فضاء حر

جحملية تعز

يمنات
يحتاج السلفيون والحوثيون في تعز تبني تجربة السلفيين والحوثيين في معبر.. أكثر من حاجتهم لتوظيفهم في سياق صراعات عمران وما حولها.
ثمة توتر بين منتمين للطرفين محصور ومحدود في حي واحد من أحياء المدينة هو “الجحملية”، يمكن تكبير هذا الصراع وتهويله ليصبح كما لو كان اصطداما حربيا ينقصه الإنزال الجوي، أو بالإمكان النظر إلى حجمه الطبيعي كإشكال عنيف بين مختلفين دينيا لا يتجاوزون بمجموعهم العشرات، أو المئات في حال زادوا.
مسارعة الكتائب الإعلامية ل”الإخوان” إلى اعتبار الأمر حلقة أخرى من حلقات “التمدد” أو “الغزو” الحوثي؛ لن يحقق لهم (الإخوان) التعاطف الشعبي الذي توسلوه بكل السبل في مواجهاتهم مع الحوثيين في شمال الشمال، وبالتالي هم فقط يلعبون بالنار وسيتكشف التهويل في النهاية عن كذبة بايخة.. ذلك أن أخطر ما يمكن أن يحدث هو استئصال الوجود الحوثي في “الجحملية” في حال تفاقمت المشكلة وتعاظمت نصرة السلفيين (ذي الأغلبية العددية في المدينة) لأصحابهم هناك.. ثم لن تكون هناك جحافل حوثية لنجدة جماعتهم ولن يتخلق أي مشهد حربي “توسعي” كالذي تحاول سذاجة الإعلامي الإخواني زرع انطباع بشأنه منذ الآن.
كما أن استبسال بعض إعلامي الحوثيين في الحديث عن ما حدث بالطريقة نفسها التي يتحدثون بها عن الجوف مثلا، هو أمر يفتقر ليس فقط للذكاء، بل للحصافة في التعامل مع فخاخ خصمهم؛ فهم بخطاب كهذا يسهمون في التهويل نفسه الذي يشتغل عليه الإصلاح؛ ليساهموا بدورهم في مفاقمة الفتنة وإعطائها بعدها العصبوي الذي سيضر أنصارهم هناك أولا ويضاعف حجم الثمن الإعلامي والسياسي الذي ستدفعه الجماعة الأم بأسرها نتاج معركة كهذه أهدافها الإعلامية والتعبوية أكبر بكثير من حجمها على الأرض.
الحوثيون في تعز مجرد “أفراد” ولا يمكن اعتبارهم “رقما” في أي بيانات سكانية هناك، ومع ذلك تجد من ناشطيهم هنا من يتحدث عن الجحملية كما لو أنها “الجوف” بينما يتحدث الإخوان عنها كما لو أنها “عمران”..!!
وفي الوسط مبتذلون يشعلون النيران عبر “فيس بوك”، بعضهم يتحدث عن وصول “معارك الدفاع عن النفس” الى تعز، والبعض عن “مؤامرة سلفية انتقاما لدماج” دون ان يعوا أنهم يتسببون فقط في التأجيج وصولا الى سفك دماء وربما حدوث مذبحة..
أما ما يبالغون بشأنه فلن يحدث، حيث لن يستطيع الحوثيون نقل مليشياتهم في النهاية إلى هناك ليصبحوا “غزاة” أو “فاتحين”، كما لن يجني “الإخوان” بدورهم مجدا من الانتصار في “حارة” بعد الانهزام في “محافظة”..
انها مشكلة “حواري” فقط، فلتبقوا عليها هكذا.. ولتسعوا لإخمادها إن استطعتم أو فلتشعروا قليلا بالمسؤولية وأنتم تحولونها إلى ثديٍ لتغذية الخطر الطائفي في بقية بقع الوطن.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى