمكانيات اللازمة, رأينا مع المسلحين أسلحة ومعدات لا تتوفر لدينا وليست موجودة في مخازن الأمن العام وقوات الأمن الخاصة”.
وتابع: “إذا لم يتم احتواء هذه المشكلة, وعاد المسلحين ونفذوا تهديدهم فمدينة رداع ستسقط في أيديهم, خصوصاً وأننا لا نمتلك أي دعم أو أسلحة تُمكننا من مواجهتهم, وسبق أن طالبنا بقوات عسكرية إضافية في المدينة ومحافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية يعرفان ذلك”.
وزاد: “ما حدث اليوم (أمس) شل حركة المدينة بشكل كامل, وأصاب الأهالي بحالة من الرعب والخوف جراء كثافة عدد المسلحين”.
من جانبه, نفى العقيد حمود العماري, مدير المنطقة الأمنية في رداع, أن هؤلاء المسلحين قد شلوا الحركة في رداع, وأنهم سيطروا على مداخل ومخارج رداع, أو سيطروا على الشوارع الرئيسية في المدينة.
وقال العماري, في اتصال هاتفي أجرته معه “الشارع” مساء أمس: “في الساعات الأولى من صباح اليوم (أمس) توافد المئات من المسلحين, من مختلف المناطق, الى مدينة رداع, وقاموا بقطع الشارع الرئيسي المؤدي إلى المجمع الحكومي وبعض المقرات والمنشآت الحكومية, إلا أن هذا الأمر لم يؤدي الى شلل الحركة في المدينة.. ورغم الاحتكاكات والتحرشات, إلا أننا تعاملنا مع هؤلاء المسلحين بمسؤولية تجنباً لتفجير الوضع”.
وأضاف: “نوجه الشكر إلى محافظ المحافظة, العميد الركن الظاهري الشدادي, كما نوجه الشكر للعميد الركن علي محسن مثنى, قائد المنطقة العسكرية السابعة, على ما بذلاه من جهود لاحتواء هذه المشكلة والخروج منها, ونؤكد أن الأجهزة الأمنية والعسكرية في جاهزية كاملة لمواجهة أي محاولة للإخلال بالأمن والفوضى”.
ويقول المحتجون أن هذه ليست المرة الأولى التي يطالبون فيها السلطات بإيقاف الغارات التي تنفذها الطائرات الأمريكية بدون طيار على كثير من مناطق رداع, وما حولها”.
وقالت ل”الشارع” مصادر محلية متطابقة إن الغارة الجوية استهدفت, أمس الأول, بصاروخين, سيارة في موكب عرس في “منطقة يكلأ” أثناء عودتها من “بلاد آل بصير” في مديرية “الشرية” ما أدى إلى تدمير السيارة بالكامل وتضرر سيارات أخرى بجانبها, ومقتل وإصابة 23 شخصاً.
وقال للصحيفة مصدر عسكري رفيع في رداع أن الثلاثة الصواريخ أدت إلى تدمير ثلاث سيارات كن في موكب العرس, في “منطقة يكلأ” الواقعة بين مديريتي “مراد” و”بني ضبيان” وتحديداً في “عقبة زعج”.
وأوضحت المعلومات أن من بين القتلى مشتبهاً بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة, كانت الغارة تستهدفهم فيما كانوا ضمن موكب العرس, خصوصاً وأن كثيراً من هذه المناطق يقطنها عشرات المسلحين الذين ينتمون الى تنظم القاعدة.
وأفادت المعلومات أن قرابة نحو 10 جثث من قتلى هذه الغارة تم إيصالها, أمس الجمعة, إلى المستشفى الدولي في مدينة رداع, إضافة إلى 10 قتلى هذه الغارة ت إيصالها, أمس الجمعة, إلى المستشفى الدولي في مدينة رداع, إضافة الى 10 مصابين لا يزالون يتلقون العلاج في هذا المشفى حتى كتابة هذا الخبر مساء أمس.
وحصلت “الشارع” على أمساء القتلى, وهم: حسين محمد صالح العامري (65 عاما) محمد علي مسعد العامري (30 عاما) علي عبدالله محمد التيسي (35 عاما) زيدان محمد العامري (40 عاما) سيف عبدالله مبخوت العامري (20 عاما) مطلق حمود محمد التيسي (45 عاما) صالح عبدالله مبخوت (30 عاما) عارف محمد التيسي (30 عاما) صالح مسعد العامري (42 عاما) مسعد ضيف الله العامري (25 عاما) وسالم محمد التيسي.
وحصلت الصحيفة على أسماء عدداً من الجرحى, وهم: عبدالله محمد الخشل التيسي, محمد علي عبدالله العامري, عبدالله عزيز مبخوت العامري, ناصر علي أحمد العامري, نايف عبدالله الخشم التيسي, ومحمد علي أحمد العامري.

زر الذهاب إلى الأعلى