أخبار وتقارير

الاعلامية مها البريهي: رفضت وزارة الاعلام في عهد صالح و بيت الأحمر وعلي محسن وكل المنضمين للثورة جزء لا يتجزأ من نظامه

يمنات – الأولى
لا يمكننا أن نقدم الإعلامية اليمنية مها البريهي في هذه الإطلالة العابرة، ذلك أن اسمها اللامع كبريق الذهب دخل بها كل بيت عبر الشاشة الصغيرة، فأحب الناس طلتها، وأحبوها هم أيضاً، كما اقترن اسمها وما زال بالإنسان اليمني وقضاياه كنموذج للمرأة اليمنية التي لا تقهرها الظروف.
تحدثت مها البريهي ل”الأولى” في هذا اللقاء، بنبرة قوية وحماسية، على أنها فخورة بما أنجزت، لكنها أيضاً لم تخفِ ألمها الذي بدا ظاهراً رغم محاولتها إخفاءه؛ تحسراً على الوضع الذي ألنا إليه.. فإلى نص الحوار:
حاورها/ أكرم الفهد
أين تجد الإعلامية مها البريهي نفسها اليوم؟
اليوم بالذات وجدت نفسي مها البريهي، لمدة 8 أشهر تعرضت لوعكة صحية (هي مش وعكة)، كان مرضاً أقعدني عن الحركة والمشي لمدة شهر كامل، ولم يعرف الأطباء السبب، واتضح أن ضغط العمود الفقري على أعصاب الساقين هو الذي أقعدني، ومنعني من الحركة، وبالتمارين والمعالجة الحمد الله مشيت، لكن ما زال الألم والوجع حتى الآن موجوداً في الفقرتين الرابعة والخامسة.
هل مها البريهي تقول لجمهورها الذي غابت عنه لفترة أنا لم أصب بمرض السرطان؟
الحمد الله اللهم له الحمد، ليس عندي مرض سرطان، لكن للأسف الشديد لا أدري على ماذا استند إخواننا الإعلاميون لكي يقولوا إني مصابة بمرض السرطان، هل كانت لديهم وثائق أو تقارير طبية؟ لا أعرف.. هذه إشاعة لا أعلم مصدرها. وأنا أعذرهم، ربما فعلوا هذا من أجل أن يحثوا الدولة على أن تتعاطف معي، وتعمل لي شيئاً.
بالنظر إلى مجمل حياتك، هل وصلت مها إلى ما تطمح إليه أم لا؟
اليوم صدر قرار بتعييني مستشارة إعلامية للسفارة اليمنية في بيروت، وهذه أول مرة تحدث طبعا بعد مطالبة شديدة من رئيس الوزراء ووزير الإعلام، قلت لهم اليوم إذا لم تكرموا مها فمتى. وهذا وأنا لدي طموح وأعتبره أقل مما كنت أطمح إليه سابقاً، ففي عهد علي عبدالله صالح عرضت عليّ وزارة الإعلام، لكني رفضت، لأنها كانت فترة عصيبة، وكانت كالذي يدفع بنفسه إلى الهاوية.
وحالياً يجب أن تكون لدينا حكومة واثقة من نفسها. الآن لدينا مرحلة انتقالية يفترض من الحكومة أن تضم الصفوة والقادرين أن يعبروا باليمن إلى بر الأمان، وخاصة بعد مؤتمر الحوار.
ملحق إعلامي أم مستشارة في سفارة بيروت؟
مستشارة إعلامية، وهي نفس الصفة. وباعتقادي سأحل محل عباس المساوى، ولكن قيمة هذا المنصب معنوية أكثر، ليس المستشار الذي نتداوله، بل مستشار الركنة. وللعلم ما من فعالية أو مهرجان عربي إذاعي أو تلفزيوني إلا وأنا في المقدمة، وبجهد ذاتي.
البعض يقول إن مها ساعدها عامل الزمن، حيث أتيت في زمن فيه الإعلاميات قليلات جدا، أما الآن فالمذيعات كثر..
لماذا لم تبق إلا مها البريهي مثلا، والباقي من الزميلات لم يبقين، أنا لا أقلل من شأنهن، ولكن الكاريزما الخاصة بكل واحد، هي التي تثبت الشخصية.
ما هي الضريبة التي دفعتها مها البريهي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه؟
والله، الضريبة التي دفعتها كانت باهظة، مجملها محصور في الإقصاء والتهميش لمها، لأنها ظلت محايدة، ولم تنتمِ إلى أي طرف من الأطراف السياسية.
(مقاطعاً): حتى اليوم؟
حتى اليوم، وسأظل، أصلا أنا قلت لهم حزبي الكبير اليمن، لا تحاولوا معي، حتى وأنا مريضة جوال فلان يتصل بي، وكذلك من يمثل ذاك الحزب، ومن يمثل ذاك الطرف، حاولوا الاتصال من أجل استقطابي، والبعض سلم لي قناة، وقال لي تفضلي أديريها، وقلت لهم متأسفة، وبعدين..!
ظهورك واختفاؤك من قناة اليمن الفضائية، ما سببه؟
طبعا نحن كنا نعاني من أشخاص كانوا وما زالوا على رأس الإعلام الرسمي، لست بمفردي، بل وبعض الزميلات، فهم حاربونا واشتغلوا علينا شغل أكثر مما تشتغله النساء، وإذا قيل إن النساء لهن كيد، فالرجال كيدهم أقوى وأعظم. يا أخي وصلت ببعض القيادات الإعلامية الاستفزازية لنا إلى أزواجنا وبيوتنا، يتصلون يشكون مني ومن بعض الزميلات إلى أزواجنا، وفوق هذا أقصينا كلنا، وجعلوا أخريات يتصدرن الشاشة. لكن الجمهور قد وضع لنا مكانة راقية في فكره وفي ذاكرته وفي قلبه، يصعب أن يغيروها. ألم تقل بالسهالة أنت إنه جاءت فترة من الزمن وعامل الزمن ساعدنا، أنا معك، يمكن لم لا؟ لم لا يكون الزمن ساعدنا وطبعنا بالذاكرة؟ ولكن اليوم الأفلام الوثائقية لمها البريهي رغم هذا الكم في كل القنوات المستنسخة من القناة الأولى، تبث برامجي (معين، آزال، المصير، اليمن اليوم، السعيدة)، برامجي ما زالت تبث إلى الآن، لماذا؟ عندهم مذيعات وعندهم أصوات، لماذا لا ينتجون؟
(مقاطعا): هم استنسخوا أرشيفاً؟
ليس أرشيفاً، أخذوا البرامج نفسها بدون حق، وحتى إنهم رفضوا أن يطلعوا الاسم.
ما هو تقيمك للإعلام الرسمي اليوم؟
الإعلام الرسمي يعيش حالة تخبط كما هي المرحلة؛ انعكاس لما هو حاصل، بينما كان في الوضع السابق للنظام السابق مجموعة أبواق تعمل له هالة، وتعمل على تأليهه، وتعمل حراكاً كزوبعة في فنجان.
والآن..؟
الآن خرجت الزوبعة من الفنجان، وعملت ارتطاماً، وعملت عوامل تعرية، شوهت الصورة بالكامل، لا قدروا أن يعملوا تأليهاً مثلا للرئيس الذي هو رافض أصلا التأليه، ويريد أن يخرج باليمن إلى بر الأمان، ولا توجد رسالة توصل إلى الجمهور، ولا الجمهور قادر على أن يتقبل الوضع.
لكن الإعلام الرسمي لا زال يلعب دوراً بارزاً في الساحة، رغم الكم الهائل من القنوات والصحف..
هذا هو دور الإعلام الرسمي، ولو أنه تم تطعيم هذا الإعلام بشباب كمن يجدف في نهر من الوحل.
ما هو تقيمك لأداء وزارة الإعلام والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في الوضع الحالي؟
بصراحة أشعر بالتعاطف معهم لسببين رئيسين؛ أولا أن تأتي أنت لتقود في مرحلة كل التركة ما زالت ملقاة على عاتقك، أنت هنا تحملها لوحدك، يعتبر جهاداً، ولكن أن يؤتى بك وأنت تفتقر إلى مفهوم الإدارة والقيادة، كيف يمكن أن تكون قيادياً وإدارياً، وتتخبط بين أزقة وأروقة المؤسسة العامة للتلفزيون، وكذلك الوزارة، ليأتي مدير مكتبك يفهمك ويعلمك من أين تبدأ.. هذه مصيبة بحد ذاتها.
يعني تقصدين الاثنين؟
أنا لا أقصد الاثنين، لا تعمم، أنا أتكلم بالبداية عن المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، ولكن استدركوا بعد أن بدأت أصوات تتعالى من الأكاديميين ومن الناس الذين هم قادرون أن يديروا المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، فاستدرك مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أنه يجب أن يكون لي كلمة، لا أن أسير على النهج، ولكن عندك بشار مطهر، رئيس المالية بالمؤسسة، يجب أن يكون هذا الرجل مدير المؤسسة، أو مدير قناة اليمن، لأنه رجل رائع وأكاديمي، ويفهم ما معنى الإعلام وما معنى الاتصال، وكيف يفرق بينهم الاثنين؟
ما هي خطط مها المستقبلية؟
نيتي أن أصلح الصورة، ولكن تبدأ من الخارج.
كيف تصلحين الخارج والداخل منهار؟
ماذا يريد منك الذي بالخارج؟ أليس أن تعكس الصورة الرائعة للبلاد؟ اليمن متحف مفتوح فيها كل مقومات الجمال الطبيعي كرافد قوي للسياحة، فلو اشتغلنا على تحسين الصورة، لا تحسينها، بل عرضها كما هي، إذا تحسن عندك الأمن داخل البلد، فاليمن ستصبح مزاراً مفتوحاً ثقافيا وسياحيا، ومحطات للوطن العربي، وهذا كله منك أنت.
الآن مؤتمر الحوار حدد 30% كوتا نسائية، والبعض يؤيد، والبعض يعترض. كقيادية نسائية ما رأيك في هذا؟
أنا من وجهة نظري، كنت أتمنى أن العملية تكون يدي بيدك، أنت كرجل، إننا نسير بالوطن إلى بر الأمان. أما أنك تعطيني 30% لكي تسكتني، وأنا نصف المجتمع وزيادة، أتمنى أن تسير العملية بشكل طبيعي جدا، وتصبح من أبجديات عملك كقائد، ويحتاج الأمر إلى توعية ليس للرجل لأنه سلطوي، المشكلة فينا نحن النساء، وفي النظرة المجتمعية العامة، إذا كنت أنا نفسي مترددة أن أكون قائدة، وأريد أن أكون تابعة..
أستاذة مها، الآن الإعلام الخاص طغى بشكل كبير، والبعض يقول إن الإعلام الرسمي والخاص فقد هويته. ما تقييمك للإعلام الخاص باليمن؟
بالنسبة لقناة “اليمن اليوم” هناك حنين للنظام بعد المصائب والمشاكل التي حدثت هذه الأيام في الفترة الانتقالية، ظل الحنين مقارنة ليس لأنه كان صالحاً، بل لأنه كان الوضع أفضل، لأنه كان هناك أمن وأمان، باعتبار أن السلطة كانت قوية وقادرة على فرز أسرة علي عبدالله صالح وأهله الذين كانوا قابضين على الأمن والأمان. أريد أن أقول لك حاجة؛ نحن مجتمع قبلي، نواة المجتمع اليمني هي القبيلة، نحن دولة يمنية ذات نظام جمهوري ديمقراطي بطابع ملكي أو نظام متوارث، وحنين هذه القناة إلى النظام السابق جعل الناس يشاهدونها ولكي يروا علي صالح.
البعض يقول إن لمها مواقف خاصة مع علي عبدالله صالح، أو إنها تحترم علي صالح بهذا المعنى، ما الذي تقوليه؟
كشخص، لن أتحدث عنه، لأن الثورة لما قامت، قامت من أجل مكافحة منظومة فساد بأكمله، ليس من أجل شخص. وللعلم بيت الأحمر وعلي محسن وكل المنضمين للثورة جزء لا يتجزأ من هذا النظام الذي ثرنا ضده. الثورة ثورة شباب، وأنت تأتي تدخل الثورة وكل ما تحمله من إرث، وأنت جزء من هذا النظام. أنا انسحبت على طول وروحت البيت، لكن لم أجاهر، ولم أقل إني لست مع الثورة، جلست في بيتي، واشتغلت عربيا، وظهرت في أكثر من قناة فضائية عربية، وتكلمت عن الثورة وما هي الثورة، وكيف سحب البساط من تحت أقدمنا.
لم تجيبي على سؤالي الخاص بتقييمك للإعلام الخاص باليمن..
أولا لا يوجد إعلام خاص، هو مستنسخ من القناة الفضائية الأولى، البرامج نفس البرامج، والحوار نفس الحوار، والمصايحة هي نفس المصايحة، إنهم يفتقرون إلى آلية الحوار، ولا يمتلكون أدنى مقومات الإعلام (فن الإلقاء، فن الحوار، أو قراءة الأخبار). ويمكن في واحد من بينهم مع احترامي لهم. أما المذيعات فكل واحدة تطلع بشكل وستايل معين، المهم أنها حلوة. المذيعة ليست جمالاً فقط. اليوم إذا تابعت القنوات الأوروبية والأمريكية، ستجد امرأة في ال50 وال60، وما زالت محافظة على كيانها كاملا من كاريزما وحضور، ومن لباقة ولغة. يا أخي صعب أنك تأتي بواحدة حلوة، ولا تمتلك أدنى مقومات المذيعة. وضاعت الرسالة الإعلامية.
هل ل”مها” نية للظهور مرة أخرى في قناة “اليمن” الرسمية؟
نعم طبعا، أنا لم أجد نفسي إلا وأنا مذيعة.
في مرضك ومرض الزميلة سونيا، كيف كان تعامل الحكومة معكما؟
للأسف الشديد، لن يخرجنا من هذا المأزق إلا مشروع التأمين الصحي، لأنه ليس له سقف، لا أعرف كيف يشتغلون على الرعاية في وزارة الإعلام، والتي وقع عليها وزير الإعلام مؤخرا، ولكن الذي يحز في النفس أني رحت أمثل بلدي في مهرجان القاهرة، أصبت بالشلل فجأة، وكنت ذهبت بتذكرة على حسابي الخاص، وأنا كنت المنسق العام للإذاعة والتلفزيون في الخليج العربي واليمن، وقد تم ترشيحي من قبل الدكتور عبدالله أبوراس، وباعتباري المنسق العام، لأكون في لجنة التحكيم، ورفضت اليمن دفع 400 دولار للمشاركة، فاتصلت بالزملاء بالقناة، ورشحوا لي البرنامج، وأنا سأدفع مخصصات البرامج المشاركة، وقلت هذه البرامج التي سوف تشارك اليمن فيها، وهذا كله من أجل أن أدخل اسم اليمن، لأنها لم تكن موجودة ضمن الدول المشاركة، لأن اليمن لم تدفع رسوم الاشتراك 400 دولار.
وهذه السنة لم تدفع الرسوم..؟
الآن فرضت عليهم فرضاً، ورحت عند مدير المؤسسة إسكندر الأصبحي: يا أستاذ السنة التي مضت رفضتم حتى أن تدفعوا حتى بدل سفري، لكن هذه السنة لابد أن تشاركوا، وإلا سأقدم اعتذاراً عن مشاركة اليمن بحكم أني منسقة للمسابقة. لكن أجاب الأستاذ إسكندر: لا، لازم نشارك. وإلى اليوم ما زالت المعاملة تلف بالأروقة بعد توقيع مدير المؤسسة، والرسائل أرسلت إلى القنوات، والقنوات لم تتكرم بإرسال المواد التي سوف نشارك بها.

زر الذهاب إلى الأعلى