فضاء حر

عن “ياسين على الطارف”

يمنات
لو كانت أروى عبده عثمان مؤيدة لأنصار الله، أو على الأقل محايدة ولم تنخرط في مناهضتهم سياسيا؛ فهل كان من يهاجمونها، من بعض الحوثيين، في فيس بوك، سيشنعون بكونها “رقصت في الشارع”، أو هل كان بعض اعلامييهم سيعتبر الحكومة، بسبب وجود أروى فيها، حكومة “ياسين على الطارف”؟؟؟
لا أبداً.. وعلى العكس، فلربما سارع بعضهم إلى التباهي بها ووضع صورتها وهي ترقص، غلافا لصفحته، ودليلا على حداثته!!
كل القصة أن تياراتنا تنتقل دائما ب”الخصومات السياسية” إلى مربع “الطعن في الأخلاق”.. خصوصا حين يكون الخصم امرأة، وحتى لو كان الأمر محل الطعن ليس فيه مطعن، ولا هو محل للذم والقدح، كما هو حال الرقص والغناء وأنواع الفنون.
كل تياراتنا بهذا المعنى هي تيارات “دينية”، حتى لو لم تكن دينية.
كلها عند الخصومات السياسية، يصبح وعيها متوحدا مع وعي “عبد المجيد الزنداني”، مع فوارق طفيفة.
كم طعن مؤتمريون في أخلاق معارضيهم
وكم طعن إصلاحيون، ويطعنون، في أخلاق خصومهم
وكم طعن إشتراكيون
وكم ناصريون
وكم مستقلون ولامنتمون
وكم، الآن، حوثيون.. قادمون بحماسِ مَنْ لا تجارب سيئة لناشطي تيارات قبل تياره، تقدم له العبرة وتوفر عليه الخطأ.
الرد على صاحب الرأي برأي، أو الرد على النقد القاسي بتفنيد و نقد أقسى، (باختصار: التزام الخصومة “الشريفة” فحسب) ليس أمرا شائعا لدينا، فمن يخاصمنا، أو نختلف معه، هو، في العادة، منحل، منحط، كافر، مدفوع، مأجور… حتى إشعار آخر.

من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى