أخبار وتقارير

القوى التقليدية فخخت مؤتمر الحوار في مراحله التمهيدية و أجلت النسف إلى ما قبل الحصاد

يمنات
بات مستقبل مؤتمر الحوار في ظل التداعيات الأخيرة على المستوى الأمني، محفوف بمخاطر الفشل، ليس على مستوى مخرجات بعض الفرق التي لم تنجز أعمالها، و إنما على المستوى العام لكل المخرجات.
و تشير معلومات تحصل عليها “يمنات” أن نسبة الغياب ارتفعت بين أعضاء المؤتمر، وخاصة القيادات السياسية و الحزبية المشاركة فيه و من مختلف الأطراف، على حد سواء.
و حسب هذه المعلومات فإن ظاهرة تغيب الأعضاء زادت خلال الأسبوع الماضي، ما يوحي بحالة من الملل و الاحباط، وتخوف من الانفلات الأمني الذي بات يحصد الأرواح، و هو ما سيعكس نفسه على سرعة انجاز الأعمال المتبقية لدى بعض الفرق.
و على المستوى الشعبي بات الأمل الذي علقه اليمنيين على الحوار، للخروج بحلول للمشاكل و المعضلات التي عانوا منذ أمد بعيد، بات يتلاشى وسط تحسر على دماء و أرواح سفكت قبل عامين من أجل فتح نافذة نحو المستقبل المنشود.
مؤتمر الحوار تعرض منذ تشكيل اللجنة الفنية للتمهيد للحوار، لمؤامرات اجهاضه و نسفه، من الداخل، من قبل قوى سعت منذ اليوم الأول لنسفه.
عملت هذه القوى الذي أخضعت اللجنة الفنية للمحاصصة على ترحيل المشاكل كما هي عادتها، و أجلت الفشل من البداية و الوسط إلى النهاية.
مرحلة التفخيخ
تعرض مؤتمر الحوار للتفخيخ عندما تم ترحيل النقاط ال”20″ التي طرحتها اللجنة الفنية على الرئيس للتهيئة للحوار، ما جعل تمثيل الجنوب ضعيفا في مؤتمر الحوار، ما يعني عدم الزامية ما سيخرج به المؤتمر على باقي الفصائل، و مع ذلك استأسدت القوى التي نهبت الجنوب منذ العام 1994 في نهاية جلسات المؤتمر و في وقته الحاسم، لتكمل ما بدأته بالضغط باتجاه تفريخ مكون الحراك الذي شارك في المؤتمر و سجل مواقف مشهودة، و لكن هذه المرة عن طريق الرئيس، الذي بات مهموما بنجاح المؤتمر و ليس حل القضايا العالقة، و في مقدمتها القضية الجنوبية، التي يعد حلها بوابة الحل لمختلف القضايا على الساحة.
اقصاء
و قبل ذلك ساهم الأداء السيء و المسيس للجنة التواصل و الاتصال، التي أنيط بها التواصل مع مختلف الاطراف على الساحة، في استثناء قوى مدنية موجودة على الساحة و كثير من التكتلات الثورية المستقلة، و التي لم يتم حتى الجلوس معها أو استدعائها من قبل لجنة الاتصال، و هو ما ساهم في سيطرة طرفي الصراع العسكري المسلح الذي أعقب الثورة الشبابية 2011، على معظم مقاعد مؤتمر الحوار، ما سهل لهم اجهاض أي مخرجات لا تتناسب مع ما تريده هذه القوى، التي تسعى جاهدة لإحياء النظام السابق و الابقاء على منظوماته القمعية، بعبأة ثورية، وشرعنة حكمها للبلد بمخرجات الحوار.
و تعمدت هذه القوى مبدأ التفريخ للقوى الثورية المستقلة و قوى مدنية أخرى، بصورة غير مباشرة، بتعيين بعض قيادات تلك المكونات بصفاتها الشخصية بعيدا عن مكوناتها، و الذي هدفت من خلاله ازاحة هذه القوى و ضربها من البداية، تمهيدا لتصفيتها و خلق الخلاقات و الانشقاقات بينها، لتدمير المكونات التي تنتمي إليها، بهدف الاستفراد بالمشهد السياسي في مرحلة ما بعد الحوار المفصلة مخرجاته، و ضمان عدم وجود قوى حية تناهض توجهاتها، ما سيسهل عليها شراء الولاءات لمن تبقى من رموز وقيادات تلك القوى.
و بالتالي فإن وصول مؤتمر الحوار إلى طريق مسدود، هو من بنات أفكار القوى التقليدية، التي تمكنت من اعادة انتاج نفسها مرة أخرى تحت يافطة الحماية و المناصرة لثورة الشباب السلمية.
وتسعى هذه القوى في الوقت الحالي إلى ادخال مؤتمر في نفق مظلم، تمهيدا لاغتياله، و التخلص من مخرجاته، و بدأت أولى سيناريوهات هذا المخطط بدفع مكون الحراك الجنوبي للانسحاب، لتضع مستقبل الحوار، على شفا هاوية الفشل.
تعامل تقليدي
و من المتوقع أن تلجأ هذه القوى لابتداع مخارج أخرى، تضمن بقاؤها و تسيدها على الحكم، و لا يستعبد أن يكون الانفلات الامني و اقتحام المقار العسكرية و الأمنية حصانها الذي تسعى من خلاله لكسب الجولة الأخيرة كما ترى، غير أن هذه القوى التي لا زالت تتعامل بذات الطريقة التي تعاملت بها قبل عقدين و تمكنت من إفراغ الوحدة من مضمونها، لم تدرك بعد أن الوضع تغير و أن هناك قوى فاعلة انتجتها سياساتها الخاطئة، لن تقبل بما تفرضه تلك القوى، و أنها بتصرفاتها الرعناء ستدخل البلد في مستنقع الفشل.
غباء
لم تعد تعي هذه القوى أن الجنوب يغلي بركانا، و شمال الشمال بات رافضا و يملك قراره، و مثلهما الغرب و الوسط الذي بات ميقننا أن جل مشاكله تتمثل في القبضة المركزية للقوى النافذة في العاصمة.
و لهذا لا غرابة إن فشل مؤتمر الحوار، الذي باتت تملي مخرجاته قوى المركز الذي لا زالت تراه مركزا مقدسا، و يراه غيرها مثل كعبة ابرهة التي لم تعد سوى أطلال.

زر الذهاب إلى الأعلى