أخبار وتقارير

عبد الباري طاهر: النظام التوافقي يحكم بصيغة الماضي ولم يقدم التغيير الذي يطمح له الشعب

يمنات
قال الكاتب الصحفي ونقيب الصحفيين الأسبق عبد الباري طاهر, في حوار تلفزيوني على قناة “الساحات” الفضائية, إن الاحتجاجات لازالت مستمرة رفضاً للقيادات الفاسدة, مشيراً إلى أن الإعلام الرسمي يعتم على الحقائق, حيث يطالب الشعب بإسقاط حكومة التشارك القائمة.
وأضاف طاهر أن قرارات مجلس الأمن في ما يخص البلاد, موجهة إلى كيانات وأشخاص, “هذه الكيانات وهؤلاء الأشخاص نهبوا, تاجروا بالسلاح, تاجروا بأرواح الناس, دمروا ثروات بلد, نهبوها وسرقوها”, مشيراً إلى أن ما يطرح صيغة استرداد الأموال المنهوبة, عليهم إبقاء الأموال, و نهبها أيضاً, حسب قوله.
واعتبر مخرجات مؤتمر الحوار لم تلبّ طموحات التغيير التي يريدها الشعب, مؤكداً أنها امتداد النظام السابق, وجرت بصورة توافقية.
وقال: “الآن النظام القديم, النظام المؤتلف, النظام التوافقي, يحكم بصيغة الماضي, لكن يقدم صورة أكثر فداحة وغبنا مما حكم في الماضي, لأنه لم يجر التغيير الذي يطمح الشعب إليه. نحن التجأنا إلى حل سياسي توافقي, ولكن هذا الحل السياسي التوافقي الآن يمسخ ويشوه, ويقدم للناس بصورة مرعبة”. حسب قوله.
ووصف نقيب الصحفيين الأسبق وضع الحريات العامة والديمقراطية والصحيفة في اليمن, بأنه “مروع تماماً” مؤكداً أن القائمين على الحكم “يريدون أن يندم الصحفيون والأدباء والكتاب على الماضي, وما هو حاصل الآن حالة من العبث, الآن هناك إجراءات في غاية القسوة, كم تشارك الدولة عصابات وجهات غير معروفة, ويتعرض الصحفي للتهديد”.
وفي ما يتعلق بقوانين الصحافة والإعلام في البلاد, قال عبد الباري طاهر إن “هناك ما لا يقل عن 10 قوانين تتضمن عشرات المواد القامعة للحرية والمصادرة لحرية الرأي والتعبير, والتي يصل بعض موادها إلى الحكم بالإعدام, كما في قانون الجرائم والعقوبات.
أيضاً من حرب 94 حتى اليوم, سنت 10 مشاريع قوانين, كلها تتضمن مواد قامعة للحرية وسالبة للحق, ومعتدية على حرية الحق في الحصول على المعلومة والحريات الصحفية”.
وفي سؤال وجهه المحاور حول امتلاك المشائخ وقوى نافذة في الدولة وسائل إعلامية كقنوات وصحف, علق طاهر: “للأسف الشديد استخدامهم لأدوات العصر لنفي العصر, والاعتداء على الحرية. هؤلاء استخدامهم للقنوات واستخدام للصحف تمويلهم للصحف, هو استخدام تكتيكي, لكن قوتهم الحقيقة وسندهم الحقيقي هو السلاح وتجارة السلاح, وتمويل حمل السلاح, ولذلك لا يعيشون إلا بالاحتكام إلى الغلبة”.
وفي ما يتعلق بدور النقابة في حماية والدفاع عن المهنة الصحفية, أشار عبد الباري طاهر إلى أن النقابة لعب دوراً في البداية, وشاركت أيضاً في الدفاع عن الصحفيين, وعن الحريات الصحفية, “لكن في نهاية المطاف, انفرط العقد, وتوزعت النقابة على اللعبة القائمة على التشارك, وعلى الاقتسام, وعلى أن تصبح طرفاً من الحكم, وليس طرفاً حقيقياً من تبني قضايا الصحفيين والدفاع عنهم”.
مشيراً إلى أنه لم يعد هناك أصوات مستقلة في مؤسسات المجتمع المدني, نتيجة التقاسم والمحاصصة الحزبية؛ “كل مؤسسات المجتمع المدني, فص ملح وذاب, كما يقال, أصبحت جزءاً من اللعبة, وتوزعت على الأحزاب المختصة والمقتسمة, ولم يعد هناك صوت حقيقي مستقل في هذه المؤسسات, بما ينتدب الناس جميعاً”, غير أنه أشاد بدور عدد من المنظمات الصحفية, ودورها في رصد الانتهاكات والقمع والاعتداءات التي طالت الصحفيين خلال الأعوام السابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى