فضاء حر

الحروب الطائفية صناعة نخب

يمنات
ليس من الحكمة التهوين من مخاطر مفاعيل المتغيرات السياسية والاجتماعية التي ترافق الجماعات الدينية في اليمن، استنادا إلى أقوال غير مدقق فيها مفادها أن اليمن لم تشهد حروبا أهلية عبر تاريخها.
الحروب الطائفية هي صناعة نخب في الأساس، والجماعات الدينية (المسيسة) بمحمولاتها الايديولوجية وامتداداتها الاقليمية بما هي ظاهرة حديثة في اليمن، تلجأ في حركيتها إلى إلهاب المشاعر الدينية عبر تخليق “آخر طائفي” داخل المجتمع يستثير الغيرة الدينية ويحفز الروح القتالية لدى الجمهور الموالي.
من غير المستبعد أن يلجأ قادة الجماعات السياسية المتلفعة بالدين، أكثر فأكثر، إلى الشحن المذهبي والطائفي _ والمناطقي أيضا بالنظر إلى التقاطع الكبير بين المذهب والجغرافيا في اليمن السياسي الحديث.
***
من الضروري تشجيع أية تكتيكات أو مبادرات يعتمدها رموز هذه الجماعات لتخفيف التوتر وتفريج الاحتقانات في محافظات يمنية. لكن هذا غير كاف وربما يكون شديد الخطورة على المجتمع اليمني، فالثابت أن ميكانيزمات الجماعات الدينية لها القول الفصل دائما في ما يخص “الآخر الجواني” الذي يستبطن شياطين مهما أخلص في إظهار حسن النية.
ترك الامور لتسويات بين هذه الجماعات يعني افساح المجال أمامها للزحف على حساب المشترك الوطني وضدا على الاندماج الوطني لتكريس منطقها الطائفي ونشر تعريفاتها الحصرية لجماعة المؤمنين طبق تقسيمات طائفية يتم التوافق عليها في ما بينها.
وعليه فإن دولة المواطنين وحدها القادرة على وقاية المجتمع من شرور الحروب الأهلية، وبخاصة الطائفية.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى