فضاء حر

عن الصراع الطائفي والسياسي

يمنات
يتساءل الكثيرون عن حقيقة الصراع الجاري حاليا: هل هو صراع سياسي او طائفي؟
كما يستبعد البعض اندلاع صراع مذهبي في اليمن نتيجة التوسع المستمر للحوثيين..
اريد التذكير هنا ان الصراعات الطائفية في اساسها صراعات سياسية. بعبارة اخرى انها “سياسة بأدوات غير سياسية” ناتجه عن غياب او “موت السياسة” في هذا البلد او ذاك..
فعندما يعجز المجتمع عن تحقيق معادلة سياسية يخرج منها الجميع رابحين (بحكم ان السياسة هي معادلة “الربح للجميع”) يتم اللجوء الى السياسات الطائفية كخيار اخير اما الحياة او الموت..
وعندما تسعى ميليشا طائفية الى الاستيلاء على الدولة واعادة تنقية و”تطهير” المجتمع من المختلفين طائفيا فإنها تضع المجتمع امام معادلة صفرية (نجاح طرف ما يعني بالضرورة الاختفاء الوجودي وليس فقط السياسي للطرف الاخر)!
لهذا من الخطر تجاهل ان الصراع السياسي الحالي قد يكتسي بعدا طائفيا، في ظل غياب السياسة بمعناها التقليدي (عمل سياسي وانتخابات وتداول) او بمعناها التفاوضي (معادلة يخرج منها الجميع رابحون بعد تقديم بعض التنازلات).
الصراع الطائفي غالبا ما يدور بين طرف يمتلك كل اسباب القوة بما فيها المدرعات والدبابات، و طرف يحس انه ضعيف ولن ينقذ وجوده الا اللجوء للخيار الانتحاري الاجباري الذي وضعه فيه الخصم الطائفي..
سياسات الهوية الطائفية لا تعرف الواقعية السياسية لان الهوية لا تقبل الجدل ولا التفاوض لذا ترتبط سياسات الهوية بالعنف الشامل الذي لا يوفر احدا، وهذا ما نرى بداياته في اليمن حاليا.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى