فضاء حر

فرضية الحوثيين حول مقتل الخيواني

يمنات
لدى بعض قيادات الحوثيين فرضية قوية جدا بشأن من هو قاتل الشهيد الخيواني..
ولدى البعض الآخر من القيادات أولويات “سياسية” تفضل معها عدم مناقشة هذه الفرضية حتى لا تتضرر تلك الأولويات..
قيل لأنصار الله كثيرا إن عليهم أن يشتغلوا “سياسة”، لكنهم للأسف لم يبدؤوا ممارسة السياسة إلا من بوابة دم الشهيد الخيواني..
وتلك كارثة إن لم يتغير شيء خلال الأيام القادمة..
…………………..
دم جدبان لم ينقذ شرف الدين، ودم جدبان وشرف الدين، لم يحم حياة المتوكل، ودماء الثلاثة لم توفر أية حصانة لدم الخيواني..
ذلك أننا أمام جماعة لا تستفيد من الإخفاق الأول، بل يتحول لديها كل إخفاق إلى مزرعة لتخصيب سلسلة إخفاقات لاحقة..
تماما كما هو حال حكوماتنا قبلها، حكومات الجرائم المقيدة ضد مجهول باستمرار، ما يجعل الجريمة تتناسل باستمرار.
دعكم الآن من النكبة الأخرى، تلك المتعلقة بعدم حماية هذه الجماعة للرموز المحسوبة عليها أو القريبة منها.. وإذا فعلت فإنها ترسل لأحدهم أفرادا لحمايته ولكن على نفقة المعني بالحماية الذي يكون في العادة “طفران” كما كان حال الشهيد الخيواني.
كيف تركتم الخيواني مكشوف الظهر؟؟
هذا سؤال سيلاحقكم إلى قبوركم..
وحذارِ يجيب أحد بالإجابة الساذجة: هو من رفض الحماية!!!
فإجابة فاضية مثل هذه تقال للأطفال فقط..
……..
ووري الجثمان الطاهر للشهيد الخيواني اليوم، الثرى، مشيعا بحب زملائه الإعلاميين والإعلاميات، وحزنهم العميق..
وفي جنازته يمكن لكل من يتهمونه بالطائفية، أن يلعقوا خيبتهم، بعد اللوحة الوطنية البهية التي رسمها زملاء وزميلات الخيواني ووسطه المهني؛ الإعلامي والحقوقي ممن لايجمعهم ببعضهم البعض غير المهنة أو الوطن.. لا غير.
…….
الخيواني لم يكن طائفيا ولا مناطقيا ولا سلاليا..
وموقفه السياسي مع أنصار الله، موقف من يعتبر أنصار الله امتدادا لثورته الخاصة التي يخوضها منذ منتصف التسعينات، وليس العكس..
كل مواقف الخيواني لا تنسجم إلا مع شخصية الثائر، المنشق، المتمرد، التي كان عليها .. فهو لو عاصر ثورة الزرانيق لالتحق بالزرانيق حتى لو كان الحاكم أباه أو أخاه..
تماما مثلما كان يعتبر نفسه “حراكيا” جنوبيا، منذ انطلاق الحراك عام 2006م، ومثلما اعتبر نفسه جزءا من كل قضية حقوقية أو سياسية وطنية عاصرها منذ كان طالبا في الثانوية حتى استشهاده .. ولو طال به العمر، وأمهلته يد الغدر، لرآه الناس يوما، في طليعة المعارضين لسلطة الحوثيين، وكان قد بدأ فعلا في انتقادها/ هم؛ منذ فترة طويلة.
ولطالما احتفى، وهذه على الأقل شهادة شخصية من قِبلي؛ لطالما احتفى بكل ما كتبته هنا في نقد ومهاجمة كل ممارسات الحوثيين العبثية أو القمعية.
…..
لقد كان أستاذه عمر الجاوي..
لم أتعرف على الجاوي، بعد رحيل الجاوي، إلا عبر الخيواني..
ولم أجده يقدر أحدا في حياته ويعتز باقترابه منه كما يفعل مع الجاوي .. وذلك مفتاح آخر لشخصيته.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى