فضاء حر

المناسبة التي وجه فيها الحوثي دعوته للجنوبيين

يمنات
لم يكن عبدالملك الحوثي موفقاً في اختيار المناسبة التي يدعو فيها جنوبيي الخارج للعودة الى صنعاء من أجل التفاوض حول حل عادل للقضية الجنوبية:
فمفتاح وباب “الحل العادل للقضية الجنوبية” هو بناء “دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية”، هذا هو المطلب الأساسي للاحتجاجات الجنوبية منذ انطلاقها قبل 7 سنوات.
والمناسبة، التي اختارها الحوثي لتوجيه دعوته للجنوبيين، تتصادم كلياً مع هذا المطلب: إنها مناسبة “عيد الغدير” أو “عيد الولاية”، الذي أحيته جماعة الحوثي وأحيتْ معه مضامينه السياسية.
“عيد الغدير” هو العيد الذي يشرحه اسمه الثاني. فمضمونه السياسي يمكن اختصاره في كلمتين: “عيد الولاية”، حيث التأكيد على حَصْر “الولاية” أي الحق في الحكم في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و”امتداداته” كما وصفها عبدالملك الحوثي في خطاب بنفس المناسبة قبل عامين. والحديث هنا حول هذه النقطة لا يسعى للماحكات ولا خوض جدال حول “عيد الولاية”، ولكنها مفارقة فرضت نفسها علينا، مفارقة أن يوجه الحوثي دعوته للجنوبيين في “عيد الولاية”!
المشكلة الكبرى التي سيواجهها الحوثي مع الجنوبيين ليست داخل الحراك الجنوبي بل داخل الحركة الحوثية نفسها. وقبل أن يقترح على الجنوبيين حلاً عادلاً ل”القضية الجنوبية” التي كان من بين أهم مرتكزاتها رفض “التمييز بين الشمالي والجنوبي”، يتعين عليه أولاً إيجاد حل عادل ل”القضية الشمالية” التي ستنشأ بالضرورة وتكبر وسط الشماليين في قادم الأيام في ظل حكمه لصنعاء والشمال، فوق مشاكلهم السابقة طبعاً.
ليس لأنه الحوثي، ولكنْ لأنها طبيعة منظومته الأيديولوجية ونظامه السياسي: من يعتقد أن “دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية” موجودة لدى الحوثي، فهو لاشك يتمتع بمخيلة واسعة أكثر من اللازم..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى