التحالف العربي والخطأ القاتل

يمنات
ما يحدث الآن هو تنفيذ لمخرجات إعلان الرياض من خلال المتابعة للأخبار ومنها:
*تنظيم القاعدة في اليمن، أنشأ معسكراً جديداً لتجميع عناصره شمال صافر بمأرب.
*5 آلاف مقاتل يستعدون لحسم المعارك في تعز.
*قوات التحالف العربي تستعد للتدخل البري في اليمن.
*عدن آمنة بحلول عيد الفطر.
*وعلى الأرض نشاط ملموس لتنظيم القاعدة في العديد من المناطق.
و كذلك المتابعة لما يجري على أرض الواقع ، يتضح بأن ما يحدث الآن في اليمن من قبل التحالف العربي ومن يساندهم على واقع الأرض اليمنية هو تنفيذ لمخرجات مؤتمر الرياض والذي سمي بإعلان الرياض ، والذي جاء في بنده الرابع بعنوان الآليات والإجراءات بالفقرتين رقم 2، 4 ، ما يلي نصه:
رابعًا: الآليات والإجراءات:
2- استخدام كل الأدوات العسكرية والسياسية لإنهاء التمرد واستعادة مؤسسات الدولة والأسلحة المنهوبة.
4- سرعة إيجاد منطقة آمنة داخل الأراضي اليمنية تكون مقرًا لاستئناف نشاط مؤسسات الدولة الشرعية من داخل اليمن.
و هذا يعني المضي قدما في طريق الوصول إلى الدولة المدنية اليمنية بتفصيل وقياس و خياطة سعودية، حسب ما جاء في بنود نص إعلان الرياض، وكذلك يعني المضي قدما بانفراد من قبل الذين يسمون أنفسهم بالشرعية ، مزيحين من الطريق القوى الداخلية المسيطرة على الأرض المتمثلة في التحالف الثنائي (الحوثي وصالح)، و هذه الخطوة تعتبر خطأ قاتل على اليمن وعلى السعودية، و الذي سيكون نتيجته برك من الدماء، فالتحالف الثنائي السابق الذكر ليس بالقليل وﻻ بالهين، وفي نفس الوقت التحالف العربي بحجمه وقوته وإمكانياته، كلها تؤشر إلى وقوع مجازر ﻻ حصر لها، خصوصا إذا حدث تدخل بري، و سيستغرق الأمر سنوات حتى يفوز أحد الفريقين، ولن يكون الحل الفيصل للمشكلة اليمنية، مع ملاحظة أن التحالف مضطر في هذه الحالة إلى إيجاد حلفاء له على أرض الواقع، و منهم استخدامه لتنظيم القاعدة كجهة داعمة ومساندة للتحالف وهذا ما نقرأه من تحركات للقاعدة على أرض الواقع، وهو أمر في غاية الخطورة، ولدينا من التجارب ما يثبت هذه الحقيقة وتجربة العراق خير دليل.
و عليه و مما سبق فإنني أرى أن الحل الصائب العودة للحوار مجددا، وأن تقدم كل الأطراف التنازلات حقنا للدم اليمني والعربي ، وليس بعيب تقديم التنازلات ، بل هي الوطنية بعينها ، وسيثمن الشعب ويقدر لمن قدم التنازلات، وعودتكم جميعا هي للشعب وصندوق الإقتراع، ولتكونوا على يقين بأن الشعب لم يعد يهتم وﻻ يبالي لشرعية أحد فيكم سواء الذين في الخارج أو الداخل ، فكفاكم أنانية وحب للنفس والذات على حساب الشعب.
وليعلم الجميع بأن الغرب لا يغزونا ولكنه يفرقنا لنغزو أنفسنا.