فضاء حر

من مذكراتي في ليلة 11 فبرائر 20111

يمنات
في يوم 11 فبراير كنت في نادي تعز السياحي من الصباح حتى المساء مشاركا في المؤتمر الخامس للحزب الاشتراكي بتعز.
بعد المغرب نتفاجأ بالأستاذ على الصراري المشرف على المؤتمر يتلو علينا بشرى سارة بسقوط حسني مبارك ونجاح الثورة المصرية..
وبعد سماعي للخبر بدأت اتحرك داخل القاعة لإقناع بعض الرفاق للخروج الى الشارع .. وبحسب علمي بان احد الرفاق حينها قدم بي شكوى الى عند الرفيق علي الصراري واخبره باني اعمل على تحريض القاعة للخروج في مسيرة ليلية..
تفاجئت بالرفيق على الصراري ينادي باسمي من فوق المنصة ويطلب مني الصعود الى المنصة..
أثنا صعودي إلى المنصة طلب مني عدم الخروج في مسيرة .. و قال لي يجب أن نؤجل الخروج إلى غدا لأسباب أمنية، أولاً لكون الوقت ليلاً ، و ثانيا لأن نحن في مؤتمر حزبي وعلينا التزامات أمام الجهات الأمنية بعدم الخروج بأي مسيرة أو أي احتجاج عقب المؤتمر الحزبي..
لم اقتنع بالحجج الذي قدمها لي الرفيق الصراري ورأيت بان هذه الفرصة لا تعوض وعلينا التقاط الحدث وتوظيفه لأحداث تغيير في اليمن..
خرجت أنا ومجموعة من الرفاق ورأينا حشود تتحرك بشكل عفوي في شارع جمال .. كانت تحتفي بسقوط حسني مبارك وتطلق الألعاب النارية..
سرعان ما تحولت هذه الحشود إلى مسيرة تحركت صوب مبنى المحافظة و شارك فيها ما يقارب ألف إلى ألفين شخص، بالإضافة إلى أمرتا..
أستمرينا ما يقارب نصف ساعة أمام المحافظة نهتف بسقوط النظام وبعدها تم إطفاء الكهرباء علينا وقام بعض البلطجة المحسوبة على الأمن برمينا بالأحجار وسط ظلام دامس وبدأ المحتجون يتفرقون..
عدنا إلى شارع جمال (امام الكريمي للصرافة) ولم يتبقي إلا مجموعه قليلة من المحتجين مايقارب اربعين اواكثر تقريبا ومعظم هؤلاء من المستقلين بالإضافة الى شباب من الاشتراكي والناصري..
حينها تواصل معنا النائب سلطان السامعي واخبره الرفيق رمزي العبسي بأننا في شارع جمال و أننا مستمرون في اعتصامنا حتى يسقط النظام..
طلب سلطان السامعي من رمزي بان يحضر إلى عنده أو يحضر احمد طه .. طلب مني رمزي بان أذهب إلى النائب سلطان السامعي..
ذهبت الى منزل سلطان السامعي تقريبا الساعه الثانية ليلا وأعطاني عشرين الف ريال وميكرفون (يد) وقال لي هذا حق صبوح للمحتجين واستمروا في اعتصامكم ولا تيأسوا..
أخذنا صبوح للمحتجين وقمنا بشحن رصيد لتلفوناتنا للتواصل مع بعض زملاءنا من الشباب..
في صباح 12/2/2011م توافدت حشود في الصباح الباكر وانطلقنا في مسيرة طافت شوارع جمال و26 سبتمبر و الهريش والتحرير الأسفل وعادت الى المركزي و بالتحديد إلى شارع التحرير الأعلى، نظراً لأهمية اسم هذا الشارع وارتباطه باسم شارع التحرير بمصر..
استمريت مع المحتجين حتى الساعة 12 ليلاً حينها شعرت بإرهاق، حيث لم أنم في اليوم الأول للثورة .. عدت إلى منزلي كي أنام..
في صباح 13/2/2011م عدت الى مكان المحتجين في شارع التحرير ولم أجدهم واخبروني أصحاب المحلات بان الأجهزة الأمنية داهمت المحتجين واعتقلتهم وذهبت حينها إلى كشك المركزي لأخذ صحف وتفاجئت بجندي يمسكني بيدي ويقول لي جاوب الافندم علي..
و كان علي العمري ضابط امن المحافظة واقف في سيارته بالقرب من الكشك وذهبت الى إليه، وقال لي اطلع فوق السيارة، وقلت له الى اين ذاهب بي، قال لى: عند اصحابك ووصلنا الى قسم الجحملية..
و هناك وجدت عدد من المعتقلين وظلينا حتى الظهر من نفس اليوم وجاء قادة الاحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية وتم إطلاق جميع المعتقلين..
طلب مدير امن تعز من المعتقلين يغيروا موقع اعتصامهم من شارع التحرير، وقال لنا بان موقع التحرير حي تجاري قد يستغل البعض احتجاجكم ويسرقون المحلات التجارية.
اقترح لنا بان نقيم اعتصامنا في شارع الهريش (موقع ساحة الحرية حاليا) لاتساع المساحة وخلوا المكان من المحلات التجارية..
وفي العصر من نفس اليوم توجهنا الى شارع الهريش ساحة الحرية حاليا ونصبنا الخيام ودعينا الى اعتصام مفتوح حتى يسقط النظام..
بدأ حجم الاعتصام يزداد كل يوم واستمر الزخم الثوري وبدأ قادة الأحزاب يسحبون البساط من الشباب تدرجيا وبدأت الثورة تفرغ من محتواها ومضمونها الحقيقي التي خرجت من اجله وهو إسقاط النظام بجميع اركانه ورموزه الفاسدة..
و من المواقف التي حصلت في الأسابيع الأولى قامت قيادات إصلاحية بتقديم طلب الى شباب الثورة بان يبثوا مقابلة حميد الاحمر على قناة سهيل في شاشة الساحة ورفضنا حينها لكون حميد الاحمر شخصية فاسدة وملوثة وقناة سهيل ايضا محسوبة على حزب سياسي..
لم يمر اكثر من شهر حتى وجد الشباب بأن ثورتهم تحتوى من قبل القوى السياسية والشخصيات القبلية والدينية وأصبحت القوى التي تملك المال والتغذية هي من تهيمن على إدارة الساحة وهذه القوى هي ايضا من عسكرة الثورة وذهبت بها الى المبادرة الخليجية..

زر الذهاب إلى الأعلى